صادق رشيد التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 23:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في مجتمع تهيمن علية ثقافة الكف وقمع السوال القوة الوحيدة التي تكتب اقداره قوة اللاوعي التي تستمد طاقة التدمير من تاريخ لم تنفلت الجموع من قبظته اذ تبقى الدكتاتورية فكرة تستهوي الجموع لانها تحررهم من عئب التفكير والسوال عندما يعجز الناس عن فهم القوانين التي تحرك التاريخ وتكتب مصيره عندما يكفون عن طرح الاسلة عندما لايتحدون الافكار العامة فانهم يتمائهون مع اشكال الوجود التي اقترحها لهم التاريخ ويتبنوها على انها يقين, يستسلمون و يقذفون بارواحهم تحت سطوة افكارها القادمة من الاقاصي واذا كان لايمكن تبرير الدكتاتورية تحت اي فكرة ودافع , يظل الدكتاتور نتاج المجتمع قبل ان يكون طارئا غريبا شاذا لكن - سوال من هم شركاء الدكتاتور الحقيقيين يحتم علينا تغيير اتجاه المنظور في فهم الحوادث وكشف عناصرها بشكل مجهري لاحباط هذه الظاهرة او على الاقل معرفة القوى المسوؤلة عن اقدارنا . عندما تننخرط اغلبية المجتمع باعمال جماعية قمعية او اجرامية فالفاعل سيكون معنويا اذ من الاستحالة محاكمة الجميع , التاريخ يخبرنا ان اغلبية قادة الحروب الاهلية ظفروا بمغانم الصلح الاهلي واصبحو قادة محميين بالدستور ذاك انهم مدعومين من اوساط واسعة داخل المجتمع تحت قناعة ان الحرب الاهلية كانت ضرورية لحفظ العرق و خلق السلام وبالتالي استحالة المسوؤلية الجنائية ضد الاغلبية. تجارب التاريخ هذه اقرت ان مفهوم الجريمة التامة متاصل في السياسة غير فاعل في الجريمة الاجتماعية اذ سرعان مايسقط لص بائس في قبظة الشرطة لكن اي سلام سيكون خيارا حقيقيا دون ان يمس ثقافة المجتمع ووثوقياته ويكشف ان واحدة من القوى التي دعمت الدكتاتور هي ثقافة المجتمع وقيمه. لما حصل كل هذا من المسؤول؟ ان الجواب ان شخصا واحدا او عصبة معينة تتحمل المسوؤلية لن يصمد في منع تجارب مشابهه ولن يطهر المجتمع من رضات كامنة في اعماقه ذاك ان تفاصيل مفرطة قمعا تسبح بها العلاقات الاجتماعية تستمد سطوتها من تاريخ صعب تفكيكه ملئي باليقينيات التي تطيح بالسوال وتفتك باي شذرة حرية او لحظة شروع بها لمقاومة محيط استبداد كلي الطغيان لايحتمل لحظة افق تتمردد على مداراته هكذا انتهت ثورة تموز 1958 لانها تحركت في محيط يرفظها افقيا وعاموديا. ان الذهاب الى ان الجمهور متواطى مع الدكتاتورية بالحتم ذاك ان التاريخ لم يمنحه قدرة على الاختيار لانه لم يشرع بمهاجمة هذا التاريخ على مستوى الوعي الجماعي لن يكون قولا متطرفا وجلدا للشعب ذلك اننا نحتاج ان نكون متطرفين ضد تاريخنا الذي يمتلك قدرة وحشية على خلق ارض خصبة لنشوء الافكار التي تمؤل التسلط . نردد اننا نملك حضارة عمقها خمسة الاف سنة, اين تجليات هذه الحضارة - سحر المكان – طابوق عتيق شاخص- لكن جموع مهدمه وذاوية. ان سوالا اين هو الشعب الذي نتاج هذه الحضارة ايضا لن يمنع صعود سوالا اخر اين هي النخبة ؟ ان الملك فيصل الاول ظل متحيرا مصدوما من طبيعة النعرات والهيجانات التي غطس بها الناس والتي اضاعت مفهوم الشعب كم كارثة تورط بها الشعب. اين الشعب ؟ عندما نلتمس الاعذار ونجزم بان قوة قهرية ورطت الناس ودفعتهم الى ان ينعطفوا الى هذه الاتجاهات الحادة فاننا نعفيهم من المسوؤلية ولن نسمح لهم بالضهور كوحدة اجتماعية متطورة متماسكة تربطها مصالح جوهرية مانحتاجه مواجهة مع التاريخ مع هذه القوة القهرية القادمة من هناك التي يتحرك الجموع بموجبها كدمى ممتثلين لنفوذها. التاريخ وحش يفتك بالجميع ويغدوفي ظله الجلاد مالوفا والجريمة نظام وينخرط الكل يودي وظيفة ادامة هذا التاريخ الذي يرفض قطرة ضوء تتطفل لادراكه لما الشعب يحلم بشخص قوي وليس دولة قوية لم اغلبية ما خاضعة لسحر كارزمة دينية تفكر باتجاه تعزيز القمع في علاقاته الاجتماعية وتصادق على ادامة مجتمع تراتبي يشجع على الاستعباد, لما الاغلبية تخاف من الحرية لما الاغلبية تخشئ السوال لما هي مشدوده لكارزمة شخص- ما كمخلص- من اين يجئي كل هذا؟ ذهب ماكس فيبر موجد مفهوم الكارزمة الى انها هبة او نعمة الهية. ادركها صدام دون ان يقراء ماكس فيبر قال صدام يوما في محاولة لتبرير استحقاقة السلطة واقصاءه البكر ان العراقيين لايحبون ان يكون ريسهم اصلعا او شيخا كبيرا مقرا ان لعيونه الحادة الجذابة وطوله الفارع تاثيرا ساحرا على تيار واسع في حزبه وفي اوساط الشعب الذي هتف قبل ان يتحول الهتاف لاحقا الى وثيقة استسلام يخول فيها الدكتاتور حق تداول الشعب كفكرة الملكية. ان مفهوم الشعب متطور يرتبط بالوعي والقدرة على التحرر من قيود الماضي التي تعزز الانفصال والانغلاق داخل اوساط الجماعات الاجتماعية والتي تكرس تعريفا لها بانحداراتها العرقية والدينية اكثر مما هي جماعات اجتماعية يفترض ان تطور لها رؤية تؤسس لعقد اجتماعي بناءا على العبر من تجارب التاريخ . ان الدستور العراقي اقر بان مفهوم الشعب يرتبط بالاصل العرقي للجماعات اكثر مما يرتبط بوجودها الاجتماعي المتطلع الى مستقبل انساني وبدلا من ان يفكك بنى الافكار القديمة انحاز لها كليا . من اين ياتي هذا تصنيع الكارزمة؟ ان فكرة الكارزمة القابعة في اللاوعي هي التي صممت مسارات التصويت- قاصية اسلة حول نسب الفساد المالي المرعبة ومن المسوؤل عن جرائم قتل خارج نطاق القانون ونسب انجاز مشروع اعادة اعمار العراق وقوانين الامتيازات خارج معايير التشريع والمصادقة عليها والسياسة الاقتصادية للبلاد التي عززت ظهور طبقات مالية مخيفة صممت نموذج ونمط حياة طبقا لماتمتلك من موجودات نقدية -اين فكرة الموسسات الحيادية باعتبار فكرة الدولة خالدة والحكومات متغيرة لو ان اسلة من هذا النوع حكمت عقل الناخب من سيكون حاصد الاغلبية. اي من القوائم الكبرى الفائزة الان لم تتورط في ادراة البلد ودفعه الى ان يكون دولة فاشلة وفقا لمعايير دولية. عاد الشعب مجددا واستدعى مرة اخرى ذات النواب الذي تذمر من سياساتهم كيف حصل هذ؟ التفسير الوحيد هوا الخوف من السوال خشية ان يمس اشياء مسكوت عنها وبالتالي تدمر مفهوم الكارزمة القابعة في الاعماق كارزمة اشخاص وافكار انتجها تاريخ استبدادي ,العراق لايمتلك بدائل تحلق عاليا وبعيدا عن هواء الماضي الفاسد. ان من يقراء تاريخ العراق الحديث لن يتردد في ذكر حقيقة ان الحقل المعرفي الذي استمتد البعث قوته هو ذات الحقل المعرفي الذي جاءت منه التيارات الاسلامية التي تملك توقيعا مزمنا ذاك هو رفض السوال الذي يبرر الاختلاف واعلان تقادم الافكار لان عينها ايضا مشدودة للسلطة والثروة,الابتزار المخيف الذي تلبد به مناخ ماقبل الانتخابات باستثناء كردستان كان يرفض اي خيار اخر تجديديا تائسيسيا مفارقا لمعادلة اما الاسلاميين او البعثيين وكلا التياريين يمتلك تائيدا في اوساط الجماعات العرقية الدينية وهو اقصى تمظهر لجوهر الوعي المهيمن على عقل وروح هذه الجماعات التي تمتلك اسس جوهرية للتحالف والعمل معا لحكم العراق مستقبلا هذا الابتزاز دفع الى ان ينائ اكثر من اربعون بالمائة من المؤهلين بالتصويت الى مقاطعة الانتخابات معلنين ان لاجدوى الكل متشابه لكن المعنى الخطير لهذا الاتجاه ان هذه النسبة سهل جدا تحيدها في ما لو ان نظاما نخبويا - تعسفيا نشى واحتكر السلطة في النهاية هم مسؤلون عن تصميمه ولن يتم احترام حقهم برفض الجميع سيما وان الاغلبية السياسية المسوؤلة عن ادارة البلاد والتي فسرت الديمقراطية على انها حقوق شخصية مطلقة وان بمجرد اقرار تشريع سينشاء مفهوم الحق , تسال صدام يوما بنبرة احتقار للقيود القانونية - ماهو القانون القانون لاستيك نستطيع مطه كما نريد ان الفكرة الاساسية لفكرة الدولة هي تهشيم الكارزمة كارزمة الشخوص وكارزمة افكار تميت الانسان وتحي الاوهام وبالتالي تهشيم فكرة اللاوعي المرتبطة بها ربما ان احياء فكرة الكارزمة في العراق سيقود الى استثار بالسلطة وان لاضمانات تستطيع ان تتصدى لذلك العراق يحتاج الى تيار ديمقراطي انساني واسع النطاق يعبر اوشام التاريخ التي ختم بها الناس وصنفهم كتقاطعات عبثية مايحتاجه العراق المزيد من تفكيك السلطة الى وحدات مصغرة جدا لانه الطريق الوحيد لمراقبتها- الدستور العراقي اخفق في تجسيد هذا المبداء واوجد له كتل عززت افكار التاريخ واصوله في تصنيف الجمهور
#صادق_رشيد_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟