|
طموحات الدولة العبرية والانظمة العربية المجاورة من أستمرارية تصاعد الأزمات الامنية في العراق
خالد سليمان القرعان
الحوار المتمدن-العدد: 935 - 2004 / 8 / 24 - 08:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تختلف كثيرا البنية الاستراتيجية التي تجتمع فيها منظومة إقليم الشرق الأوسط الحديث ؛ المتمثلة بالدولة العبرية ، والأردن ومصر وسوريا ؛ اتجاه مصالحها : فيما يحدث من تطورات في العراق والخليج العربي ، بعد دخول الولايات المتحدة ، إلى المنطقة الشرقية من العالم العربي الإسلامي بصفة عامة ، حيث تشكلت أغلب هذه الدول على حساب عدم استقرار العراق في مراحل متعاقبة من تطورها ؛ أي منذ انهيار نظام فيصل الملكي ، حتى ظهور وحكم النظام الشيوعي في عهد عبد الكريم قاسم ونظام البعث الاشتراكي في الحقبة الأخيرة ؛ وهذه الحقب التاريخية هي المراحل التكوينية للدولة العبرية والأردنية وباقي البلدان العربية الأخرى بما فيها نشوء دول وأنظمة الخليج العربي من السعودية حتى الكويت وساحل البحر الأحمر وصولا إلى سواحل عمان ؛ وفيما لو تتبعنا نشوء ونهضة هذه البلدان لأدركنا حقيقة التماثل التكويني في نشوءها في الوقت الذي كان فيه العراق خاضعا لمرحلة التكوين الداخلي الأولى أبان حكم الملك فيصل بمساعدة بريطانيا ؛ وحتى المرحلة التكوينية الأخيرة في ظل نظام صدام حسين ؛ ولان التاريخ يعيد نفسه على حساب المتغيرات الشرق أوسطية فلا يختلف الأمر كثيرا الآن من اجل تجسيد هذه الأنظمة جبروتها على حساب الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان على الأرض العربية ، حتى لو كلف الثمن من أجل بقاءها واستمرارها رقاب الإنسانية العربية والإسلامية جميعها ؛ خاصة بعد التداخل الأمريكي الحديث على الأرض العربية وبعد تصاعد التطورات العالمية فيما ينظر بولادة الإرهاب العربي ، كنتيجة خاطئة بسبب دعم الأنظمة الغربية المتمثلة بالإدارة الأمريكية والإدارة البريطانية وأحلافها لهذه الأنظمة العربية ، والذي يرتكز وجودها على وجود هذا الدعم .
الدولة العبرية بدورها؛ فهي لا تستطيع تجذ ير وتجسيد مفاهيمها الاقتصادية والأمنية على أرض العراق ، دون استمرار الفوضى الأمنية العارمة بين الفئات المختلفة ، وهذه هي أفضلياتها الاعتيادية الرابحة دائما ؛ إضافة إلى اختراقاتها المطلقة الاقتصادية والأمنية ، فكينونتها الافتراضية ، لا تستند أو تعتمد على الإدارة الأمريكية ؛ كعادة أنظمة الحكم العربية ، وهذه الفرضيات تركتها منذ القدم ، فلها من التجارب ما يطيف به النظام العربي ، بجميع محتوياته وحكامه ؛ منذ التجربة الأولى وحربه مع لبنان ، أو ومصر وسوريا ، وحربه مع أبناء العشائر الأردنية والفلسطينية الأخيرة عام 1967 م ، المعروفة بحرب الكرامة ؛ بحيث استطاعت ( الدولة العبرية ) من تمرير أذيالها الاقتصادية والأمنية في هذه البلاد العربية حتى الآن ، عندما استغلت الأوضاع الأمنية الغير مستقرة حين مساعدتها على تكوين هذه الأنظمة والحكومات ، وفرضها بالقوة الداخلة على شعوب الشرق الأوسط عامة ، ودول الطوق خاصة ، من اجل الحفاظ على أمنها بمساعدة هذه الحكومات وهذه والأنظمة ؛ بيد أنه يمكن دمج المصالح الافتراضية للدولة العبرية الحديثة والدول العربية الحليفة لها ، والتي لا تختلف الطموحات بينها مجتمعة ، بعد أن استحقت معاهدات السلام الأمنية والحكومية فيما بينها على :
- الحد من ومحاربة ظهور التيارات الإسلامية المعتدلة منها ، والمتشددة ؛ حيث استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية على الأرض العراقية ، سوف يفعل التنسيق والترابط بين الأمة العربية الإسلامية ، في جميع دول ومناطق الشرق الأوسط ، ويشكل مستقبلا خطيرا على النظام الأردني أو السعودي ، إضافة إلى الأخطار الحتمية ؛ التي ستتأثر بها سوريا والدولة العبرية صاحبة الرهان والاعتبار الخاسر الأول في منظومة الشرق الأوسط الحديث .
- حسابات تصب في ضعف وتنامي تناقص الدور الإقليمي للدولة العبرية أو الدولة الأردنية الممثلة بنظامها الحالي ؛ خاصة في منظومة إقليم الشرق الأوسط الحديث ، في حال توازن القوى ، والعلاقات العراقية الخليجية ، فيما يخص منطقة الكويت والسعودية والبلدان الخليجية المجاورة ، والتي ستطغى بمتغيراتها الاستراتيجية ، على المساعدات العينية والتقليدية التي تقدم ويقوم عليها النظام الأردني ، والتي تصب بالتالي في مصلحة الإستراتيجية الكبرى للدولة العبرية المفترضة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي .
- الخوف من تنامي وتفشي ظاهرة التجارة بين القطاعات الخاصة العراقية والأردنية ؛ والذي سيفعل ذلك من دور تنامي هذه القطاعات ، على حساب القطاعات الأخرى الحكومية في الأردن ؛ حيث تعتبر هذه القطاعات ( القطاع العام ) ، بقواها البشرية من أحد مقومات بقاء واستمرار النظام الأردني بالموالاة والخدمة ، على حساب القطاع الخاص ( القطاع الذي لا يخضع إلى نظام الخصخصة الحديث داخل المجتمع الأردني ) أو القطاع الذي يعتمد على الدخول الخاصة دون الوظائف أو القطاعات العسكرية الأخرى .
- الامتداد البشري والمالي والاقتصادي ، للمنظمات الأهلية العشائرية والإسلامية ، فيما بين العراق الحر المفترض ، وسكان دول الطوق المفترضة ، وتنامي ظاهرة ما تسميه هذه الحكومات ، بالإرهاب الإسلامي لدى هذه الأنظمة العربية .
- عوامل استراتيجية ، تصب في ضعف قطاع التجارة والصناعة العبري في إقليم الشرق الأوسط ودول الخليج ، في حال استقرار في حال قيام ونهضة العراق المفترض ، وخاصة في المناطق التي تخضع لمعاهدات السلام العربية الإسرائيلية .
- ما ستحول إليه هذه الأنظمة من تغييرات سياسية وأمنية من خلال ضعف موارد المياه الرئيسية والتي تعتمدها الدولة الأردنية والعبرية معا ؛ في حال الاتفاق على ترسيم وجدولة مصادر المياه ، ما بين العراق وسوريا وتركيا ( مياه دجلة والفرات )
- الخوف من هجرات الأيدي العاملة الأردنية إلى العراق الجديد ؛ حبث السياسة الأمنية الأردنية ؛ تسعى دائما إلى الإبقاء على تنامي وتفشي عاملي الفقر والبطالة ، بين الأردنيين
- الخوف من سيطرة الصناعات العراقية المستقبلية والمواد الخام وسيطرتها ، على أسواق الشرق الأوسط والخليج بشكل عام ، مما سيضعف ذلك من استمرار ووجود الأنظمة العربية المستبدة .
بعض الأسباب الرئيسية المؤثرة على وجود الدولة العبرية ورغبتها في تصعيد الأزمات الاستراتيجية في منطقة العراق خاصة والخليج العربي بشكل عام ؛ الخوف من فرضية التشكيل العربي الجديد بمساعدة الاتحاد الأوروبي ومصالحة الاستراتيجية في شبه الجزيرة العربية ، مما سيؤثر ذلك في إخلال التوازن العسكري والتسليحي ( غير التقليدي ) ، في منطقة الشرق الأوسط والذي ستكون الخاسرة فيه بشكل مباشر الدولة العبرية .
#خالد_سليمان_القرعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الامن العربي وأبعادة الاقليمية والدولية
-
رواية خطى في الظلام - الجزء الثاني
-
رواية وتمضي الارض
-
في توجهات السياسة الأمريكية والنظام العربي الحاكم
-
رواية خطى في الظلام - الجزء الاول
-
علاقة النظام العربي بالصهيونية والادارة الاميريكية
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|