أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ناظم ختاري - وماذا بعد تشكيل الحكومة .. !















المزيد.....


وماذا بعد تشكيل الحكومة .. !


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 20:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


منذ انتخابات السابع من آذار والشارع العراقي ينتظر تشكيل الحكومة التي سميت ب"الوطنية" حتى وإن استعصت على التشكيل ، هذا الشارع الذي سرعان ما أبدى قدرا كبيرا من التذمر إزاء مماطلة القوى الفائزة على توليد هذه الحكومة "الوطنية" المنتظرة ، بل راحت الجماهير تعبر عن سخطها الشديد عبر شتى الفعاليات وخاصة المظاهرات التي عمت العديد من المحافظات العراقية طلبا للكهرباء ، بينما استمر الفائزون في الانتخابات في تماديهم على نكران شعاراتهم التي خدعوا بواسطتها هذه الجماهير المظلومة ، ليس هذا فقط بل توجهوا مرة أخرى إلى الخنادق المليئة بالرصاص والبارود وتمترسوا في دواخلها لخوض غمار صراع شرس من أجل السلطة والمال ، ووجهوا فرق الموت لممارسة عملها في تفجير المجموعات البشرية وقتل الناس في الشوارع ضمن مخطط من يستطيع ترهيب من ، وتغييب أي حل دستوري وفرض شروطه في مفاوضات تشكيل الحكومة "الوطنية" مستخدمين عامل الاستقواء بدول الشر الجارة من أجل حرمان الشعب العراقي من أي أمل على مواصلة الصبر في سبيل تثبيت ما جرى إرساءه من مؤسسات ديمقراطية ضعيفة .
وهنا أعتقد إن لاشيء يتحقق على الإطلاق من قبل حكومة تتشكل على أيدي قوى متنفذة حققت الفوز في الانتخابات المتتالية عبر ألف وسيلة ووسيلة غير مشروعة ، وعبر شعارات براقة ترفعها في المحافل والمنعطفات والانتخابات وعبر خداع الجماهير العراقية المتعطشة للأمن والاستقرار وللحرية وللقمة عيش كريمة وعبر تزييف وعيها وسلب إرادتها وسرقة أصواتها وأصوات قوى أخرى بواسطة قانون انتخابي غير دستوري .
وأسأل هنا كيف اتفق من يقول إن حكومة وطنية ستتشكل من قوى لا تؤمن بالوطنية قطعا وهي تلجا كلها ودون استثناء ليلا ونهارا وفي كل صغيرة وكبيرة بما يخص الشأن العراقي إلى دول الإقليم للاستماع إلى حلولها وتنفيذ خططها التي تنفث سموما قاتلة لأماني العراقيين في إقامة دولة الأمان والاستقرار والمؤسسات والرفاه الاجتماعي .. ؟ ومن قال إنها ولو مرة واحدة سعت بهذا الاتجاه و شعرت بمظلومية هذا الشعب الذي عاني طيلة تاريخه الطويل من استبداد وجبروت حكامه ..؟
أليست هذه القوى هي نفسها التي حكمت العراق وأدارت مؤسساته منذ سقوط نظام صدام حسين و استعصت على الاتفاق من أجل العراق ومصلحة شعبه وإيصال سفينته إلى بر الأمان .! ولكن الشيء المؤكد إنها استطاعت الاتفاق على إعلان عداءها الصارخ لهذه المصالح ولكل ما يرتبط بكرامة شعب العراق واستقلال دولته وسيادته الوطنية .
ألم تكن هذه القوى نفسها التي خاضت حربا طائفية طاحنة ملأت الشوارع والطرقات والأنهر وحتى البراري بجثث العراقيين وسالت دماءهم أنهارا على الهوية ..!
أية مجموعة من هذه القوى تأخرت في تشكيل ميليشيات لها ، ولم تشارك في هوس القتل والذبح العامين ، وكم من قادة ميليشيات وقادة فرق إرهابية كانوا في مواقع ومؤسسات سيادية .. !
أليست هذه القوى هي نفسها التي سرقت ولازالت تسرق ثروات العراق ونفطه وتبيعها إلى دول انتماءها الطائفي وتحصل منها مالا وسلاحا لإدامة شرورها ..!
كم وزيرا من بين هذه القوى هرب بمليارات الدنانير العراقية من لقمة كادحي شعبنا إلى دول مختلفة يبذرها في مدن القمار والسيكار والخمر والنساء ..؟
وكم وزيرا دخل الحكومات العراقية من غير أن يملك قرشا واحدا ولكنه في فترة قياسية أصبح يملك أفخر الفلات في أجمل مدن العالم وأموالا لا يتخيلها في أغنى بنوك العالم ..!
أليست هذه القوى هي من تدير دفة الحكم ويعيش رجالاتها في أفضل مستويات من المعيشة بينما الناس تعاني فقرا مدقعا وأمراضا وبطالة ونقصا حادا في الخدمات كالكهرباء والدواء والتعليم والمواصلات وغير ذلك ، ناهيك عن الموت المتواصل بسبب المفخخات والعبوات وكواتم الصوت.
وأخيرا أليست هي هذه الحكومة التي تعلن عداءها الصارخ لمصالح الطبقة العاملة وترفض انتظامها في نقاباتها الخاصة المدافعة عن حقوقها تاريخيا وهي التي هاجمت مقراتها في بعض الوزارات واستولت على ممتلكاتها . !
كل هذا ولازلنا ننتظر وندعو هذه القوى لتشكيل حكومة وطنية ، وكيف ستكون وطنية وأمر تشكيلها يجري البث فيه في طهران أو السعودية أو في دمشق وغيرها من الدول المتدخلة بشكل فض في شؤون بلادنا ، ويتخذ قادة تلك الحكومة المقبلة هذه العواصم مرتعا للبذخ والتبذير من أموال العراقيين .
هل ينبغي على الشعب العراقي أن يمنح هذه القوى صفات الوطنية والإخلاص والنزاهة وغيرها في الوقت الذي يفتقدون لها ، وهل منح الشعب العراقي مثلها لحكومات سابقة كانت مطية بيد الأجنبي وقدمت بسخاء خدماتها وثروات البلد لغير العراقيين وأعلنت عداءها لمصالح الشعب والوطن .؟
ما الفرق بين ممارسات هذه القوى المتنفذة والمعادية لمصالح العراق وشعبه وممارسات مشابهة لحكومات سابقة ذهبت إلى مزبلة التاريخ .؟

أجزم إن الحكومة القادمة ستكون كسابقاتها القديمة والجديدة أداة بيد الغير ولا يمكن لها إلا أن تمثل مصالح دول انتماءها الطائفي أو مصالحها الطائفية والحزبية والجهوية الضيقة بعيدا عن تقديم أي شيء للشعب العراقي أو تحقيق أي من شعاراتها الانتخابية .
لذا أرى إنه في المرحلة الحالية يتطلب من كل القوى الوطنية الحريصة وبكل اتجاهاتها الفكرية إلى التقارب مع بعضها ورص صفوفها في جبهة رافضة لهذه القوى المتعنتة والتي أدخلت البلاد في نفق مظلم لانهاية له ، ولابد في هذا الطريق إعلان الوقوف وبحزم إلى جانب مصالح الشعب العراقي والدفاع عن سيادة البلاد التي تتعرض إلى تهديدات جدية وإلى المزيد من الانتهاكات على أيدي القوى الفائزة في انتخابات السابع من آذار ورفضها بشدة لسياساتها الهادفة إلى الهيمنة على السلطة والمال وخلق المزيد من الأزمات والكثير من الظروف المعقدة التي تجعل من حياة الشعب جحيما لا يطاق .
واعتقد إن الطريق إلى ذلك يبدأ
- بإعلان تحالف مدني لقوى وطنية وديمقراطية من مختلف المنابع الفكرية والتي يهمها مصلحة الشعب والوطن وفق برنامج وطني ديمقراطي رافض للأجندة الخارجية والحلول الطائفية والعرقية والمناطقية أو عودة الأوضاع إلى المربع الأول .
- تمرين المنظمات الحزبية لهذه القوى الوطنية الحريصة وجماهيرها على كيفية إدارة الصراع الاجتماعي ، وتنظيم الجماهير الساخطة وخوض المزيد من النضالات المطلبية اليومية .
- الدعوة إلى إعادة الانتخابات بعدما فشلت القوى الفائزة في انتخابات السابع من آذار أثبات استقلايتها عن محيطها الطائفي أو حرصها على مصالح الشعب العراقي وأنكرت وعودها الانتخابية وخرقت الدستور وعجزت عن إنقاذ البلاد من كوارث القتل الطائفي ومن كل الأوضاع المزرية تمر بها .




#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الأيزيديون ..صوتوا لمرشحي الحزب الشيوعي .
- هل سيتحرك الأيزيديون بعد نقض الهاشمي ..!؟
- أصواتكم أداة كفيلة لديمومة الديمقراطية الوليدة
- قانون الانتخابات المعدل و الأيزيدية وقوائمهم
- حانت ساعة العمل .. ملفات ملحة
- إذن .. فعلها مجلس النواب ..!!
- مام جلال .. تريد أرنب خذ أرنب .. تريد غزال خذ أرنب ...!
- لماذا أيتها الأقليات ، الإستحواذ دائما على حقوق المكونات -ال ...
- قانون انتخابات مجالس المحافظات وتوزيع الأقليات على مراتب
- النضالات الجماهيرية المطلبية كفيلة بعودة الحقوق دائما
- لا ديمقراطية دون صيانة حقوق الأقليات
- محطات من انفال به هدينان - المحطة العشرون
- محطات من أنفال به هدينان – المحطة التاسعة عشرة
- التخلف يتوسع ويتحدى ..والأفكار التقدمية تنكمش..!!
- وماذا بعد نكبة شنكال ..؟؟؟
- محطات من أنفال به هدينان – المحطة الثامنة عشرة
- مقتل دعاء الهزة الأعنف .. وقتل الأبرياء يعد الحلقة الثانية ف ...
- محطات من انفال به هدينان – المحطة السابعة عشرة
- المجتمع الأيزيدي يتعرض إلى مخطط خطير: ماهي مسؤولية الحكومة ا ...
- ما بعد أحداث شيخان ...لايجوز الإبقاء على ما قبلها ...حلول .. ...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ناظم ختاري - وماذا بعد تشكيل الحكومة .. !