أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - هذا هو الطريق نحو عالم جديد















المزيد.....

هذا هو الطريق نحو عالم جديد


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 200 - 2002 / 7 / 25 - 09:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

منذُ أن حققت الولايات المتحدة انتصارها في حرب الخليج الثانية عام 1991، بشر الرئيس جورج بوش بقيام عالم جديد ، معلناًً أنه يرمي إلى تحقيق عالم تسوده الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وقد تسارعت الأحداث بعد تلك الحرب ، فقد وقع الزلزال الذي أدى إلى انهيار المعسكر الاشتراكي ،ومن بعده الاتحاد السوفيتي واصبحت الولايات المتحدة سيدة العالم والقوة الأعظم فيه ، وبدأت تتكشف معالم االعالم الجديد الذي بشر به الرئيس بوش الأب فإذا به عالماً يقوده القطب الأوحد الولايات المتحدة متجاوزة فيه جميع المؤسسات الدولية التي قامت على أثر انتهاء الحرب العالمية الثانية عام  1945 بدأً من هيئة الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن ،وما انبثق عنهما من قوانين دوليه تنظم المجتمع الإنساني والعلاقات الدولية ، وسبل حل النزاعات الدولية بالوسائل السلمية ، والعمل على إنقاذ البشرية من الحروب التي جرّت على العالم الويلات الجسام ، كما جاء في نص ديباجة ميثاق الأمم المتحدة .

وحيث أن ميثاق الأمم المتحدة قد جرى وضعه من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ، وعلى رأسها الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا، فقد أوجدت هذه الدول التي دعيت بالكبرى ، وقد اضيفت لها الصين التي كان يحكمها[ شان كايشك] الموالي للولايات المتحدة ، أوجدت لنفسها امتيازاً داخل مجلس االأمن دعي [ حق النقض] لأي قرار لا توافق عليه حكومة أي من هذه الدول ، وكان هذا الأمتياز أول نقض للديمقراطية ، وقد استغلته تلك الدول ، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة في كثير من المواقف لإبطال كل قرار لمجلس الأمن لا توافق عليه .

وخلال الحقبة التي كان فيها الإتحاد السوفيتي قائماً ، كان الصراع على أشده بين الدولتين العظميين حيث يتبع كل منهما نظاماً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً يختلف عن الآخر، فكان كل منهما يقف بالمرصاد لأي قرار يسنده الطرف الآخر في ظل الصراع القائم بين الغرب الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي ، وقد استغلت الولايات المتحدة في بعض المرات انسحاب الوفد السوفيتي من جلسات مجلس الأمن لتصدر قراراً بالتدخل في فيتنام وكوريا ، وأرسلت قواتها  إلى البلدين ودخلت في حرب طاحنة ضد شعوبها .

وقف خلالها الإتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية التي تأسست بعد انتصار الثورة على حكومة [ كايشك] الموالية للامريكان ، بقيادة [ ماوتسي تونك] ، الى جانب الشعبين الكوري والفيتنامي ، ومداهما بكل وسائل الدفاع من أسلحة ومعدات ومساعدات ، وساهمت قوات صينية كبيرة في ذلك الصراع الذي استمر سنوات طوال .وانتهى بالولايات المتحدة المطاف إلى الانسحاب من فيتنام بعد أن تكبدت خسائر كبيرة ، بشرية ومادية

أما في كوريا فقد عجز الطرفان عن تحقيق نصر نهائي على الطرف الآخر فكان أن قسمت كوريا إلى دولتين ، شمالية شيوعية ، وجنوبية رأسمالية .

واليوم وقد انهار الإتحاد السوفيتي ، واصحبحت الولايات المتحدة سيدة العالم دون منازع فقد تكشفت ديمقراطيتها ودعواها بالحرية وما كانت تسميه [ العلم الحر ] فإذا هي اليوم تضع خلف ظهرها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ، وتبيح لنفسها حرية مطلقة في التصرف بشؤون العالم ، وتمارس ضغوطاً هائلة على أعضاء مجلس الأمن للمصادقة على القرارات التي تريدها حيت بدا مجلس الأمن وكأنه  [مجلس الأمن الأمريكي ] . وأخذت تمارس دور الشرطي العالمي ، وتصنف دول العالم على هواها ، وتساند وتدعم من شاء وتشن الحرب على من تشاء فقد أصبح العالم اليوم مزرعة أمريكية . إن ما يحدث اليوم في فلسطين من جرائم بحق الشعب الفلسطيني على يد حكومة [ شارون]  يندى لها جبين الإنسانية حيث يناضل الشعب الفلسطيني من أجل تحرره من ربقة  الاحتلال الإسرائيلي ، وهو آخر احتلال في عالم اليوم ، ونجد  الولايات المتحدة  تقف إلى جانب إسرائيل ، وتدعمها في مجلس الأمن ، وتحول دون صدور أي قرار يدينها ويدين جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ، وتمدها بآخر ما توصلت التكنلوجيا الحربية الأمريكية لتستخدمه ضد شعب اعزل لا يملك سوى بعض الأسلحة الخفيفة التي لا يمكن أن تقارن بجبروت القوات الإسرائيلية التي جعلتها الولايات المتحدة تتجاوز كل الدول العربية مجتمعة ، ولم تستثنِ من ذلك السلاح النووي حيث تملك إسرائيل اليوم أكثر من 200 رأس نووي لكي تبقى سيفاً مسلطاً على رقاب العرب .

ورغم أن هيئة الأمم المتحدة قد قدمت العديد من الإنجازات التي تهدف إلى تنظيم المجتمع الإنساني على أسس من الحرية والعدالة الاجتماعية،وكان أبرز تلك الإنجازات [ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ] ، لكن معظم تلك الإنجازات بقيت حبراً على الورق ، ولم تلتزم بها الدول ، واستمر انتهاك حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية ، وحقه في الحياة الحرة الكريمة ، ولاشك أن ما تنشره المنظمة العالمية لحقوق الإنسان كل عام عن تلك الانتهاكات لهو الدليل القاطع على تجاوز معظم الدول لنصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،على الرغم من توقيع هذه الدول على عليه ، وتعهدها بالالتزام بتطبيقه . فما تزال العديد من الدول تمارس السجن والتعذيب والاعدامات بحق مواطنيها دون سند قانوني ، وخاصة بحق السياسيين المعارضين الأنظمة الدكتاتورية .

ولوشاءت الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب الشعوب المنتهكة حريتها ، ولاسيما وهي اليوم القوة العظمى الوحيدة في عالمنا لكانت كل تلك القرارات التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة قد رأت النور ، لكن ما نراه اليوم هو أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب أعتى الأنظمة المعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان ، وترفض حتى المصادقة على المحكمة الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة لمحاكمة مجرمي الحرب ، مشترطة إعفاء جيشها من شموله لصلاحيات هذه المحمكة ، وهي بذلك تقر وتعترف بأن جيشها قد اقترف الكثير من تلك الجرائم ، وأنها تخشى من أن يطل جنودها العقاب .

إن كل ما قيل ويقال عن العالم الجديد الذي بشر به بوش الأب وما يكمله الرئيس بوش الأبن اليوم  لا يعدو أن يكون عودة إلى ذلك العصر الاستعماري البشع ، والذي دفعت الشعوب ثمناً غالياً من دماء بنيها ومن ثرواتها ، من أجل التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار الذي قاست منه عقوداً عديدة .

إننا إذا شئنا أن نحقق عالماً جديداً حقاً ، عالماً يسوده القانون ويحترم حقوق الإنسان وحريته وحقه في الحياة الحرة الكريمة ، عالماً تحترم فيه الشعوب بعضها بعضاً ، عالماً تسوده المحبة بين بني البشر بصرف النظر عن الدين والقومية والجنس ، عالماً يعم به الرخاء لسائر البشرية ، عالماً تنعدم فيه الحروب والصراعات بكل اشكالها والوانها فإن ذلك يتطلب أعادة النظر الجذرية في ميثاق الأمم المتحدة الذي مضى على  إقراره 57 عاماً ، وكذلك القانون الدولي بما يتلائم وعصرنا هذا ، وهذا يتطلب من المجتمع الدولي الأجراءات التالية:

 1 ـ الغاء حق النقض ، حيث يتعارض هذا الحق مع الديمقراطية الحقيقية .

2ـ إخضاع مجلس الأمن لهيئة الأمم المتحدة ، فهي الأساس في هذه المنظمة الدولية ، وينبغي أن تكون لقراراتها قوة القانون ، لاكما هي اليوم تصدر القرارات ولكن لا تنفذ ، وقد أخذ مجلس الأمن المنبثق عن الهيئة كل الصلاحيات .وعلى هذا الأساس يكون مجلس الأمن مسؤولاً أمام هيئة الأمم المتحدة ، وينفذ قراراتها ، وينبغي أن ينتخب أعضاء مجلس الأمن من قبل هيئة الأمم المتحدة ، ولا بأس أن تكون الدول الكبرى أعضاء دائميين في الوقت الحاضر.

3ـ ينبغي أن ينص ميثاق الأمم المتحدة على وجوب التزام كافة الدول المنضوية تحت راية الأمم المتحدة بالأعلان العالمي لحقوق الأنسان ، والذي يجب أن يتحول الى قانون ، ويمثل جزءً من القانون الدولي ، وأن تجري الانتخابات في سائر الدول الأعضاء تحت اشراف الأمم المتحدة ، وينبغي أن توقف الهيئة عضوية أي دولة  لا تلتزم ببنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتتخذ بحق الحكومات التي لا تلتزم  به ، والتي من بينها إيقاف عضويتها في المنظمة الدولية ومقاطعتها لحين تحقيق الالتزام الحقيقي والصادق .

4 ـ ينبغي العمل على ردم الهوة بين عالم الشمال وعالم الجنوب الذي يلفه الفقر ، تحويل جزء من المليارات التي تنفقها الدول الغنية في هذا المجال ، ويحضرني هنا الكاتب الأمريكي [ فكتور بيرلو ] الذي الف كتاباً بعنوان [ اقتصاد السلم والحرب ] عام 1952، وقد احصى المؤلف فيه كلفة الحرب العالمية الثانية وما انفقته الدول المشاركة في تلك الحرب ، وخرج بالنتيجة التالية :

[ لو صرفت الأموال التي تم صرفها في تلك الحرب لخير وسعادة البشرية ، وقسم سكان كوكبنا الى عوائل تتالف كل منها من خمسة أشخاص ، لنالت كل عائلة فيلة أنيقة وسيارة !!

فأين نحن اليوم من تكاليف التسلح والحروب التي تتجاوز الأرقام الخيالية ، في حين تعيش مئات الملايين من بني البشر تحت خط الفقر ، وفي حين يتعرض اليوم أكثر من 22 مليون إنسان إلى الموت جوعاً . أما يكفي البشرية مما تعانيه ؟ ألم يحن الوقت لتحقيق عدالة اجتماعية بين بني البشر .

 

 هو المدخل الحقيقي لبناء عالم جديد تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية بكل تفاصيلها .وينال احترام الشعوب قاطبة ، وينتهي العداء، وتختفي والكراهية ، وتسود المحبة ، ويعم السلام .

 



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهداف الخفية وراء الهجوم الأمريكي المرتقب على العراق
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي
- في ذكرى وثبة كانون المجيدة عام 1948:
- الهجوم الرجعي في الموصل وهجمة الاغتيالات
- أضواء على محاولة انقلاب العقيد الشواف
- هل يستحق (نيبول) جائزة نوبل ؟


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - هذا هو الطريق نحو عالم جديد