أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - سؤال وجواب عن القرآن الكريم















المزيد.....

سؤال وجواب عن القرآن الكريم


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 06:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاءنى هذا الخطاب ضمن باب الفتاوى ، ولكن رأيت نشره مع الاجابة عليه فى مقال خاص نظرا للأهمية .
يقول صاحب الخطاب :
* - أعرف واحد مسيحى ولكن من النوع الداهية يعنى يتكلم معاك بشويش و بالاقناع السهل وهو طبعا كل اللى فى دماغة انة ينصرنى عن طريق ادخال الشك فى عقيدتى و كان مدخلة ديما معايا من خلال السنة النبوية الشريفة ، و لكن لأنى و الحمد لله من انصار القرأن أساس و من تلامذتك فقلت له: بخصوص السنه فأنا مش مؤمن بيها نهائيا ، فقال: ازاى هى مش السنه النبويه و القرأن عماد الاسلام ، فقلت له: اذا كان عندك أى سؤال فى القرأن فأنا على استعداد أرد عليك فيه ( طبعا أنا كل اللى فى دماغى أنى أرسل السؤال لسيادتكم و ارسل له ردكم عليه ، لأنى عارف انه مش هايسكت و ها يحاول يجيب حاجات تقيله لاتستطيع معرفتى البسيطة الاجابة عليها)

* - أنا أسف لهذه المقدمة الطويله و لكن انا كنت شايف انها مهمة لان الموضوع ده هايتكرر كتير منى و
هاكون محتاج أجابات سهلة و سريعة علشان اسكته ،....و ياريت ماتكسفنى)
* - و الى سيادتكم الأوال الاول:-


الله ينهى عن الفحشاء الله يأمر بالفحشاء ليهلك قريه
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعْلَمُونَ (سورة الأعراف 7: 28). وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (سورة الإسراء 17: 16). من المعروف الله عادل فى أحكامه كيف يأمر بالفسق ثم يعاقب الناس بما أمر به – وتؤمن الإديان كلها أن الذى يأمر بالفسق ويشجع على الفجور هو الشيطان أصل كل شر – ولكن الذى يأمر بالتدمير والحرب والهلاك هو الآلهه الوثنيه وليس إلله


* - السؤال الثانى:
رجاء مشاهدة الربط الاتى: ( ملاحظة ، الرابط لاحدى البرامج التنصيرية وتتحدث عن اختلاف القراءات و التشكيك فيها ، وبناءا عليه التشكيك فى القرآن )



مع خالص شكرى و تقديرى.
وكتبت الآتى ردا عليه :
أهلا وسهلا
أولا : أتمنى أن تقرا كل ما نشرته فى الموقع وما يتم نشره لترد بنفسك على أى سؤال.
والاجابة على تلك الأسئلة سبق التعرض لها فى كتاباتى ، ولكن لن أحيلك عليها ـ وسأرد عليها ، راجيا أن تقرأ بنفسك فى موقعنا ( أهل القرآن ) وتكون عضوا نشطا فيه .
ثانيا : من السهل الرد على هذا الداعية للتنصير بما كتبه فقهاء وباحثو المسيحية انفسهم فى إثبات زيف الأناجيل وتعارضاتها ، ولكن ليس هذا اسلوبنا أهل القرآن ، لأن القرآن يأمرنا ألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن (إلا الذين ظلموا منهم ) (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) ( العنكبوت 46 ). وهذا من الذين ظلموا ، لأنهم يتعدى على كتاب الله جل وعلا ، ولا يكون التعامل معه إلا بالاعراض عنه وليس بالجدال معه. وتلك هى القاعدة القرآنية الأولى فى التعامل مع الظالمين بالقول والفعل . ولكننا نرد على شبهاته ليس من أجله ولكن من أجلك أنت ، آملين أن تقطع صلتك به وبالجدال معه لأنه لن يفيد فى هدايته ، ولن يفيد فى هداية كل من يحترف (الإضلال ) يقول جل وعلا (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ ) ( النحل 37 ).
ثالثا : قوله جل وعلا فى تدمير الأمم الظالمة : (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) ( الاسراء 16 ) سبق التعرض له فى كتاباتنا ، ونعيده بايجاز :
1 ـ القرآن يفسر بعضه بعضا ، والمنهج القرآنى فى فهم القرآن أن نتتبع الموضوع المراد بحثه بتجميع كل الايات المتصلة بالموضوع فى سياقها العام والخاص ، ونضعها معا لنتعرف على حقائق القرآن فى هذا الموضوع ، أما الذين فى قلوبهم زيغ ومرض فانهم ينتقون من الايات ما يحقق هواهم متجاهلين السياق ، ولذلك يكون القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الضالين إلا ضلالا : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا ) ( الاسراء 82 ). كما يجب أن تتوفر فى الباحث القرنى بالاضافة للموضوعية والحيادية ـ ان يتمتع بفهم علوم اللغة العربية وأسرارها البلاغية . وذلك الداعية للتنصير يفتقد الموضوعية ويفتقد العلم بعلوم اللغة العربية.
2 ـ هناك فى البلاغة العربية و القرآنية ما يعرف بالايجاز بالحذف ، حين يكون المحذوف مفهوما من السياق ، مثلا يقول جل وعلا فى قصة وسورة يوسف : (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) ( يوسف 82 ) المحذوف هنا كلمة (اهل ) أى واسأل اهل القرية ، و ( اصحاب ) أى أصحاب العير التى اقبلنا فيها.
وهناك إيجاز بالحذف فى الاية الكريمة (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا )هو بحذف كلمة ( العدل أو القسط ) أى (أمرنا مترفيها بالعدل والقسط ) . وهذا مفهوم لأن الله جل وعلا لا يأمر إلا بالعدل والقسط ، يقول جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ( النحل 90 ). ) ( الاسراء 82). وأرجو ان ترجع الى مقالنا (الاسلام دين العدل والقسط ) لمزيد من التوضيح.
وعليه فإن قوله جل وعلا (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ( الأعراف 28) يفس قوله جل وعلا : (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) ( الاسراء 16 )، فالله جل وعلا يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى . وما جاء محذوفا بالايجاز فى (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) شرحته مئات الايات التى تحض على العدل و التقوى وتنهى عن الاثم والعدوان والظلم.
هذا فى السياق العام فى الأمر بالعدل والنهى عن الظلم .
3 ـ أما فى السياق الخاص ، فهو موضوع الآية نفسه ، وهو إهلاك القرى(اى المجتمعات) الظالمة .
وحين تقوم بتجميع الايات الخاصة بالاهلاك للظالمين تفهم أن هناك شروطا لكى يتم إهلاك قرية ، وأن هذه الشروط قد تم إيجازها باختصار معجز فى آية (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) ) ( الاسراء 16 ).
ونوجز القول هنا على النحو التالى :
3 / 1 : بعد أن قصّ الله جل وعلا قصص بعض الأنبياء السابقين واهلاك تلك الأمم ـ فى سورة الشعراء قال جل وعلا يضع القاعدة فى الاهلاك : (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ) ( الشعراء 203 : 204 ). أى لا بد من وجود منذرين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، يأمرون بالعدل وينهون عن الظلم . وعليه فقوله جل وعلا :(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) أى جاء الأمر لهم عن طريق الأنبياء والرسل أو غيرهم ممن يسير على نهجهم . ومن الاعجاز أن الله جل وعلا هنا لم يقل ( وما أهلكنا من قرية إلا ولها أنبياء منذرون ) لأن هذا يعنى عدم وجود اهلاك بعد خاتم المرسلين ، ولكنه قال جل وعلا (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ) لأن كلمة منذر تشمل الأنبياء و الرسل و كل ناصح أمين لقومه.
3 / 2 : ويقول جل وعلا فى سورة هود بعد أن قصّ قصص بعض الأنبياء السابقين وأممهم التى أهلكها الله جل وعلا : (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )(هود 116 : 117 ). أى لو كان فيهم ناصحون وأطاعوا أوامر الناصحين ما أهلكهم الله جل وعلا لأن الله جل وعلا لا يهلك إلا القرية الظالمة، ولا يمكن أن يهلك قرية صالحة.
والواضح هنا أن السبب فى الاهلاك هو سيطرة المترفين المتحكمين فى الثروة والسلطة ، وواضح أن البقية يتبعونهم خوفا او رغبا ، لذا يقول جل وعلا: ( وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ ).وهذا يشرح لنا ما جاء عن المترفين الذين يؤمرون بالعدل فيزدادون عصيانا فيحق عليهم القول ويتم اهلاكهم وتدميرهم : (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) ) ( الاسراء 16 ).
3 / 3 : ويرسم رب العزة فى كتابه العزيز صورة رمزية للقرية الظالمة بعد تدميرها واهلاك اهلها ، إذ يبقى دليلا على الترف الهائل والفقر الهائل معلمان تذكاريان : قصر فخم مشيد ( كان يسكن فيه شخص واحد )وبئر معطلة ،أى مرافق معطلة مع أنه كان يعيش عليها كل أو معظم الشعب ، ولكن كل ما يكسبه الشعب ينهبه المترفون ويقيمون به قصورا فى نفس الوقت الذى تعطش فيه الحقول و تتلوث فيه المياه وتتكدس الزبالة ، يقول جل وعلا :( فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ )( الحج 45 ).
وفى مصر الآن حيث يتحكم المترفون تجد كل المرافق والمياه النقية تصل الى قصور المترفين وحمامات سباحتهم وحدائقهم الغنّاء فى الساحل الشمالى و البحر الأحمر وسيناء ، مع أنهم لا يجدون الوقت الكافى للاقامة فى كل تلك القصور ،بل حتى مجرد التعرف على اجنحتها و زخارفها . هذا ، بينما يعانى سكان العشوائيات و الأحياء الشعبية فى القاهرة والمدن و القرى من اختلاط المياه بالصرف الصحى ، وتلوثها وانقطاعها وانقطاع الكهرباء، وأزمات الخبز والتموين والمواصلات والاسكان والحاجيات الأساسية..الخ .. فالقرآن الكريم يضع ملامح القرية الظالمة لتنطبق على أى عصر يسيطر فيه المترفون .
وقد حدث هذا الاهلاك كثيرا فى تاريخ المسلمين فى العصرين العباسى والمملوكى ، وحدث فى عصرنا الراهن فى لبنان والعراق ، وهناك قرى ( دول ) مرشحة للانفجار من الداخل أو من الخارج ، أهمها مصر والسودان والسعودية وايران وما تبقى من فلسطين .
ثالثا :
أما عن الرابط المشار اليه عن ما يعرف بالقراءات للقرآن ، فالرد عليها بايجاز :
1 ـ إن للقرآن قراءة واحدة وليس سبع قراءات كما يزعم أصحاب ما يعرف بعلوم القرآن . يقول جل وعلا (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) ( القيامة 16 : 18 ). لم يقل جل وعلا ( فإذا قرأناه فاتبع قراءاته ) بل ( قرآنه ) فالمقروء من رب العزة والذى تعلمه خاتم النبيين ـ عليهم جميعا السلام ـ مفرد (قرآنه ) أى قراءة واحدة ، وقد تكررت مرتين بل ثلاث مرات ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ).
والقراءة القرآنية الحقيقية هى دليل الايمان بالقرآن ، وبدونها تكون علامة الكفر بالقرآن حين يتلى بطريقة أخرى ، يقول جل وعلا ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) ( البقرة 121 ).
2 ـ تلك القراءة المأمور بها تراعى المعنى عند التلاوة ، ففى القرآن الكريم أساليب مختلفة منها التشريع بالاسلوب التقريرى العلمى ، ومنها الأسلوب الدعوى بالتبشير و الانذار ، ومنها السخرية،ومنها القصص ومنها الحوار بين البشر أو بين رب العزة وبعض الأنبياء ، ومنها الاسلوب المنطقى وضرب الأمثلة والانيان بالبراهين .
ومطلوب من القارىء للقرآن أن يراعى ذلك فى تلاوته ، فلو قرأ آيات الحوار لا بد أن تظهر طريقة الحوار والأسئلة والأجوبة فى طريقة تلاوته ، فمثلا هناك حوار سجله رب العزة دار بين رب العزة وموسى فى سورة (طه 11 : 48 ) . لا بد أن تقرأه على شكل حوار لأنه حوار . أما إذا حولته الى غناء كما يفعل المقرئون فأنت تسخر برب العزة ورسوله الكريم موسى عليه السلام ، وتصورهما كأنهما فى اوبريت غنائى .
وهناك اسلوب عقلى منطقى لا بد أن يقرأ على أنه أسلوب عقلى فيه استفهام انكارى ، كقوله جل وعلا (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( النمل 60 : 64).
وهناك اسلوب سخرية لاذع ، ولا بد أن تنعكس هذه السخرية على طريقة التلاوة ، وتلك السخرية قد تاتى فى تصوير كاريكاتورى كقوله جل وعلا (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا )(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) ( المدثر 11 : 26) . ونلاحظ فى الآيات الكريمة السابقة أن آيات السخرية سبقتها آيات فى الانذار والترهيب ، ثم تلتها آيات السخرية ، ولكل موقف طريقة فى التلاوة.
3 ـ بهذا تساعد تلاوة القرآن على فهم المعنى ، ويتأكد القارىء من أعجاز البساطة فى فهم القرآن ، وكيف أنه فعلا ميسّر للذكر ، لأنه هنا يتعامل مع القرآن مباشرة ، يقرؤه كما هو وفق اسلوب السياق من حوار أو وعظ أو ترهيب . فلا يمكن أن تقرأ هاتين الآيتين فى الوعظ العاطفى الوجدانى : (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) بنفس الطريقة التى جاءت فيها آيات التخويف من العذاب فى نفس السورة (أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ( الزمر7 ، 23 ، 24 ـ ).
4 ـ ما يعرف بالقراءات كان من مخترعات المسلمين فى العصر العباسى حيث اكتملت ملامح الأديان الأرضية للمسلمين من سنة وتشيع وتصوف. وبها نشأ ما يعرف بعلوم القرآن ، ولنا بحث منشور بعنوان (علوم القرآن التى تطعن فى القرآن ) أكّدنا فيه أن من يريد الطعن فى القرآن فاسهل شىء عليه ان يرجع لما يسمى بعلوم القرآن .
5 ـ أساطير وأكاذيب القراءات السبع وقراءة ورش وعاصم وفلان وعلان ازدهرت فى العصر العباسى ، وكانت مقدمة لما يسمى بعلم التجويد ( أو التحسين ) يعنى ان القرآن يحتاج الى تحسين وتجويد لأنه غير ذلك ، والفيصل هنا هو قيام القراءات و التجويد على الصوت ، والتلاعب بنغمات الصوت بآيات القرآن ترخيما أو تمديدا أو قصرا أو (إدغام بغنّة ) ألخ .. وفى النهاية ينصرف اهتمام السامع الى صوت القارىء أو ( المقرىء ) أو ( المنشد ) أو المطرب أو المغنى ، ويغفل عن معانى القرآن الكريم ، ويصبح الصوت حجابا يمنع تسلل نور القرآن الى قلب الانسان . ومن هنا تتعدد الأصوات فصوت الشيخ فلان غير صوت الشيخ علان ، ويضيع معها فهم القرآن ، ولهذا اتخذنتا القرآن مهجورا ، اى موجودا ولكن اتخذناه مهجورا بتحويله الى أغنية أو الى تميمة أو مجرد نصوص نحذفها بالنسخ التراثى أو نضعها تحت رحمة حديث للبخارى أو غير البخارى .
والله جل وعلا هو المستعان .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن هو الحلّ : فلسفة الثروة ..والثورة .!
- بيان المركز العالمى للقرآن الكريم بشأن دعوة احدى الكنائس لحر ...
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (8)(أَنِّي لاَ أُضِ ...
- وعظ السلاطين ( 21 ) مصر: من القطط السمان الى عصر الحيتان
- القرآن الكريم والمنطق الحيوى (1 / 2 ): د. رائق النقرى ومدرسة ...
- أبو دلامة : المهرج الوغد
- ابو العيناء ظريف الظرفاء
- أشعب الطامع
- لكل نفس بشرية جسدان وليس جسدا واحدا .
- الاستعداد للقاء الله جل وعلا
- (كتاكيتو بنّى ) :
- الحرية الدينية و الحرب الفكرية
- مفتى مصر يأمر رب العزة جل وعلا بادخال والدى النبى الجنة .. ب ...
- رحلة كارستن نيبور لمصر العثمانية (3 / 3 ) بعض ملامح الحياة ا ...
- رحلة نيبور الى مصر العثمانية (2 / 3 ) : بين التعصب الدينى وا ...
- بينى وبين الأستاذ الراحل نصر حامد أبو زيد . يرحمه الله تعالى
- الأذان للصلاة وفوضى الابتداع
- الاسلام دين العدل والقسط
- رحلة نيبور الى مصر العثمانية ( 1 / 3 )
- السّم الهارى فى تنقية البخارى


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - سؤال وجواب عن القرآن الكريم