|
متعة القراءة .. و لذة الإكتشاف
عبدالقادر حميدة
الحوار المتمدن-العدد: 936 - 2004 / 8 / 25 - 12:16
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
العدد الثاني من جون أفريك بالعربية في الأسواق : ها هو العدد الثاني من جون أفريك بالعربية يعرف طريقه للقارئ المغاربي و العربي ، و ها هي حلة المجلة تزداد بهاء و نضجا ، وها هي الأقلام الرصينة تحلل الأحداث ، تفككها ، و تعيد بناءها بطريقة ترجع الأمل في خلق جمهور قارئ ، و كيف لا ، و متعة القراءة في جون أفريك الجديدة تأخذك إ لى عوالم السهل الممتنع ، و المعلومة القريبة البعيدة .. و قد حدث معي ذلك ، و خاصة في مقالة عشت أطوارها قارئا في الصحافة الجزائرية .. هي مقالة عن أحداث تكوت تحت عنوان (الإغواء القبايلي) بقلم شريف وزاني .. بعد الركنين الثابتين ( فيما اعتقد ) لبشير بن يحمد و ، (خارج الزمن الإمبراطوري) للصافي سعيد ، ندخل باب سياسات من البؤرة العراقية الساخنة و مقالة متسائلة (العراق المحتل إلى أين ؟ المغامرة البائسة ) بقلم الصافي سعيد ، و بورتريه لغازي اليارو ، ثم حديث مطول عن الإبراهيمي المبعوث الأممي في العراق و هو الموضوع الرئسي في الغلاف ، و تستمر المجلة الجامعة لأربع مجلات في تحليلها للوقائع و الأحداث ، بعين محترفة و جريئة فنجدها تتحدث عن تداعيات احتلال العراق ، (السعودية على حافة بركان) ، و بعد الحكم عليه خمس مرات بالسجن المؤبد هل يكون مروان البرغوثي (منديلا الفلسطيني..) ؟ ، و تتحدث ايضا عن علاقة ليبيا بالغرب و ما اعتراها من شد و جذب خلال حقب متفاوتة بعنوان ، (المصالحة الكبرى ) .. اما في باب الوثائق فإنها تسهب في الحديث عن المطاردة الساخنة لبن لادن .. و كعادتها تضع اناملها الحريفة على نقاط التوتر الحساسة تفتح لوجون أفريك ملف السودان (حروب بلا اسم و لا نهاية.. السودان على مشرحة التقسيم ) و تقول عن قمة الثمانية بلغة ساخرة : تمخض الجبل فولد فأرا ، و تنتقل لجنوب إفريقيا لتتحدث عن الإرث الثقيل لمبيكي .. و إلى الهند لتأخذ صورة لسونيا غاندي و هي ترفع يدها تحية لجمهورها .. إنها التي انقذت ميراث حماتها و زوجها المقتولين .. إنها أنديرا الإيطالية .. و في باب ديانات ملف قد يدخل في دائرة الملفات الشائكة كما قد يكون في دائرة المسكوت عنه ، نقرأ هنا (يهود المغرب : كم كان عددهم ؟ و ما تأثيرهم ؟ كم بقي منهم ؟ دائرة اليهود المفقودين ) بقلم جاك برتوان ، كما لا تنسى لجون أفريك ان تقدم لنا عرضا شيقا للكتاب المثير للصحفي الأمريكي بوب وودا وارد (خطة هجوم) و هو كتاب يقع في 450 صفحة يصف فيه كاتبه كيف تخيل الرئيس بوش و فريقه الحرب ، و كيف اعدوا لها ، و كيف قادوها ضد عراق صدام (.. حدق الرئيس مليا في عيني هانس بليكس و قال : " افهمني جيدا ، وراءك قوة الولايات المتحدة كلها ، و هي قوة مستعد لاستخدامها إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، و قرار الدخول في حرب سيكون قراري ، و لا تعتقد لحظة واحدة أن ما ستقوله سوف يؤخذ بعين الاعتبار " .. ) ، ( .. أول أجنبي أحيط علما بموعد الهجوم هو وزير المالية الإسرائيلي بن يمين نتنياهو ، و قد أخبرته كوندي رايس في السابعة و النصف من يوم الأربعاء 19 مارس فأجابها عن طرق الهاتف : أعرف ذلك ، و كان الموساد قد أخبره هو و أريال شارون ببدء العمليات العسكرية .. ) . كما نقرأ حوارا أجراه أبوبكر لمباركي مع الدكتور عزام محجوب الخبير الاقتصادي الدولي يقول فيه : أن هدف مشروع الشرق الأوسط الكبير .. النفط لا الإصلاح ، و مقالا عن النظام الأخلاقي في تونس . أما في باب ثقافات فنقرأ حوارا ممتعا أجراه روائي برازيلي مع روائي برازيلي ، أجراه غلاوكو أورتولانو مع البرازيلي أشهر روائيي العالم صاحب الرواية الشهيرة "الخيميائي" ، (باولو كويلو) تحدث فيه عن هواجسه عن أشياء كثيرة قريبة منه ، و عن ما اثارته عضويته في أكاديمية الآداب البرازيلية من ردود فعل و عن أسلوبه السهل الممتنع الذي غزى العالم ، حوار جدير بالقراءة ، و القراءة الواعية بعنوان " نموت حين نتخلى عن أحلامنا " .. كما نجب مواجهة بين كاتبين من أمريكا اللاتينية في لقاء ممتع (أرنستو ساباتو و إيزابيل أليندي ) .. كمل نعثر على أمين معلوف و هو يضع أجداده فوق الأريكة في محاولة بحث جادة عن الجذور ، لقاء و مقال يتصادف و صدور روايته التاريخية الأخيرة (الجذور). و قال لي الأستاذ المترجم عمر خضرون الذي كان السبب في اكتشافي لهذه المجلة بأنها الوحيدة التي تعد نافذة حقيقية عن الثقافة الإفريقية ، و جسرا رائدا نحو الثقافات الأخرى .. و وجدتني أتأكد من مقالته كلما قلبت اوراق العددين الأول و الثاني من هذه المجلة .. و قد تذكرت ذلك أيضا و أنا أقرأ حوارا مع آخر عمالقة الزنوجية الشاعر إيمي سيزار تحت عنوان (عندما يجئ الموت .. سأكون في خدمته) و تذكرت أن عمر خضرون قال : إن هذا الطبق المتنوع لن تجده إلا في هذه المجلة .. و ها انا أخي القارئ أردد معه هذه العبارة عسى أن ترددها أنت معي حينما تتذوق من هذا الطبق .. و العهدة دائما على الراوي .. و أنا الراوي .
#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الما
...
-
الربيع يؤجل السفر
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|