الاحزاب الشيوعية العربية
الحوار المتمدن-العدد: 935 - 2004 / 8 / 24 - 10:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد تميز نضال الشيوعيبن العرب منذ نشاتهم في العشرينات من القرن الماضي بالعمل الجماهيري الدءوب كمساهمة فعالة من اجل تحرير البلدان العربية. ولقد أثمرت هذه النضالات في دحر الاستعمار القديم وحصول العديد من هذه الدول على استقلالها الوطني.
أن تطور الرأسمالية باتجاه الامبريالية ونشوء ما يسمى بالاستعمار الجديد افرز في كل بلد عربي شريحة اجتماعية وعلى رأسها مجموعة من الفاشيين والخونة الذين ربطوا مصالحهم بمصالح الاستعمار الجديد وكرسوا أنفسهم لقمع شعوبهم وحرمانهم من الحرية وحقهم في ممارسة الديمقراطية مع الحفاظ على مصالح الاستعمار الجديد مما أعفاه من تكاليف إرسال قواته لحماية مصالحه في هذه البلدان. وكذلك فقد نجحت الصهيونية العالمية المتحالفة مع الأمبرالية في إقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين بعد تشريد شعبها عام 1948 ليكون قاعدة عسكرية متقدمة في منطقة الشرق الأوسط لحماية المصالح الرأسمالية الغربية من خلال قيامه بشن حروب عدوانية على الدول العربية لتكريس ضعفها وتخلفها من خلال دفعها للأنفاق الهائل على التسلح من اجل مقاومة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وهكذا في الوقت الذي استطاعت فيه الدول الاستعمارية من العودة إلى المنطقة بأساليب جديدة لمواصلة نهب خيراتها وثرواتها وتكريس تخلف شعوبها لتبقى سوقاً لمنتجاتها فان الأحزاب الشيوعية العربية لم تطور أساليب نضالها بما يتفق مع المرحلة الجديدة مما افقدها بريقها وجماهيريتها وساعد الحكومات العميلة في بلدانها على البقاء في مواقعها وتطوير أساليبها في قمع وتعذيب جميع القوى الوطنية بما فيها الشيوعيون إلى أن جاء انهيار الاتحاد السوفيتي ليكشف العفن المستشري في العديد من قيادات الأحزاب الشيوعية العربية والذي تميز بارتدادها عن مبادئ الماركسية اللينينيه وجندت نفسها في خدمة السلطان المرتبط مع الاستعمار الأجنبي. ولكن هذا الوضع المأساوي لم يحل دون تصدي آلاف الشيوعيين في العديد من البلدان العربية لهذا التخاذل والنكران لعراقة النضال الشيوعي بشجاعة وببسالة من اجل إعادة بناء أحزابها الشيوعية على أسس ومبادئ الماركسية اللينينية في أصعب الظروف.
وفي السنوات القليلة الماضية وانطلاقاً من أوضاع داخليه لدى الدول الرأسمالية والمتمثلة في تعثر اقتصادها المبني على السوق الحر وهو سوق النهب والسرقة لخيرات الشعوب بما فيها شعوب هذه الدول نفسها مما دفعها إلى خلق المزيد من بؤر التوتر وشن الحروب الاستعمارية فكانت حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة والتي سبقتها الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان عام 1982 والحرب على الفلسطينيين لإجهاض انتفاضتهم الأولى والثانية التي لا زالت مستمرة حتى الآن وتشكل نقطة استقطاب حية وفاعلة لكل القوى الوطنية والثورية في عالمنا المعاصر ضد قوى الظلام والعدوان وغدت نبراساً هادياً لنضال هذه الشعوب من اجل الحرية والتقدم.
لقد نجحت المقاومة اللبنانية بكافة شرائحها الوطنية والدينية في تحرير الجنوب اللبناني من قوات الاحتلال الإسرائيلي ودحرها إلى خارج الحدود اللبنانية بالمقاومة المسلحة وكان هذا مثلاً يحتذي به لكل وطني غيور. أما الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي لا زالت مستمرة فقد اتخذت من المقاومة المسلحة طريقاً لا عودة عنه وكانت ابرز معالم هذا الطريق العمليات الاستشهادية البطولية التي أوقعت في صفوف العدو الإسرائيلي خسائر هائلة على المستوى الاقتصادي حيث تمثل ذلك بانتشار البطالة والفقر المدقع بين صفوف جماهيرهم مع إفلاس مؤسساتهم التجارية باعداد هائلة وبشكل غير مسبوق وكذلك على المستوى النفسي حيث تم زرع الرعب والخوف في قلوب الإسرائيليين بشكل دفع مئات الألأف منهم لمغادرة الكيان الصهيوني كما أهتز لديهم أيمانهم بإمكانية قيام دولة يهودية نقية مما جعلهم في حالة من التخبط وعدم وضوح الرؤيا وبالذات عندما نجحت المقاومة الفلسطينية المسلحة بفرض معارك القتال في شوارع ومدن العدو الإسرائيلي الذي اعتاد ان ينقل هذه المعارك في جميع حروبه العدوانية الى شوارع المدن العربية.
وفي اذار سنة 2003 شنت الولايات المتحدة الأمريكية حربا عدوانية غير قانونية ولا شرعية ضد الشعب العراقي المناضل بحجة تخليصه من نظام صدام حسين الفاشي وبحثاً عن أسلحة الدمار الشامل والتي وبعد مرور أكثر من عام على بداية هذا العدوان الإرهابي لم يعثروا عليها إلا في مخيلة الإدارة الأمريكية الإرهابية.
وأكتشف الشعب العراقي أهداف هذه الحرب العدوانية والإرهابية المتمثلة في نهب وسرقة خيرات الشعب العراقي وإخضاعه لمخططات الولايات المتحدة الأمريكية العدوانية والإرهابية في أن واحد وليكون العراق مرتكزاً لهم من اجل الانطلاق والعدوان على جميع دول الشرق الأوسط وليكون أداة طيعة وخاضعة للسياسة الأمريكية والإسرائيلية. فما كان من هذا الشعب المناضل إلا أن تصدى ومنذ اليوم الأول للاحتلال و لقواته الفاشية ملحقاً بها أضرار متتالية ومتزايدة طردياً مع تنامي وتزايد واتساع صفوف المقاومة العراقية, وتحت شعار الوحدة الوطنية وبعيداً عن أي انتماءات عرقية أو دينية مما أربك الأدارة الأمريكية وجعلها تستجدي المساعدة من الإيرانيين وفلول أتباع صدام ولكن دون جدوى. وانه لمما يحزن كل وطني غيور أن يرى الحزب الشيوعي العراقي يتربع كعضو فيما يسمي (مجلس الحكم) والذي يجمع كل العملاء وكل من دخل العراق على ظهر دبابة أمريكية. ان هذا المجلس ليس المكان الصحيح لورثة الشيوعيين الأبطال وبالذات القائد الشيوعي الرفيق فهد الذي ضحى بحياته مع الآلاف من الشيوعيين الشرفاء في زنازين القهر والتعذيب الذي مارسه حكام العراق العملاء ابتداء بنوري السعيد وانتهاء بصدام حسين.
مهما كانت الأعذار والمبررات فان الثقة بإمكانية تحرير العراق سلميا وبالتفاهم مع المحتل يتنافى مع فهمنا للأهداف الحقيقية للمحتل, فهم جاؤوا إلى المنطقة وصرفوا المليارات ليبقوا ولن يتم إخراجهم إلا بالقوة، فواهم من يعتقد بغير ذلك. إن الشيوعيين في جميع أنحاء العالم مع جميع شرفاء العالم يتوجهون إلى كل من يتواجد من شيوعي العراق في مجلس الحكم أن يتركوا هذا الموقع الخياني وان يلتحقوا في صفوف المقاومة العراقية الباسلة لتزداد قوة وجبروتا، ولتوقع المزيد من الخسائر في صفوف القوات الغازية حتى يتم طرد آخر جندي أجنبي عن ارض العراق.
أيها الشيوعيون العرب أينما كنتم...
إن الأحداث المتلاحقة في لبنان وفي فلسطين وأخيرا في العراق أثبتت بدون جدال أن طريق المقاومة هي الطريق الأجدى والأقصر لدحر القوى الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية, دولة العدوان والإرهاب, وان ثقافة المقاومة المستندة إلى برامج وأهداف واضحة, هي السبيل الوحيد الذي تلتف حوله جماهير شعوبنا العربية وما عدا ذلك فكمن يحرث في البحر.
أما شعوب امتنا العربية الباسلة فإننا نناشدها بدلاً من التضامن اللفظي مع المقاومين أن يتوجهوا بكل ما يتوفر لديهم من قوة وبأساليب متنوعة لضرب المصالح الأمريكية والإسرائيلية, ابتداء من سفاراتهم ومعاهدهم الثقافية ومؤسساتهم الاقتصادية المكرسة لنهب ثروات الأمة كما نناشدهم أن يكفوا عن التعامل مع أنظمة الحكم البوليسية في بلدانهم وعليهم أن يتصدوا لها بكل قوة وعزيمة وإصرار من اجل إسقاطها واستبدالها بأنظمة وطنية وديمقراطية. ونؤكد بان كل من يتوقع من هذه الحكومات العميلة أن تحسن من مسلكها وتنضم إلى صفوف شعبها فهو واهم لان ذلك ابعد من الخيال بسبب عمالتها وارتباط مصالحها بالعدو الأمريكي كونها صنيعة له بدون ادنى شك.
الأحزاب الشيوعية العربية
الحزب الشيوعي السوري
الحزب الشيوعي الفلسطيني
الحزب الشيوعي المصري
حزب الشغيلة الأردني
الماركسيون اللينييون اللبنانيون
الشبيبة الشيوعية اللبنانية
2004-08-23
#الاحزاب_الشيوعية_العربية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟