صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 10:21
المحور:
الادارة و الاقتصاد
تتكاثر في هذه الأيام تصريحات مسؤولين في الحكومة وفي مؤسساتها عن ميزانيات ترصد لمشاريع يقولون أنهم سيحققونها في القادم من الأيام أو السنين، ولن نعرف في الحقيقة لماذا جرى التغاضي عن التطرق إلى تلك الأرقام طوال السنوات المنصرمة ولم يكشف عنها إلا الآن، فهل يمثل ذلك صحوة متأخرة بعد الإخفاق الواضح في تنفيذ المشاريع برغم توفر الأموال المطلوبة؟
ابرز تصريحين بشأن تلك الأموال ورد احدها على لسان رئيس هيئة الاستثمار سامي الاعرجي الذي قال: ان الخريطة الوطنية للاستثمار تحوي نحو 750 مشروعاً تبلغ كلفتها بحدود 600 مليار دولار. وقبل ذلك قال امين بغداد صابر العيساوي إن أمانة بغداد وضعت خارطة استثمارية وجرى منح إجازات استثمار تجاوزت قيمتها (100) مليار دولار لتنفيذ مشاريع في العاصمة. وبالتأكيد فان الأمور قد التبست على المواطن العراقي ولم يعد من السهولة ان يصدق تصريحات المسؤولين اذ انه كثيرا ما يجد مسؤولين يصرحون على هواهم فيما يتعلق بالمشاريع والأموال المرصودة لها، بل انه يجد مسؤولين عن المشاريع البلدية ـ ولاسيما في بعض المحافظات ـ يقولون أنهم تمكنوا من الإبقاء على بعض أموال خططهم وانهم سيرجعونها الى خزينة الدولة.
يحدث كل ذلك في الوقت الذي لا يجد المواطن أي مشروع منجز يستحق الاهتمام، وعلى سبيل المثال فاننا لم نشهد سوى ملعب رياضي واحد في بغداد بل في العراق كله هو ملعب الشعب الذي أنشأ في ستينات القرن الماضي في حين ان مدة السنوات السبع منذ اسقاط النظام المباد كافية لبناء عدة ملاعب بل مدن رياضية برمتها.
نحن نتمنى ان نرى تلك الأرقام المذهلة من التخصيصات تطرح في بداية تشكل الحكومات بعد الفراغ من الانتخابات وليس في نهاية أمد تلك الحكومات كي يجري متابعتها وكي يشعر المواطن بالتفاؤل المطلوب لإدامة نسغ حياته الطبيعي، اما التباهي بذكر الأرقام والإصرار على ذلك في كل مناسبة فلن يعطي المواطن شيئا. ولعل قضية الكهرباء ابرز مثل على التناقض بين لغة الأرقام والمنجز الفعلي، إذ المسؤولين في وزارة الكهرباء كثيرا ما يصرحون بأرقام (الميغاواطات) التي جرى ويجري إضافتها الى الشبكة لكن المواطن لم يجد غير التدهور المتواصل في التزود بتلك الخدمة الحيوية، وبتنا نرى ان مرور الوقت ليس في صالح توفير الكهرباء اذ ان نسبة التزود بساعات الكهرباء في العام 2005 هي أفضل من السنين اللاحقة وكذا هو حال المشاريع الخدمية الأخرى التي نرى منها الأرقام من دون ان نلمس النتائج.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟