أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الصمت الرهيب














المزيد.....

الصمت الرهيب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك ضحك كالبكاء، ولكن هناك ايضا كلام كالصمت، بل انه صمت صاخب فهو يحاول ان يقول شيئا او يدلي برأي ولكنه لا يقدر على التملص من حقيقة انه لا يمتلك ما يقوله، وهذا الكلام الصامت هو ما يملأ الصحف والفضائيات ووكالات الانباء عن تشكيل الحكومة العراقية واختيار رئيسها، وهو كلام يعيد نفسه منذ أشهر ويجتره قائلوه يوميا، حتى صار المستمع او القارئ يشعر بحموضته وتلفه، ومثل الطعام القديم يصاب الكلام بالعفن وهو ما ينفر القراء والمستمعين، والجمهور العراقي اجمعه.
كثرة الكلام الذي لا يقدم خطة او مقترحا عملا لاخراج العراق من ازمة تشكيل الحكومة يؤشر حالة الفقر السياسي التي تعيشها البلاد، كما ان تكرار ظهور نفس المتحدثين يوميا وفي أكثر من مكان ليقولوا نفس الكلام دليل على ان الكلام لا قيمة له وانه مجرد فرصة لتضخيم الذات اعلاميا.
في الاشهر الاخيرة ظهرت معادلة سياسية اعلامية مهمة تتمثل في ان اكثر الساسة ظهورا وتحدثا هو اقلهم اثرا في الفعل السياسي وفي القدرة على التأثير او في القدرة على اقتراح الحلول والمخارج، واكثر بعدا عن صنع القرار، ويبدو انها معادلة عراقية صرفة استفحلت بسبب كثرة عدد الساسة بفعل طبيعة النظام السياسي من جهة، وبفعل حصر المقترحات والحلول والقرارات بعدد محدود من الزعماء من جهة اخرى، فلا يبقى للكثرة من ممارسة السياسة الا الكلام في السياسة وعنها وحولها.
الزعماء عندنا لايتحدثون في السياسة ولا يكشفون سرا ولا حقيقة، بل لا يكشفون ما يدور في لقاءاتهم واجتماعاتهم، وكل ما يفعلونه انهم يرددون عبارات تدعم مطالبهم وعبارات تضعف او تشكك في مطالب خصومهم، وهذا الحال يجعلهم اقرب الى رجال الاعلانات منهم الى رجال السياسة، وهو يكشف ايضا ان لا احد في العراق يتزحزح عن مواقفه بدافع الملل مثلا او بدافع المناورة أو حتى بدافع الشعور بالمسؤولية الوطنية التي تدعو للتضحية بالمطالب من وقت لآخر حتى لا يضيع خيط الوطن ولا تتناثر عصافيره فيتلقفها دعاة العنف الذين (وللأسف) بدأت نبوءاتهم عن مصير العملية السياسية تتحقق جزئيا ربما لأن دعاة العنف هم ايضا ساسة ولكنهم بعيدون عن الوسائل السلمية ولذلك فهم أعرف من عامة الناس وخاصتهم بأبناء صنعتهم (السياسة) الاخرين الذين يختلفون عنهم في الوسائل.
وفود امريكية تزور العراق وتلتقي بزعمائه ويثار حول اللقاءات الكثير من الاهتمام والتوقعات ولكن لا شيء واضح يظهر من هذه اللقاءات وكل ما يقال في البيانات التي تصدرها مكاتب الزعماء هو اقوال عامة لا جديد فيها.
تعقد اجتماعات في عواصم دول الجوار بين اطراف عراقية، او يلتقي ساسة عراقيون بزعماء دول الجوار والمنطقة، ولا يخرج اي شيء رغم الحديث الكثير قبل الاجتماع عن اهميته والعقد التي سيحلها والازمات التي سيتجاوزها والملفات الصعبة التي سينهيها الى الابد، وبنفس الحماس يستمر الكلام عن الاجتماع بعد انعقاده طبعا بدون اي وضوح او تحديد، ثم يأخذ الحماس بالبرود ويبدأ الكلام بالتيبس قبل ان يتحول الى لقاء او اجتماع آخر ينفث فيه روحا ميتة وينفخه بحمل كاذب.
لقد تكدس الكثير من الكلام في اشهر الصيف الساخن هذا مع ساعات الانقطاع الطويلة للتيار الكهربائي وهناك رائحة غير مريحة تنتشر ترى ما الذي مات وبدأت جثته تتعفن وهو محاصر بكل هذا الصمت الرهيب؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة
- السلطة بلا حدود
- من سيعترف بالفشل؟
- معضلة حطمت التوقعات
- سفير جديد وخطة جديدة
- ما يشبه الرثاء
- منطق الحكومة
- الكلمة الكريهة
- ذكرى هادئة وانسحاب منسي
- قمة ومئة مليون دولار
- ألعاب تفاوضية
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الصمت الرهيب