أور شاي
الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 23:01
المحور:
القضية الفلسطينية
*بعد أن تبنّت مجموعة واسعة من الأوساط اليمينية الشعار بطرق ملتوية، مستغلة شعبيته في اوساط الرأي العام الاسرائيلي والمجتمع الدولي باعتباره الحل الصحيح للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، من المهم جدا فحص ودراسة نية أي شخص يستخدم هذا الشعار*
شعار "دولتان لشعبين" كان شعار الحملة الانتخابية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في العام 1981. وحتى هذا اليوم ، هذا الشعار يقود مظاهرات السلام. ولكن مع استخدم هذا الشعار من قبل الحزب الشيوعي والجبهة، قامت مجموعة واسعة من الأوساط اليمينية باستعمال نفس الشعار بطرق ملتوية، مستغلة شعبيته في اوساط الرأي العام الاسرائيلي والمجتمع الدولي باعتباره الحل الصحيح للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. لذلك، فإنه من المهم جدا فحص ودراسة نية أي شخص يستخدم هذا الشعار "دولتان لشعبين" :
1. عندما قال زئيفي اليميني المتطرف "دولتان لشعبين" ، كان يقصد اسرائيل من البحر إلى النهر ، نظيفة من العرب ، ونقل (ترانسفير) الفلسطينيين من إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلى الأردن. وعلى الرغم من الاستخدام اللئيم لهذا الشعار، فإن هذا لا يقلل من أهميته.
2. عندما يقول ليبرمان "دولتان لشعبين" ، هو في الواقع يعني أن الدولتين في فلسطين - فلسطين الانتدابية، ولكن أيضا يهدف الى إلغاء مواطنة المواطنين العرب، و"نقل ثابت" لأكبر عدد ممكن من المواطنين العرب، رغم انه اعلن انه لن يتم التوصل الى اتفاق سلام في الـ 16 عاما المقبلة على الأقل،. ووفق ما يقوم به ليبرمان قد لا يحصل على دولة من البحر إلى النهر، انما "نظيفة من العرب".
3. عندما يقول رئيس الوزراء نتنياهو "دولتان لشعبين" ، يقصد بذلك الحد من الضغوط الدولية والمعارضة الداخلية، وخلق انطباع زائف من التقدم السياسي. ولكن بما انه لا توجد نية جدية من وراء هذه التصريحات، فلا يوجد اي سبب لتحليل المستوى الإيديولوجي لها، لذلك سنمضي قدما.
4. عندما تقول تسيبي ليفني "دولتان لشعبين"، فانها تعتزم اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ، ولكن من منطلقات يمينية، وهي تستعمل هذا الشعار بطريقة مشوهة لتبرير استبعاد المواطنين العرب في إسرائيل. وفق طريقتها، لا استبعاد المواطنين العرب بطريقة زئيفي، وليس انكار والغاء حقوقهم مثل ليبرمان، ولكن إنكار الحقوق القومية والثقافية.
ما تراه ليفني هو منح حقوق متساوية للمواطنين العرب في إسرائيل كأفراد، وليس المساواة في الحقوق الجماعية. بكلمات ليفني : "إن إقامة الدولة الفلسطينية هو تعبير وطني لأبناء الشعب الآخر، وكل مواطن بامكانه الاستمرار والعيش هنا، والاستمرار في العيش كمواطن له حقوق متساوية ، ولكن التعبير عن الانتماءات الوطنية متاح في مكان آخر". (من خطاب ليفني في يافا 21.1). إلداد يانيف ، مؤسس "اليسار الوطني" ، يوافق ليفني الرأي:
"عندما نقول حل الدولتين نحن نتحدث عن دولة قومية للشعب اليهودي، دولة ديمقراطية تمنح المساواة الكاملة المدنية للعرب واليهود، ولكن تقرير المصير للفلسطينيين في وطنهم" (من اقوال يانيف في 30.6 في مؤتمر في موديعين).
لليفني صورة "المعتدلة"، ولكن الموقف الذي تتبناه هي وإلداد يانيف هو موقف عنصري. هذه عنصرية ترتدي حلة من "التنوير" ، وهذه العنصرية تصف نفسها بأنها في "المركز" أو "اليسار"، هذه العنصرية أقل تطرفـًا من ليبرمان وزئيفي - لكنها ما زالت عنصرية. يناضل اليسار في جميع أنحاء العالم التي من أجل حقوق الأقليات القومية والمهاجرين في حقهم لتطوير ثقافتهم، وحماية لغتهم والحفاظ على تراثهم الوطني. وما هو صحيح بالنسبة للمهاجرين، يجب ان يكون أكثر من ذلك بالنسبة للأقليات الأصلية، من حيث حماية حقوقها الوطنية والثقافية، وكل الحقوق الجماعية، خاصة وأن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان تحمي هذه الحقوق، لأن الثقافة والهوية الوطنية حاجة إنسانية في هذا الزمن الذي نعيش فيه.
الجبهة أيضا مثل باقي اليسار في أي مكان في العالم، تدعم حق الأقلية القومية العربية في إسرائيل لتحقيق المساواة الكاملة كأفراد وكمجموعة قومية على حد السواء. ملخصات المؤتمر الـ 25 للحزب الشيوعي، والوثيقة الأخيرة من احدى اهم المركبات في الجبهة، تعرّف الحل الواقعي لهذه المسألة: دولة تعبر عن حق تقرير المصير لليهود في إسرائيل، وتعترف بالمساواة الكاملة للأقلية العربية الفلسطينية التي تعيش فيها ، كمواطنين وكمجموعة قومية. دولة داخل الخط الأخضر، تتحرر من الاحتلال ومن السيطرة على مواطني دولة فلسطين التي ستنشأ بجانبها.
كما ذكرت سابقًا، شعار "دولتان لشعبين" ولد في حملة الجبهة الانتخابية في مطلع الثمانينيات، وعند ولادته، كان خارج الاجماع : الليكود لا يزال يؤمن بأرض إسرائيل الكبرى ، والعمل سجين لمفهوم إرجاع الضفة الغربية إلى الأردن، وفي هذه الحالة ، الحزب الشيوعي وحده، بوصفه حزبا ماركسيا يرفض الفكر الصهيوني، يملك الشجاعة لاستخدام هذا الشعار بمفهومه الحقيقي. ولكن "دولتان لشعبين" اصبح اليوم شعارًا يتفق عليه الكثيرون غيرنا. ففي اليمين يتبنونه بعد افراغه من مضمونه، ولكن اليسار الصهيوني اعتمده أيضا كموقف سياسي. الحزب الشيوعي يسجل إنجازًا بعد تبني الكثيرين من معسكر اليسار هذا الشعار، واعتماد مواقف مماثلة بالنسبة لإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وفي قضايا المساواة المدنية، الاجتماعية والقومية للأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل.
#أور_شاي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟