أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الاستهانة بكرامة المواطن














المزيد.....

الاستهانة بكرامة المواطن


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيام قاسية يمر بها العراق تتجمع فيها ضروب المحن كافة وتتفاقم فيها مشكلات الوطن والمواطن من دون ان تلوح في الأفق أي بارقة أمل بانفراج الأزمة، بل ان كل يوم يمر يجلب معه الأسوأ بل الأكثر سوءا، لاسيما على صعيد العمل السياسي للقوى التي حصدت الأصوات في الانتخابات الأخيرة التي دخلت في (ماراثون) عقيم يبدو انه لا ينتهي، الأمر الذي ألقى بظلال الشك على مجمل العملية السياسية لاسيما بعد الخروقات الدستورية التي اتخذت مع سبق الإصرار والترصد ـ كما يقال في لغة القضاء ـ ومن بينها إلغاء جلسة مجلس النواب الأولى وجعلها مفتوحة وهو ما لم يرد في الدستور العراقي الذي أقرته القوى السياسية وصادق عليه الشعب برغم عدم استيفائه الشروط المطلوبة لتلبية مصالح الناس وكذلك تأجيل تلك الجلسة التي يفترض ان تحسم موضوع الرئاسات لأكثر من مرة.
يبدو ان السياسيين الساعين الى عقد اللقاءات والحوارات وخوض الصراعات بشأن تشكيل الحكومة لا يعبؤون ولن يعبأوا بالشعب الذي يرسف في حر الصيف القاسي من دون كهرباء في ظل وعود بائسة لوزراء ومسؤولين كذّابين أقحموا أنفسهم في عمل سياسي لم يتقنوا أبجدياته وادخلوا الناس في متاهات من الرعب المتواصل وانعدام الأمل بالمستقبل بل وبالحياة أيضا.
وكأنهم اطمأنوا للأصوات التي حصلوا عليها من الناس فأمعنوا في إيذائهم وتركوا مدنهم بلا إضاءة وساحاتهم نهبا للنفايات وكلهم يصرخ (النظافة من الإيمان) فما كانوا نظيفين لا في أجسادهم ولا في أرواحهم التي تمرغت في وحل الفشل. سياسيون لن يحققوا أي شيء وسيضربون بوعودهم عرض الحائط ويركلون المواطن الذي صوت لهم على قفاه إمعانا في إيذائه. ينتظرون التئام صفوف مجلس النواب الجديد كي يصدروا القرارات التي تؤمن نهبهم لثروة البلد او يفعّلون القرارات الظالمة التي جرى بموجبها منح أعضاء الدورة السابقة بوساطتها رواتب تقاعدية من دون وجه حق، إذ أنهم ليسوا موظفين كي يشملهم قانون التقاعد كما أنهم لم يقضوا المدة القانونية لنيل الراتب التقاعدي والتي لا تقل عن 15 عاماً في الوظيفة الفعلية وبرغم ذلك احتازوا الأموال وجوازات السفر الدبلوماسية وسعوا للاستيلاء على أراضي الدولة والملكية العامة للناس كما ان بعضهم اشترى بيوتا بل قصورا على دجلة في مركز بغداد بمليارات الدنانير من أموال الناس التي أجازوا لأنفسهم الاستيلاء عليها وحرمان الناس منها وتمتعوا بـ 24 ساعة من الكهرباء في اليوم وبـ (التكييف) المتواصل والسفر الى الدول الأخرى البعيدة والقريبة نشداناً للراحة وطلبا للاستجمام.
يدفعنا سياسيو العراق الى الشعور بالخزي ونحن نرى دولا أخرى ومنها الولايات المتحدة الأميركية تلح عليهم وترسم (السيناريوهات) ويأتي مبعوثوها على أعلى المستويات من اجل ان يحثوا سياسيينا على الالتفات الى مطالب الناس والإسراع بتشكيل الحكومة وكأن الانتخابات العراقية ونتائجها ليست هماً عراقياً، وكأن اميركا هي المعنية بشؤون العراق وليس السياسيون العراقيون.
لن يستطيع السياسيون أن يضمنوا أي شيء بل أنهم غير قادرين حتى على ضمان ولاء الأشخاص الذين صوتوا لهم في الانتخابات الأخيرة إذ أن المواطن لم يعد يهتم بوعود فارغة جلها كاذب في الوقت الذي يرى أطفاله وأسرته يتلظون من حر الصيف في ظل انعدام الكهرباء.
وإذا كان للشعب أسبابه غير المعروفة وغير المشخصة التي تدفعة الى عدم التحرك للمطالبة بحقوقه على نطاق واسع فان هذا الأمر لن يستمر طويلا في ظل توالي الكوارث والمحن التي تسحق المواطن في الوقت الذي لا يكترث السياسيون بها ويواصلون التواري خلف شتائمهم لبعضهم وشعاراتهم المزيفة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاريع الإسكان وحصة المواطن
- (إجه ايكحلهه عِماها)!
- طبّاخات الرُطب
- خرق دستوري فاضح
- إخطبوط (بول) لفك طلاسمنا
- تحالف المالكي و علاوي!
- حراك الجماهير بمواجهة حراك السياسيين
- أزمة الكهرباء والخدمات مفتعلة
- تقية وزير.. كريم وحيد أنموذجاً
- سيناريوهات الوزارة المقبلة .. فجر العراق الحالك
- مشاريع على ورق!
- تقليص صلاحيات رئيس الوزراء تكريس للفوضى
- اختلفوا على اللجان فهل يتفقون على الرئاسات؟
- تأخير تشكيل الحكومة مظهرٌ للاخفاق
- تشكيل الوزارة أم لجان الاختيار؟
- الفشل في استغلال الزمن!
- صحوة أبو الهوا / قصة
- مخاوف من عودة المربع الطائفي العاجز
- حاجتنا الى الأسواق
- في ذكرى التاسع من نيسان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الاستهانة بكرامة المواطن