أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - لماذا قتلتم جمال وأخوانه














المزيد.....

لماذا قتلتم جمال وأخوانه


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3079 - 2010 / 7 / 30 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسارع الأحداث الأمنية في بغداد ومدن العراق خلال هذه الفترة العصيبة التي يشوبها كثرة الصراع على الكراسي وتقاسم المغانم بين الكتل والأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية، والذي يعوق تشكيل الحكومة العراقية ومنع الفراغ الدستوري والأمني الذي يلف كل البلد، حيث ضرب الأرهاب في عدة مناطق ومنها مدينة الأعظمية مستهدفا عدد من السيطرات للشرطة والجيش، فلكل عمل مهما كان نوعه هناك سبب وهدف يرام الوصول له، فما هو السبب وراء أغتيال جمال طاهر العزاوي وهو شرطي في عقده الثالث وأب لطفل عمره لم يتجاوز الثماني أشهر، كان يؤدي هو وأخوانه من الشرطة التابعين لمركز شرطة الأعظمية دورية أعتيادية تستلزم منهم إدامة حفظ الأمن من المجرمين وتلبية نداء الطوارئ في حال وجود أي عمل يعكر صفو الأمن وخرق للقانون، فمن الواضح إن السبب الرئيس للأستهداف هو خلق البلبة وعدم الأستقرار وإيجاد حالة من الفوضى بين رجال الأمن والجيش، وزعزعة ثقة المواطن بمؤسسته العسكرية والأمنية، ونزع ثقة عناصر الجيش وأفراد الشرطة بأهل الأعظمية وتحميلهم مسؤولية هذا الخرق إن لم يكن المجرمون من المدينة، فسوف يبدو أنهم هم من ساعد على أيواءهم وتأمين ملاذا لهم، وهذه واحدة من العقد والحواجز التي يعمل الأرهاب على زرعها بين عموم منتسبي القوى الأمنية والشعب العراقي، عبر ضرب مناطق تضم بين طياتها بُعد طائفي أو أماكن تلم شمل العراقيين من طوائف ومذاهب مختلطة ومن ثم الأنتقال الى مخابئهم بعيدا عن المناطق المستهدفة لتقع تلك المناطق تحت طائلة القانون بشكل يوحي بأنها هي الملامة على ما يجري، ويجب الأنتباه لهذه اللعبة، التي طالما فعلتها القاعدة وأذنابها في العراق عدة مرات من خلال الضرب في الفلوجة والموصل وديالى وبغداد وسامراء وصلاح الدين ومن ثم التنقل بين هذه المدن، ليخفوا حقيقة ما يقومون به، وكذلك فأن أستهدافهم لهذه المنطقة بالتحديد وبهذه الهجمة الموجهة والعنيفة والهمجية التي بانت ملامحها من خلال عملية الأغتيال البشعة، والتي أزدادت هجميتها بحرق أجساد رجال الشرطة، بتفجير عجلاتهم وهم بها جرحى أو مغدورين.
أن الأهداف من وراء سلسلة الهجمات من ضرب مكتب قناة العربية وما تبعها من تفجيرات في عدد من المناطق والمناسبات الدينية كان أولا في أن استغل الأرهاب الطرق والتقنيات المتعلقة بحرب المعلومات النفسية والسياسية لتحقيق أثبات الوجود وبأنه مازال قويا في الساحة، وثانيا استغلالهم حقيقة أن وسائل الأعلام تميل إلى التركيز على الحوادث الدراماتيكية المثيرة التي تخلف الخسائر الكبيرة، والتي تعطي أهمية إعلانية كبيرة، مهاجمة شرعية الحكومة وعملية البناء. أغتيال رجال الدين والوجهاء والقادة، تخويف وتدمير القوات الأمنية والعسكرية.تخويف ومهاجمة مسؤولي الحكومة والمؤسسات الرسمية، والتسبب في زيادة التوتروالصراع المذهبي.
وعوداعلى ذي بدء فأن على الأجهزة الأمنية أن تعالج خلل حصولها على المعلومات الأستخبارية بالشكل الذي يؤهلها للقيام بمهامها بصورة تزرع الأطمئنان بنفوس العراقيين وليس العكس، العمل على نيل ثقة المواطن وبالطريقة التي تساعد أجهزة الشرطة والجيش والأمن على الحصول على المعلومة الأمنية بشكل طوعي وهو من يسارع للمساعدة في التخلص من المجرمين، بذل جهودا أكبر للحصول على التقنيات التكنولوجية اللازمة لجمع المعلومات وتصنيفها بدلا عن وضع الحواجز الكونكرتية، زيادة تدريب أفراد الأجهزة الأمنية والتي من الواضح بأنها كانت ضربة مفاجأة لم يكن رد الفعل بالحجم المناسب لها، ولم يكن بالصورة التي توحي بأن منتسبي الجيش والشرطة على درجة عالية من التدريب، الأستفادة من غرف العمليات المشتركة وزيادة خبرة العراقيين العاملين فيها وإن لم نرى الكثير منها. أتباع السياقات القانونية واللالتزام بالأوامر العسكرية في تنفيذ الأعتقال والضبط والمداهمات حفظ على أرواح العراقيين، وكسب تعاطفهم وأنسجامهم مع تطبيق القانون وليس التذمر منه.
والنتيجة النهائية هي أن التجاذبات السياسية بين الكتل والائتلافات الفائزة قد ألقى بظلال قاتمة على المشهد العراقي الذي يتذمر كل يوم من طول أنتظار رؤية حكومة عتيدة تساعده ولا تتاجر به.

*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوح على السيادة والتفريط بها
- -شر الناس السياسيين إذا تفيقهوا-
- من سيكون صانع الملوك
- منكر ونكير...وتشكيل الحكومة
- سور بغداد العظيم..يعاد من جديد
- حرية التعبير مستباحة بين الإعلاميين أنفسهم
- على أمريكا ... المسؤولية يا بايدن
- بونا بين الخرافي.. الطبطبائي .. صنيدح
- إزداوجية تعامل أجهزة الدولة
- من هو ...الناخب المنتظر
- تشتت الخطاب الاعلامي
- السياسيون يزايدون والعراقيون ينتظرون
- الضغوط الخارجية والتلويح بها
- أوباما يوشك أن يُخدع
- العدالة الأمريكية العمياء
- الأسئلة الحرجة: التحدي المستقبلي لحروب العراق وأفغانستان - ب ...
- كم قريبا سيكون آمن؟ تطور القوات العراقية وأساس ظروف انسحاب ا ...
- عصا مجلس النواب السحرية
- ممثلي الشعب من يمثلون رجاءً
- موقف الساسة العراقيين والعرب من الخلاف السوري العراقي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - لماذا قتلتم جمال وأخوانه