أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - نقل طاقم حكومة اقليم كوردستان الى بغداد لتتولى امور العراق















المزيد.....

نقل طاقم حكومة اقليم كوردستان الى بغداد لتتولى امور العراق


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3085 - 2010 / 8 / 5 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنه اقتراح وجيه يحمل في ثناياه حلحلة الوضع العراقي المتأزم ويصب في مصلحة الوطن العراقي عموماً ، إنها عملية لنقل الطاقم الوزاري لأعضاء حكومة اقليم كوردستان مع رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح ولتكون هذه الوزارة وزارة لعموم العراق بدلاً من حكومة محصورة بأقليم كوردستان .
عملية تشكيل الحكومة دخلت في نفق مظلم منذ ان احتفلنا بانتهاء عملية الأقتراع يوم 7 آذار 2010 ونحن نقف على عتبة الشهر السادس ولا زلت القوى الفائزة تتناكف بغية مسك كرسي رئيس الوزراء ، والتفاهمات بين القوى تبدو ماراثونية بدون كلل او ملل من المكالمات الهاتفية والمداولات ولقاءات وتصريحات ومفاوضات ومجاملات ومصافحات وابتسامات ولقاءات خارج العراق وداخله وفي بيوت المسؤولين ومشاورات وهلم جراً مما يدفع الى التقيؤ والتي تبعث على القرف .. أنهم حقاً أخوة في الجنسية العراقية لكنهم اعداء امام الكرسي .
لقد انساهم بريق الكرسي بأنهم ممثلي الشعب وإن الشعب هو الذي اوصلهم الى مراكز المسؤولية ، وعليهم توفير ما ذكروه في برامجهم من توفير الصحة والخدمات الكهرباء والأمن والأستقرار ومكافحة البطالة والرشاوي والفساد .. حقاً ان الشعب العراقي سوف يكفر بتلك الساعة التي ادلى بصوته لهؤلاء العراقيين الذين وضعوا الشعب وراءهم . كما ان اي طرف لا يقبل ان يكون معارضاً في الحكومة ، فالمعارضة بمفهوم تلك القوى يترجم على انها معارضة بالأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون والأغتيالات السياسية وخلق الفوضى .
كل فريق يبرز احقيته في هذا المنصب ، ثم هنالك التأثيرات الأقليمية التي تلعب الشطرنج على اللوحة العراقية ، وكل دولة تملك بيادقها وتريد اكثر المكاسب فالعراق ساحة مفتوحة للجيران وكل فريق يريد سحب البساط من تحت رجلي الفريق الآخر ليخلو له الجو ، وبعد التمحيص في رؤية دول الأقليم وتصرفاتها يبدو جلياً ان هذه الدول تسعى الى إجهاض العملية الديمقراطية الهشة في العراق .
إن اميركا من جانبها قد اصابها التعب والممل وهي تشد رحالها للأنسحاب من العراق وهي متمسكة بالجدول الزمني بوقف المهمات القتالية في نهاية الشهر الحالي وتخفيض قواتها الى حدود 50 الفاً .
أرادت امريكا ان تخلق من العراق دولة ديمقراطية في الشرق الأوسط ، لكن التجاذبات الأقليمية ذات التوجهات الطائفية كانت اقوى من إرادة اميركا في الساحة العراقية . والدليل ان امريكا إن كانت قد افلحت في فرض انتخابات وأرادت ان يجري تناوب السلطة بالأسلوب السلمي لكن كل فريق يريد من الأنتخابات طريقاً للحكم وذلك من اجل كسر عظام الديمقراطية ، ولتبقى مطية يقفز منها الى السلطة فحسب .
أمريكا تتهيأ للرحيل ، وتأكت ان عراق ليس مثل اليابان او كوريا الجنوبية او المانيا ، كما ان لأميركا التزامات دولية اخرى في مناطق اخرى من العالم وليس لها وقت اكثر لتضيعه على تجربة فاشلة في العراق ، فالأخوة الجيران كانوا على طول السنين الماضية يرسلون متطوعين ليس لبناء العراق ، إنما لتفجير اجسادهم وسيارتهم الملغومة في المقاهي والمطاعم وفي الأسواق الشعبية والتجمعات السكانية ، إنها مقاومة ضد القوات الأمريكية هكذا يدعون ، إنهم يتدخلون بالشؤون الداخلية للعراق ويرسلون مسلحيهم الى داخل العراق ، وماشاءالله هم في قصف دائم لاراضي العراق في اقليم كوردستان واختراق الحدود وغيرها من التدخلات .
لكن مع ذلك يتعين ان ان تعد طبخة الوزارة العراقية في مطابخ الجيران او يكون من الموالين لهم ، إنها تجاذبات على الساحة السياسية العراقة بوحي وتدخل سافر من الجيران ، ومن له مثل هكذا جيران وأصدقاء فهو لا يحتاج الى أعداء .
حسناً نأتي الى انتقال حكومة اقليم كوردستان الى بغداد ، وقيامها بمهام الحكومة العراقية ، والأسباب الموجبة لذلك هي :
اولاً ـ ان حكومة اقليم كوردستان شكلت نتيجة انتخابات ديمقراطية في اقليم كوردستان وهي ارض عراقية ، وإن هؤلاء الورزاء هم عراقيين اصلاء ، ليس لهم أجندة خارجية .
ثانياً ـ جاءت الحكومة الكردية اثر تداول سلمي للسلطة حيث سلم الأستاذ نيجرفان البارزاني وحكومته السلطة الى الحكومة الحالية بشكل سلمي وسلس . وهو بدأ ببناء الأقليم وإن الحكومة الحالية تكمل عملية البناء والتطور تلك .
ثالثاً ـ الأستاذ الدكتور برهم صالح إنسان مهني تكنوقراطي ينطلق من المفاهيم الديمقراطية والعلمانية ، وهو رجل مثابر ودؤوب لا يكل عن العمل ، وهو ملم ومدرك للساحة العراقية كما يعرف ساحة اقليم كوردستان .
رابعاً ـ إن حكومة الأقليم ليست مبنية على محاصصة طائفية ، فهنالك معارضة سياسية وليست معارضة طائفية ، كما ان الحكومة الكردية الحالية ليست بإيحاء من اي طرف اقليمي لا الدول العربية ولا تركيا ولا ايران ، انها حكومة عراقية وطنية خالصة ليست مرتبطة بأي عمق اقليمي .
لقد حققت هذه الحكومة الأستقرار لأقليم كوردستان ، وهي ماضية في بنائه وثمة ثقة دولية بهذه الحكومة فنلاحظ تقاطر الأستثمارات على هذه المنطقة كل ذلك بفضل سياسة التعايش بين مختلف المكونات الكردستانية والتي تسلكها هذه الحكومة المنتخبة .
إن حكومة اقليم كوردستان قد حققت تعايشاً ديمقراطياً سليماً بين مكونات المجتمع العراقي في اقليم كوردستان ، وهي تتعايش بوئام وسلام على تلك الأرض الطيبة وتتسم بنفس علماني مما يسّر لها الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأديان والمذاهب .
ولم يبقى إلا ان يكون الأستاذ برهم صالح رئيس وزراء العراق وحكومته تدير شؤون عموم العراق فهي حكومة منتخبة ديمقراطياً كما اسلفت . وتبقى الحكومة الكردية تدير شؤون العراق الى ان تشكل الحكومة الجديدة ويبدو انها غاية صعبة المنال في القريب المنظور .
وإن كان لا بد من التعبير عن وجهة نظر ، فأرى ان العقلانية والأستحقاق الدستور يقضي بأن يكلف الدكتور اياد علاوي بتشكيل الحكومة ، وإن فشل في حشد اكثرية برلمانية وفي تشكيل الحكومة ، فيقتضي تكليف الأستاذ نوري المالكي ، كل ذلك ينبغي ان يجري بمنأى عن التجاذبات الأقليمية بل يجري وفقاً للارادة العراقية وليس ترضيةً للجيران الذين اثبتوا انهم لا يبكون على العراق ، إنما بكاؤهم على مصالحهم .
إنه الحل الوحيد لأخراج العراق من مأزقه وحقن دماء ابنائه وإرساء مركبه بر الأمان والأستقرار ، هو قيام الدكتور برهم صالح بهذه المهمة مع طاقمه الوزاري المنتخب .
حبيب تومي / اوسلو في 5/ 8 / 10



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين يقف كلدانيو اميركا من الفعل السياسي والقومي الكلداني ؟
- الحزب الآشوري والأسلوب الدكتاتوري بل الديمقراطية مع الشعب ال ...
- السيد وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين لا نقبل بتهميش شعبنا الكل ...
- دماء شهداء الشعبين الكوردي والكلداني تمتزج في صوريا الكلداني ...
- ماذا بعد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكلداني ؟
- الى منظمة الأقليات العراقية ..نرفض إجحافكم بحق شعبنا الكلدان ...
- القيادة الكوردية وتعقيدات المشهد الجيوسياسي الى اين ؟
- وداعاً ايها المناضل العراقي الكلداني حكمت حكيم
- لماذا الغضب من منافحة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدا ...
- لكي لا يتخذ شعار الوحدة القومية ذريعة للانقضاض على الفكر الق ...
- من يحق له التحدث باسم الكلدان ؟
- طلبة بغديدا في القلب والبركة بوحدتهم وقوة إرادتهم ولا لتسييس ...
- مطلوب اعتذار بول بريمر لشعبنا الكلداني
- موقف غير ودّي وغير مقبول من قبل الأخوة في منظمة الزوعا في ال ...
- العرب والديمقراطية شئ ما يشبه شئ
- غبطة البطريرك عمانوئيل دلّي هل يرضيكم تغييب شعبكم الكلداني ع ...
- بمناسبة عيد اكيتو هل يعيد العراق امجاده البابلية الكلدانية ؟
- نعم سُلب مقعد المجلس القومي الكلداني ومنح للحركة الديمقراطية ...
- الكلدان قادمون
- الف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا أمناء لمطالب المسيحيين ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - نقل طاقم حكومة اقليم كوردستان الى بغداد لتتولى امور العراق