أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فراس عباس فاضل البياتي - اطفال العراق ماض مرعب ومستقبل مجهول















المزيد.....



اطفال العراق ماض مرعب ومستقبل مجهول


فراس عباس فاضل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 18:46
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


أطفال العراق ماضٍ مرعب ومستقبل مجهول


(دراسة في وفيات الأطفال مقاربة سوسيولوجية)
1990- 2007


مقدمة

يعد الموت ظاهرة اجتماعية فللعوامل الاجتماعية دوراً في ارتفاع وانخفاض مستوياته واتجاهاته مثل (المهنة والمستوى التعليمي، والتغذية وظروف السكن والخدمات الصحية والطبية ومستوى المعيشة العام للسكان)(*) (1) .
والناس مختلفون أمام الموت هذه الظاهرة البيولوجية، ولأن موت الأطفال في سن مبكر هو موت اجتماعي يسأل عنه المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي السائد في ذلك المجتمع، لذا نجد بان هناك معدلات للوفيات بصورة عامة ووفيات الأطفال ومنها (وفياتهم المبكرة) بصورة خاصة، فوفيات الأطفال مرآة تعكس درجة ارتقاء المجتمع وسكانه من الناحية الاجتماعية أولا والثقافية والاقتصادية ثانياُ، بمعنى أخر مرآة لدرجة تحضر الأمة وتقدمها ورفاهيتها وأمنها (2) وهكذا يمكن فهم سبب ارتفاع معدلات الوفيات في البلدان النامية عنها في البلدان المتقدمة، بإرجاعه إلى تدهور ظروفها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية (فالتخلف والمرض والفقر) سلب حياة الملايين من أبناء هذه الشعوب وفتك بها (3) .
هذه العوامل ولا سيما الاجتماعية منها تتكون من متغيرات وقوى من شأنها إن تؤثر على (الجانب الصحي أو المرضي) عند الأطفال، مثل الطبقة الاجتماعية، التي ينتمي إليها الفرد والأسرة المنجبة للأطفال، فضلاً عن البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها هذه الأسر وما تتركه من اثار اجتماعية ترتبط بصحة، أو مرض الأطفال سيما الرضع. وتؤدي إلى حالات الوفاة وبجانب ذلك العامل الثقافي الذي يتأثر بالتراث الحضاري والقيمي للمجتمع المتوارث والمؤثر في مسيرة المجتمع وحياة الأسرة وبالتالي حياة أطفالها (4).
وفيما يخص الوفيات يصنفها المختصون الى صنفين مع استبعاد الحوادث هي:
1. عوامل وأسباب داخلية (طبيعية) أو ما يسمى الموت البيولوجي الناتج عن المرض كأمراض السرطان و السكر والقلب ووفيات الأطفال الخدج إذ لا دخل للمستوى الاجتماعي في هذه الأمراض المؤدية للوفاة
2. عوامل خارجية بيئية، ويقصد بها الوفاة بأمراض نستطيع أن نصنفها على أنها اجتماعية (كالسل وإمراض الأطفال المعدية) اذ تتدخل المستويات الاقتصادية والأسلوب المعاشي، فهذه الأمراض تظهر نتيجة سوء التغذية والمسكن وهما نتيجة للفقر والعوز اذ نلاحظ ارتفاع معدل وفيات الأطفال في الأحياء الفقيرة كانعكاس لسوء مستوى المعيشة وهبوط المقدرة الاقتصادية من ناحية وجهل الأمهات من ناحية أخرى(5) .
فالعوامل الاجتماعية هي ( قوى ومتغيرات بيئية مادية وغير مادية مثل (الوعي الاجتماعي والسياسي والطبقي والصحي)، ودور هذا الوعي في اندفاع الفئة نحو تحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية(6) .
هذه العوامل تؤدي دوراً مهماً بل أساسيا في مستويات ومعدلات الوفيات في أي مجتمع كان، وان وهي تقع تحت ضغوط قد تغيرها وتزيد اثر عامل دون غيره ومن جملة الأمور التي تؤثر على العوامل الاجتماعية، والتي تغيرها وتؤثر في فعاليتها هي ظروف المجتمع الاستثنائية كـ (الحروب والكوارث والمجاعات) هذه الظروف يكون أثرها ابلغ في الفرد والمجتمع لتحوله من حال يكون فيه أكثر ثباتاً واستقرار إلى الدوامات الحركية المستمرة.
وهذا ما حدث لمجتمعنا، فالأحداث التي ألمت بالعراق منذ عام 1990، وما أعقبها من حصار شامل وقصف أمريكي أطلسي تركت أثارا مدمرة في معظم نواحي الحياة سيما الاجتماعية والاقتصادية، وكانت الطفولة العراقية مستهدفة من قبل الدول المعادية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها سواء خلال العدوان العسكري وما اعقبه من نظام مشدد سمى بـ (العقوبات الاقتصادية) التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً (7) . فالحرب لم تستهدف البنى العسكرية فقط، بل استهدفت البنى التحتية لمجتمعنا فحرم شعبنا من توفير احتياجاته الحياتية وشلت حركته التنموية ، إذ أدت آثار الحصار المتراكمة إلى تفاقم حاد في معدلات وفيات الأطفال وخصوصاً الرضع، ابتداءً من عام (1990)، بعد إن كانت قد حققت انخفاضاً كبيراً من (91.7) إلى (61.7) حالة وفاة لكل ألف ولادة حية خلال المدة المحصورة ما بين عامي (1974-1990) وكان مخططاً لها إن تنخفض إلى (32) حالة وفاة لكل ألف ولادة حية عام 2000 (8) .
وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية (اليونيسيف)، فان العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق بعد عام 1990 قد ساهمت وبشكل خطير في ارتفاع معدلات وفيات الأطفال، إذ أثبتت في مسحها لوفيات الأطفال والأمهات منذ حرب الخليج عام 1990، إن هناك زيادة خطيرة في هذه المعدلات لا سيما وفيات الأطفال في وسط وجنوب العراق وقدرت المنظمة انه كان يمكن تجنب موت مالا يقل عن (500 ألف) طفل عراقي خلال العشر سنوات المنصرمة أي ما بين عامي ( 1990-2000) (*)(9) .
كما كشفت إحصائية لوزارة الصحة العراقية، إن معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر بلغت (108) حالة وفاة لكل ألف ولادة حية، بسبب استمرار العقوبات المفروضة على العراق (10) . وهذا يعني إن انهيار البنى الاقتصادية اثر في جميع جوانب الحياة إذ كان الارتباط وثيقاً بين الأوضاع السائدة في المجتمع واتجاهاته، وبين الأوضاع الاجتماعية والثقافية والصحية والتي يوصف بها السكان بمختلف فئاتهم.
ومن المعلوم فان فئة الأطفال هي أكثر الفئات السكانية تأثرا بتلك الأوضاع الاقتصادية ولاسيما في الدول التي تعاني من ظروف اقتصادية غير مواتية، مما يؤدي إلى قصور في توفير الخدمات الأساسية اللازمة (11) . إن تدهور الوضع الاقتصادي ينعكس تأثيره السلبي في كافة الجوانب الحياتية وهذا ما حصل في العراق إذ سار مؤشر الحياة نحو الانخفاض بصورة عامة ومؤشر التنمية بصورة خاصة ، وانعكس على المستوى الاقتصادي للأسرة العراقية، أي مستواها ألمعاشي الذي يعد الركيزة الأساسية لاستمرار الحياة والتصدي لصعوباتها ومخاطرها، هذه الظروف التي أفرزتها العقوبات الاقتصادية حرمت الأسرة العراقية من تحقيق الكثير من مشاريعها، ولعدم استطاعة أجهزة الدولة مساندتها بالقدر الكافي نحى المجتمع في اغلبه إلى خط الفقر وحدود الكفاف، وبالتالي شلت قدرة الأسرة على ممارسة واجباتها تجاه أفرادها بشكل يحقق لهم العيش بعيداً عن تهديدات المخاطر الحياتية، والتي يكمن في آخر مشوارها شبح الموت.
وبانت ظواهر الأثر المعيشي وتدهوره واضحة المعالم في الجانب الغذائي، الذي بدوره اثر سلباً في الجانب الصحي وبقية الجوانب الحياتية الأخرى للأسرة العراقية فالمواطن العراقي قبل الحصار وعلى سبيل المثال عام (1988) كان ينفق نصف راتبه الشهري لشراء الغذاء ويخصص نسبة لشراء الملابس والأثاث والمفروشات والسلع المنزلية، في حين صار اتجاه الأسرة العراقية مقتصراً على استهلاك المواد الغذائية وأساسيات الحياة والدواء فلم تعد الأسرة تنفق لشراء الملابس والأثاث الا النزر القليل لارتفاع أسعارها بشكل عام، ولم يعد يسد الموظف العراقي ما يتقاضاه من راتب شهري لتغطية حاجاته وإنما اخذ يستخدم مدخراته السابقة لسد هذا النقص في توفيرها (12) .
فانقلبت كل الموازين، ولا سيما الوضع الاقتصادي والمعاشي بعد ان بدات معدلات التضخم تتسارع بشكل مفرط تمثل في انخفاض هائل في قيمة العملة المحلية (الدينار العراقي) مقابل العملات الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي(13) .
وكان ذلك مؤشراً على انخفاض نوعية الغذاء الذي يستطيع الفرد الحصول عليه، وكذلك نوعية السكن ونمطه، وفرص التعليم وقد كشفت الدراسات الصحية والاجتماعية والاقتصادية في حينه عن وجود ارتباط وثيق الصلة بين معدلات الوفيات ومتوسط الدخل الشهري للفرد (14) .
فأصحاب الدخل المنخفض والمحدود بدا يصعب عليهم الحصول على الغذاء والدواء لارتفاع أسعارهما ولشحتهما .. ثم جاءت اتفاقية النفط مقابل الغذاء(**) والدواء عام (1997) غير إن الوضع لم يتغير كثيراً فقلة الكمية المتاحة للاستيراد فضلاً عن تأخر الموافقات على العديد من العقود من قبل لجنة المقاطعة الدولية وسوء النوعية المستوردة ورداءتها لم تغير من واقع معاناة الشعب والأسرة العراقية كثيراً، بل أنها بقيت على حالها السابق أو قريبة منه في حين كان من المفروض إن تقود الاتفاقية إلى تحسين الوضع التغذوي والصحي للفرد العراقي، ويعزز قولنا التقرير السنوي للأمم المتحدة (منظمة الصحة العالمية) لعام 2000 الذي يقول إن العراقيين يعانون من نقص في التغذية، بسبب ظروف الحصار اذ قدرت المنظمة إن مالا يقل عن (20%) من أطفال العراق ممن هم دون السنة الخامسة يعانون من عوق في النمو الطبيعي نتيجة سوء التغذية(15) .
وأشارت إحصائية أخرى ان معدلات الوفيات ولاسيما بين الأطفال الرضع قد ارتفعت إلى (127.1) بالإلف مقارنة بسنوات ما قبل الحصار لنقص التغذية وسوء الوضع الصحي (16) . وظهر ذلك واضحا على الوضع الصحي كمؤشر دال وفعال، بعد ان اخذ الوضع التغذوي للسكان بالتردي فادى الى انتشار أمراض سوء التغذية ونقص الوزن بشكل أكثر وضوحا واتساعاً ولاحظت بعثة منظمة الغذاء العالمي الـ (فآو) (FAO) أيضا انتشار أعراض سوء التغذية الحاد كتوقف النمو بين اطفال العراق وبنسبة (10%)، ونقص الوزن للطفل بنسبة (7%) و (3%) للهزال وكان مستوى الهزال أعلى ما يكون لدى الأطفال في سن (1-3) سنة (17) .
أدى ذلك إلى انحدار مؤشر الحياة الصحية للأسرة العراقية، التي بقيت عاجزة عن الحصول على الرعاية الصحية والخدمية المناسبة للحفاظ على حياة أطفالها والحد من معدلات وفياتهم المتزايدة نتيجة الحصار (18) .
واشار تقرير لجنة الصليب الأحمر عام 2007 إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي والصحي للعراقيين قد تاثر سلباً في إدامة المستشفيات والمراكز الصحية في العراق وخلف معاناة واضحة في خزن الأدوية، بسبب الانقطاعات الطويلة المتكررة للتيار الكهربائي المؤدية إلى تلف الأدوية وفسادها فضلا عن أن أطفال العراق يعانون من مجموعة من الأمراض والتأثيرات كأحد الافرازات النفسية السلبية للحرب المتمثلة باضطرابات النوم وإشكالات التركيز مما سيكون له أثرا بالغ الخطورة على الأنماط السلوكية للأطفال في المستقبل(19) .
وتوصلت احدى الدراسات العراقية(2007) في هذا المجال إلى أهمية الدخل الشهري في تأثيره على الصحة والمرض وإسهامه في تقدم حياة الأسرة، إذ يمكنها من علاج مختلف مشاكل الحياة ومواجهة صعابها لا سيما الصحية منها وتوصلت هذه الدراسة ايضا الى ان (نصف ) وفيات الأطفال الرضع تحصل بين العوائل ذات الدخول المنخفضة جداً، والتي كان يمكن عدها متوسطة في عام 1983 (20).
وهكذا يتضح إن الحصار المستمر على العراق كان سلاحاً تدميرياً استهدف الإنسان العراقي وبلا تمييز، ولم يكتف بتحطيم التنمية العراقية بجانب معين من الجوانب سواءً (المعيشية اوالغذائية اوالصحية) فحسب، وإنما امتد إلى كل نواحي الحياة المختلفة وكانت الحياة الاجتماعية مصب كل الدمار الذي أدت إليه الحرب وان كل المجالات الحيوية في الحياة الأسرية تغيرت سيما الاجتماعية فزاد التفاوت الطبقي وانحدرت المستويات المعيشية لكثير من الأسر، وحدث تسلق طفيلي طبقي، كما حدث في المقابل تردي طبقي فكثير من الأسر انتقلت من طبقة إلى طبقة أخرى سواء من العليا إلى الدنيا أو بالعكس فيما يشبه القفزة السريعة (21). انعكس هذا على الوضع الصحي، كما على غيره من الأوضاع فعادة تنقاد الأسرة الفقيرة التي تمثل الطبقة الدنيا إلى ممارسات تقليدية غير صحية في رعاية أطفالها ، بسبب وضعها الاقتصادي السيئ منها مثلا ما يجعلها تدفع بأطفالها في سنوات حياتهم المبكرة إلى العمل لكسب العيش اليومي حتى في أعمال غير صحية، وبذلك تفرش الأسرة البساط أمام الأمراض عن طريق مزاولة أطفالها لبعض الأعمال وما يمكن ان يصيب الطفل من امراض مرتبطة بمزاولته لتلك الاعمال، وهذا ما نراه واضحاً في عمل الصبية في الشوارع والمقاهي والأماكن الخطرة على الصحة على الرغم من إن قانون العمل العراقي لا يسمح بعمل الطفل دون سن الخامسة عشر.
كما وزادت نسبة حالات التفكك الأسري (الطلاق) ، بسبب الظروف المعيشية الصعبة (سواء في المدينة او في الريف) بسبب الفقر الذي يجعل الزوج في موضع اتهام بالتقصير لعدم استطاعته تحصيل مقومات العيش الكريم لعائلته فيؤدي إلى تحطم معنوياته فيجد نفسه في مشاحنات وصراعات مستمرة مع زوجته وأولاده، ويسبب هذا جواً من التوتر داخل الأسرة ينتهي في العديد من الحالات بالطلاق(22) .
وتجدر الإشارة هنا إلى إن اغلب الدراسات أكدت وجود ارتباط موجب بين معدل وفيات الأطفال، والحالة الاجتماعية والاقتصادية للوالدين معبراً عنها بـ (التحصيل الدراسي، والدخل، والمهنة…… ) إذ إن معدل الوفيات بصورة عامة ووفيات الأطفال بصورة خاصة بين أبناء الطبقة الاجتماعية الدنيا يزيد ما بين (1.3- 3 ) مرات عن مثيلاته من أصحاب الطبقة العليا (23) .واشارت إحدى الدراسات إلى ان أهم الأسباب التي تجعل معدل وفيات الأطفال لا سيما الرضع عالية في الطبقة الفقيرة هي ضعف أساليب التنشئة الاجتماعية التي تعتمدها الأسرة، فهي لا تحسن استخدام الرعاية الصحية السليمة في التربية وتلبية متطلباتهم الأساسية والثانوية (24).
إذن تختلف الأسر في الطبقات الدنيا بمعدل وفياتها لا سيما الأطفال عن الأسر في الطبقات العليا. كما تختلف الأسر الريفية في معدلات وفيات الأطفال عن الأسر الحضرية. ففي نتائج مسح ديموغرافي للأمم المتحدة وجد إن اغلب الأقطار النامية تختلف بمعدلات وفيات أطفالها بين الريف والحضر لان الظروف التي تؤثر في الوفيات تختلف بين المناطق الحضرية والريفية لأسباب منها توفر التسهيلات العلاجية في المناطق الحضرية، فضلاً عن إن الوعي الصحي للأسر يكون أدنى منه في المناطق الريفية عن المناطق الحضرية (25) . فالحصار لم يؤثر في جانب واحد، بل انه اخذ شكل الإخطبوط ليشمل كل الجوانب واغلب طبقات المجتمع وزاد حجم الفجوة بين الريف والمدينة، عجز الدولة وابتعادها عن المشاريع التنموية لردم هذه الهوة بين الريف والمدينة وتقديم الخدمات كخطوط المواصلات والكهرباء، والماء والحد من معاناة الأسر الريفية من نقص الخدمات الصحية مما قاد حياة الأسر الريفية نحو الاسوء، سيما في الجوانب الصحية التي أخذت بالتدهور والتراجع السريع وهذا ما جعل من الأسر الريفية ضحية للظروف فانتشرت العديد من الأمراض في المناطق الريفية بسبب قلة الوعي والنظافة وطبيعة العادات في تناول الطعام، وأسلوب التنشئة الاجتماعية والإهمال وإلايمان بالقدر المكتوب.
اذ نجد بان هناك جهل من الأسر الريفية لأسس التنشئة الصحية والصحيحة للطفل…. والابتعاد عن ما يسمى (عملية تنظيم الأسرة) لتسهيل مهمة التنشئة وتخفيف الحمل على عاتقها، فضلاً عن الزيادة المستمرة في عدد أفرادها مما يجعلها بيئة خصبة وسريعة التأثر بالظروف السيئة المحيطة بها، ولازال البعض يعتقد إن العادات القديمة كفيلة بإبعاد خطر الأمراض عنهم وعلاجها (فحرق البخور، وفرقعة الملح على النار وتعليق الودعة (الخرزة) على صدر الطفل أوسريره وتثقيب الأوراق وحرقها قرب رأس المريض والتعاويذ واستعمال الكحل ) أمثلة لما قد يلجأ إليه البعض ضنا منه بأنها كفيلة بشفائه واهله بصورة أكفأ وأسرع من الأطباء، لذا نرى إن هذا كله يسهم في ازدياد الوفيات ووفيات الأطفال خاصة وان اغلب من يتبعون ذلك هم من خلفية اجتماعية ريفية (26) .
وزاد من الصعوبة الظروف ألمعاشيه آنذاك ارتفاع أسعار العلاج وتدهور الوضع المعيشي للكثير من الأسر حتى الحضرية منها، فزاد الاعتقاد بالخرافات والسحر من اجل العلاج والشفاء هذه الاعتقادات بالخرافات تؤدي إلى تدهور صحة المريض كما اشرنا سابقاً ومنهم الأطفال وبالتالي تذهب بحياتهم بسبب ضعف مقاومتهم للمرض والمداراة الصحية غير السليمة (27) .
واشرت سجلات وفيات الأطفال في مستشفيات محافظة نينوى المتعلقة منها بـ (الاقضية) (مستشفى البعاج)(***) بالتحديد الى وجود حالات وفاة بسبب التسمم بالسقوة (السكوة) وهي عبارة عن وصفه عطاريه تعطى عن طريق الفم للأطفال حديثي الولادة أثناء إصابتهم بالأمراض المعوية من هذا نجد تظافر مجموعة من الظروف بين الريف والحضر متمثلة بالاختلافات في السكن، والمستوى التعليمي والثقافي والصحي والحالة النفسية للزوجين وهي التي تزيد وتخفض وفيات الأطفال فضلا عن الخلفية الاجتماعية للأسرة (28) .وإذا انتقلنا إلى التعليم الذي يعد عاملاً رئيساً في التنمية البشرية المستدامة ، وعنصرا من عناصر الرفاه الاقتصادي ووسيلة الفرد لاكتساب المعارف والارتقاء بالمجتمع إلى المستويات الثقافية المتقدمة في جوانب الحياة المختلفة، فان تعليم النساء والبنات هو الركيزة لتحقيق ذلك(29) .
فتعليم البشر يعد من أهم موارد المجتمع الثقافية والتربوية واستثمارا اكيد الربح ومضمون النتائج، لان الدول المتقدمة تنظر إلى الطفل على انه رأس مال نتائج استثماره تظهر مستقبلاً لذا ينبغي المحافظة عليه ليلعب دوراً في رقي الأمة وتقدمها الحضاري (30) . فالتعليم يرفع من المستوى الثقافي للفرد، وسنوات الدراسة تعد الركائز الأساسية في تطوير المجتمع وتنفيذ خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية إذ تساعد توعية الأبوين، ولاسيما الأم في تخطي المشكلات وإتباع أفضل السبل الصحية والغذائية التي تتطلبها حياة أطفالها، مما يضمن لهم العيش ويبعد عنهم شبح الموت، ولكننا نجد أن التعليم حاله حال غيره من العوامل الاجتماعية التي اثر فيها الحصارسلبا.
إذ أشارت المنظمة العالمية للتعليم والتربية في تقريرها عن الوضع التعليمي في العراق إلى أن النظام التعليمي في العراق قد تأثر بالعدوان والحصار الاقتصادي، نتيجة لنقص اللوازم التعليمية فضلاً عن تدهور المستوى ألمعاشي. وأكدت إن أطفال الأمهات المتعلمات كانت فرصهم للبقاء على قيد الحياة أفضل من أطفال الأمهات غير المتعلمات (31). كما أوجد الحصار مشكلات عديدة للإنسان العراقي، ومن ثم المجتمع، فازدادت نسب التسرب الدراسي من المدرسة وخصوصاً بين الذكور، لعدد من الأسباب منها الذهاب إلى العمل، أما من جانب الإناث فالمشكلة باتت أصعب، لان الكثير من الأسر منعت بناتها أساسا من الدراسة، بسبب الظروف التي تعيشها تلك الأسر وشيوع فكرة أن الحصول على الشهادة لم تجد نفعاً للذكور فكيف الإناث فضلا عن القيم المنتشرة في الريف والتي تحد من تعليم الفتاة، وبالتالي فإن مصيرها هو الزواج مما يحرمها من ممارسة دورها وتحقيق ذاتها عن طريق زيادة الوعي والمدارك، وبالتالي انعكاس ذلك سلباً على حياتها الزوجية وفي عملية تنشئة أبنائها، وعلى صحتهم وتسهم في زيادة مخاطر الوفاة بينهم، وإذا كانت اغلب المجتمعات تعترف بأحقية الآباء في أسلوب عنايتهم بأطفالهم، فان نوع الرعاية التي يتلقاها الطفل في الأسرة تعتمد إلى حد كبير على المستوى التعليمي للآباء وما يقدمه المجتمع من مساعدة للآباء على مواجهة مسؤولياتهم إذ العناية بالطفل تصبح حقاً للإباء ومسؤولية في الوقت نفسه (32) . مما يعني تقاسم الدولة و الأسرة لرعاية الطفل، إلا إن ما وجدناه في الحقيقة إن الدولة ابتعدت عن الأسرة ولم تساعدها في رعاية طفلها، وهذا ما زاد من صعوبات الحياة على الأسرة لا سيما توفير حاجات الطفل ورعايته بشكل سليم، ولان الرعاية الاجتماعية المسؤولة عن نشاة الطفل تعني رعاية الأسرة بوصفها الوحدة الطبيعية والاجتماعية لنشأة الطفل وتطوره ولان تماسكها واستقرارها يمثل الأساس لتماسك المجتمع واستقراره فان مسؤولية رعايتها يقع في جوانب عديدة منه على عاتق الدولة(****)(33) .
لكن لم نجد هذا الشيء في سنوات الحصار العجاف بل نلاحظ إن الدولة أهملت الأسرة لا سيما رعاية أطفالها، فلم تقدم الدولة المساعدات المالية للأسر الفقيرة وحتى المكافآت التي كانت الدولة تقدمها للموظف عندما يرزق بطفل جديد باتت لا تجدي نفعاً، هذا من جانب ومن جانب آخر أغلقت دور الحضانة الحكومية التي كانت تمد يد العون للأسر في تربية وتنشئة أطفالها ناهيك عن تدهور الأسلوب التربوي في المدارس الابتدائية والثانوية، إذ لم تعد المدرسة كفيلة بإرساء قواعد التربية.
وقد انطلقت حملات نوعية تثقيفية عام 1997-1998، وذلك من خلال برامج
(صحة الأسرة) والإعلانات التلفزيونية والإذاعية بهدف رفع الوعي الصحي للام وبرامج الرعاية الصحية لتعليم المرأة (إلام) بوصفها ركناً أساسيا في مواجهة الحصار الظالم(34) . هذه الحملات هدفت إلى زيادة وعي الفتيات في المناحي الصحية للنهوض بالمجتمع والتخلص من المشكلات الناجمة عن إفرازات الحصار في المستويين التعليمي والثقافي لغرض خدمة الأسرة ومساعدتها بوساطة التوعية والتوجيه لحماية أطفالها من الأمراض والمخاطر المسببة للموت، وقد حققت هذه الحملات نجاحات محدودة إلى جانب مذكرة التفاهم والاستقرار الجزئي للوضع الاقتصادي في نهاية التسعينات مما اسهم في انخفاض نسب وفيات الأطفال عن ما كانت عليه في السنوات الأولى من الحصار، فبعد ان كانت نسبة وفيات الأطفال الرضع (61.7%) عام 1990، انخفضت عام 1998 إلى ( 52.4%) (35) .
من ذلك نجد بان العوامل التي تسهم في وجود تفاوت في معدلات وفيات الأطفال سيما الرضع في أي مجتمع، هي الحالة التعليمية للأبوين، والتي ترتفع معدلاتها لدى الأمهات الأميات (36) . فارتفاع مستوى التعليم يزيد من وعي تحمل المسؤولية العائلية الأمر الذي يوضح مستوى العلاقة الطردية بين المستوى التعليمي وارتفاع وفيات الأطفال (37).
فقد أشار تقرير منظمة (الفاو) إلى العلاقة الوطيدة بين نسب وفيات الأطفال الرضع وبين تعليم الأمهات، وظهر ذلك واضحا في فترة الحصار الاقتصادي على العراق، فقد ارتفعت وفيات الأطفال للأمهات غير المتعلمات نحو (8.3) مرة في حين زادت وفيات الأطفال الذين تكون أمهاتهم متعلمات، بحدود (3.6) مرة خلال فترة الحصار مقارنة بمثيلاتها قبل الحصار (38) . ويشير (ستيوارت) إلى إن ما يقارب من نصف الأطفال الذين يولودون في مجتمع يفتقر إلى أسس تعليمية للأمهات يموتون قبل إن يصلوا سن البلوغ، وهذا يوضح لنا إن حياة الطفل وصحته تتوقفان على حصول الوالدين على مستوى تعليمي وثقافي جيد يمكنهم من استخدام الطرائق العلمية للعناية بأطفالهم سيما في السنوات المبكرة من حياتهم (39) .
ويدعم ذلك دراسة أجريت في مدينة الموصل" مركز مدينة الموصل" (عن خسارة الحمل و وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر ) عام 1992 حيث توصلت هذه الدراسة إلى أن نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة يتأثر بمستوى ثقافة الأم المتمثل بالمستوى التعليمي لها¬ (40).
من ذلك نجد ان لكل العوامل على حد سواء أثرا بالغ السوء على طبيعة ونوعية الحياة في العراق في تلك الفترة لا سيما منها العدوان وما أعقبه من حصار اقتصادي حطم ركائز المجتمع لا سيما التنموية بأنظمتها وأساليب وطرق تنفيذها مما انعكس على أبناء الشعب العراقي و كان الأطفال هم الشريحة العمرية الأكثر تأثراً بتلك الظروف بسبب ضعف مقاومتهم لها (*****).
أن الخلاصة النهائية التي يمكن تشخيصها مما سبق تتوضح من خلال المخطط النظري الأتي:






























الجدول (1) يوضح التباين العمري في وفيات الأطفال والتباين في نسبها
بين الأعوام (2000-2007)(1990 - 1999) (1989) ( ) .
وفيات الأطفال حسب الفئة العمرية للمدة 90- 1999
العدد % للمدة1989
العدد % للمدة2000
- 2007 %
دون الخامسة وفيات الرضع(*) دون السنة 13847 83.8 800 78.7 14500 85,1
1 دون الخامسة 1931 11.4 100 9.8 1721 10,1
5-دون العاشرة 505 3.1 102 10.1 512 3
10-دون (15) سنة 245 1.7 15 1.4 306 1.8
المجموع 16528 100 1017 100 17039 100






المصادر والهوامش
1. يونس حمادي علي، مبادئ الديموغرافية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، 1985.ص16.
2. محمد الغريب عبد الكريم، سيسيولوجيا السكان، المكتبة الجامعية الحديثة، الإسكندرية، مصر، 1982،ص12.
3. طه حمادي الحديثي، جغرافية السكان، دار الكتب للطباعة والنشر، الموصل، 2000،ص46.
4. Tucketat D. And others Basic Reading Medical sociology Taristoek London, 1978,p.p; 225-229.
5. محمد الغريب عبد الكريم، سيسيولوجيا السكان، مصدر سابق، ص371-372.
6. احسان محمد الحسن، موسوعة علم الاجتماع، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 1999،ص238.
7. شبكة إعلام العراق، المنظمات والطفولة، 2002، ص2.
8. الاتحاد لنساء العراق، الواقع الديمغرافي، بغداد2002،ص3.
(*) فرضت العقوبات الاقتصادية على العراق على خلفية اجتياحه للكويت بموجب القرار المرقم (661 ) في 6/8/1990 وهو من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق باستخدام التدابير غير العسكرية ، وأعقبه القرار (678) الصادر في 29/11/1990 الذي أجاز استخدام القوة ضد العراق.

9. BBC News, Middle East Iraqi child death rates Soar, 2000,p;2.
10. جريدة البيان ، ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال العراقيين، لندن ، 1999،ص3.
11. المجلس العربي للطفولة، التقرير السنوي لواقع الأطفال العربي لعام 1993، المركز المصري العربي للتصميمات والطباعة، القاهرة، 1993،ص 166.
12. فاخته شاكر رشيد، الحقوق الاقتصادية للأسرة العراقية في ظل الحصار ، بحث مقدم إلى الاتحاد النسائي العربي العام، ندوة العائلة العربية في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، بغداد، أيار 1994،ص12.
13. رواء زكي الطويل، الابعاد الصحية للحصار على العراق، مجلة أم المعارك، العدد 22،بغداد, 2000،ص 90.
14. جواد كاظم الحسناوي، التباين المكاني لخصائص سكان محافظة بابل، رسالة ماجستير في جغرافية السكان (غير منشورة) جامعة بغداد، كلية الاداب، 1990.ص117.
(**) اتفاقية عقدت بموجب قرار من مجلس الامن الدولي يسمح للعراق بتصدير جزء من نفطه مقابل الحصول على بعض من احتياجاته الغذائية والدوائية والسلعية.
15. BBC News, Middle East Iraqi child death rates Soar, op cit,p:2.
16. طه حمادي الحديثي، جغرافية السكان ، المصدر السابق،ص116.
17. ناهدة عبد الكريم حافظ، الخدمات الاجتماعية المقدرة للطفولة وتطبيق اتفاقية حقوق الطفل ، بحث مقدم إلى مؤتمر هيئة الرعاية والطفولة في العراق، بغداد،2000، ص71.
18. جمعية الاقتصاديين العراقيين، تقرير التنمية البشرية في العراق لعام 1995، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) العراق، 1995، ص84.
19. شبكة إعلام العراق، المنظمات والطفولة، مصدر سابق، ص2.
20. محمد طه الغنام، تحليل أنماط واتجاهات وفيات الأطفال ألحديثي والولادات الميتة في العراق، رسالة ماجستير في علم الإحصاء (غير منشورة) جامعة بغداد، كلية الإدارة والاقتصاد، 1983،ص113.
21. فنار سالم عطوان، تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية في وفيات الرضع خلال فترة الحصار الاقتصادي، رسالة ماجستير في علم الاجتماع (غير منشورة)، جامعة بغداد، كلية الآداب، 2001، ص78.
22. إيمان عبد الوهاب موسى، الاثار الاجتماعية للطلاق، رسالة ماجستير (غير منشورة) في علم الاجتماع، جامعة الموصل، كلية الآداب، الموصل، 1998، ص54.
23. يونس حمادي علي، مبادي علم الديموغرافية، مصدر سابق،ص178.

24. Patrick s D. and other. Sociology and applied medicine Bailliere, London 1982,p:117.
25. الامم المتحدة، طرق إسقاطات سكان الحضر والريف، قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، نيويورك، 1998،ص 45.
26. محمد عبد الهادي دكله وآخرون، المجتمع الريفي، دار الكتب للنشر و الطباعة ، الموصل، 1979، ص87.
27. عبد المجيد على الصابونجي، الخدمات الصحية الريفية والتأمين الصحي ، دار المثنى لطباعة والنشر، بغداد، 1980.ص9.
(***) قضاء تابع أداريا لمحافظة نينوى.
28. طه حمادي الحديثي، جغرافية السكان ، المصدر السابق،ص 113.
29. الأمم المتحدة, المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لعام 1994، إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة للنشر، نيويورك، 1995.ص 21.
30. عبد الفتاح وهبية ، في جغرافية السكان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1979، ص 83.
31. BBC News. Middle East Iraqi child death rates Soar, op cit,p:2.
32. زكي يونس فاروق، الخدمة الاجتماعية والتغير الاجتماعي، ط2، دار الثقافة العربية للطباعة والنشر، القاهرة، 1978، ص92.
(****) نجد في هذا السياق ان الدستور العراقي وفي المادة (11) منه اكد على " ان الأسرة نواة المجتمع وتكفل الدولة حمايتها ودعمها وان الدولة ترعى الأمومة والطفولة"
33. نجم عبود نجم، نحو إستراتيجية الرعاية الاجتماعية لأطفال العراق، الندوة العلمية الثانية بغداد، 1989، ص 15.
34. جمعية الاقتصاديين العراقيين، تقرير التنمية البشرية في العراق لعام 1995، مصدر سابق،ص 7.
35. Rubies Adnan, A.L. and Rawa hadram, U.K. ,infant Mortality in Iraqi Medicine jornar. Vol. 22,No 1-2,p:36.

36. اسعد محمد عطية، مؤشرات خصوبة سكان دول مجلس التعاون الخليجي، المجلة العربية ، الدراسات الأمنية والتربوية، ع 24، مجلد 12، الرياض، 1997، ص 60.

37. جمعية الاقتصاديين العراقيين، تقرير التنمية البشرية في العراق لعام 1995، مصدر سابق،ص 8-9.
38. حنود ستيوارت، العلاقات الاجتماعية في الشرق الأوسط،ترجمة : فريد جبرائل نجار، دار الكتاب للطباعة والنشر ، بيروت، ب ت، ص64.
39. Sh.y. Sharif . pregnancy vista and under fife mortality in Mosul, professional Diploma degree community medicine, medicine collage university of Mosul 1992 , pp:70-72.
(*****) ازدادت أوضاع المجتمع العراقي سوءً بعد سقوط بغداد في 9/4/2003 على ايدي قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ، وأظهرت الدراسات الميدانية على سبيل المثال وليس الحصر ( إن أطفال العراق يعيشون في ظروف سيئة جدا لا تجد مثيلا لها حتى في أفقر دول العالم الأفريقية، فضلا عن ارتفاع الوفيات بين الأطفال وبنسب مرعبة).



المصادر والمراجع

• الاتحاد لنساء العراق، الواقع الديموغرافي للعراق ، بغداد2002.
• احسان محمد الحسن، موسوعة علم الاجتماع، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 1999.
• اسعد محمد عطية، مؤشرات خصوبة سكان دول مجلس التعاون الخليجي، المجلة العربية ، الدراسات الامنية والتربوية، ع 24، مجلد 12، الرياض، 1997، ص 60
• الأمم المتحدة, المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لعام 1994، إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة للنشر، نيويورك، 1995.
• الأمم المتحدة، طرق إسقاطات سكان الحضر والريف، قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، نيويورك، 1998.
• الأمم المتحدة، منظمة الصحة العالمية (اليونيسيف)، دراسة تأثير الحصار على صحة أطفال العراق والإجراءات المتخذة لنهوض الأسرة العراقية، 2001.
• إيمان عبد الوهاب موسى، الآثار الاجتماعية للطلاق، رسالة ماجستير (غير منشورة) في علم الاجتماع، جامعة الموصل، كلية الآداب، الموصل، 1998.
• جريدة البيان ، ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال العراقيين، لندن ، 1999 .
• جمعية الاقتصاديين العراقيين، تقرير التنمية البشرية في العراق لعام 1995، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) العراق، 1995.
• حنود ستيوارت، العلاقات الاجتماعية في الشرق الأوسط، ترجمة : فريد، جبرائل نجار، دار الكتاب للطباعة والنشر ، بيروت.ب ت.
• رواء زكي الطويل، الأبعاد الصحية للحصار على العراق، مجلة أم المعارك، العدد 22، بغداد, 2000.
• زكي يونس فاروق، الخدمة الاجتماعية والتغير الاجتماعي، ط2، دار الثقافة العربية للطباعة والنشر، القاهرة، 1978.
• شبكة إعلام العراق، المنظمات والطفولة، 2002 .
• فنار سالم عطوان، تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية في وفيات الرضع خلال فترة الحصار الاقتصادي، رسالة ماجستير في علم الاجتماع (غير منشورة)، جامعة بغداد، كلية الآداب، 2001
• طه حمادي ألحديثي، جغرافية السكان، دار الكتب للطباعة والنشر، الموصل، 2000.
• عبد الفتاح وهبية ، في جغرافية السكان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1979.
• عبد المجيد على الصابونجي، الخدمات الصحية الريفية والتأمين الصحي ، دار المثنى للطباعة والنشر، بغداد، 1980.
• فاخته شاكر رشيد، الحقوق الاقتصادية للأسرة العراقية في ظل الحصار ، بحث مقدم إلى الاتحاد النسائي العربي العام، ندوة العائلة العربية في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، بغداد، أيار 1994.
• المجلس العربي للطفولة، التقرير السنوي لواقع الطفل العربي لعام 1993، المركز المصري العربي للتصميمات والطباعة، القاهرة، 1993.
• محمد الغريب عبد الكريم، سيسيولوجيا السكان، المكتبة الجامعية الحديثة، الإسكندرية، مصر، 1982.
• محمد طه الغنام، تحليل أنماط واتجاهات وفيات الأطفال حديثي الولادة والولادات الميتة في العراق، رسالة ماجستير في علم الإحصاء (غير منشورة) جامعة بغداد، كلية الإدارة والاقتصاد، 1983.
• محمد عبد الهادي دكله واخرون، المجتمع الريفي، دار الكتب للنشر و الطباعة ، الموصل، 1979.
• ناهده عبد الكريم حافظ، الخدمات الاجتماعية المقدرة للطفولة وتطبيق اتفاقية حقوق الطفل ، بحث مقدم إلى مؤتمر هيئة الرعاية والطفولة في العراق، بغداد،2000.
• نجم عبود نجم، نحو إستراتيجية الرعاية الاجتماعية لأطفال العراق، الندوة العلمية الثانية بغداد، 1989.
• يونس حمادي علي، مبادئ الديموغرافية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، 1985.

• .
• BBC News. Middle East Iraqi child death rates Soar, 2000.
• Rubies Adnan, A.L. and Rawa hadram, U.K. ,infant Mortality in Iraqi Medicine jornar. Vol. 22,No 1-2 .
• Patrick s D.. and other. Sociology and applied medicine Bailliere, London 1982 .
• Sh.y. Sharif . pregnancy vista and under fife mortality in Mosul, professional Diploma degree community medicine, medicine collage university of Mosul 1992 .
• Tucketat D. And at al Basic Reading Medical sociology Taristoek London, 1978,.




#فراس_عباس_فاضل_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب ...
- قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون ...
- حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
- هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية ...
- عاجل | المرشد الإيراني: إصدار قرار الاعتقال لقادة إسرائيل لا ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فراس عباس فاضل البياتي - اطفال العراق ماض مرعب ومستقبل مجهول