أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!














المزيد.....


مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 10:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحقيقة أن المشكلة ليس مبالغاً بها، فعمالة الأطفال ظاهرة استفحلت وامتدت لتشمل جميع المهن ولها وجه آخر في قطاع غزة بعد أن انخرط الأطفال على مختلف أعمارهم وعلى نطاق واسع في أداء أعمال مختلفة ومتعددة في إجازة الصيف، وأصبحوا يعملون أعمال شاقة ومرهقة وخطيرة، منها البيع في الطرقات وعلى أبواب المساجد والمحال وعلى الأرصفة ويجوبون، ويركضون هنا وهناك وراء المارة وبين السيارات المسرعة وعلى شاطئ البحر ينتظرون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة ليبيعوا ما لديهم من بضائع ومأكولات، يزاحمون، وينافسون بعضهم البعض، وآخرون اندمجوا في مساعدة ذويهم في المصانع والمتاجر والمطاعم والورش والأسواق الشعبية، والبعض الأخر وجد في مهنة العتالة رزقاً مربحاً، وفي أخطر تلك الأعمال هو انتشار أعداد كبيرة من الأطفال المتجولين قرب الإشارات الضوئية وفي الأماكن العامة، وقد لفت انتباهي بشدة مشاهدة أحد الأطفال الذي لا يتجاوز عمره الخمسة أعوام يحمل بين يديه مثلج البراد ويتوسل المارة أن يشتروا منه..!

لم تقتصر عمالة الأطفال على الذكور فقط بل أمتد أيضاً ليشمل الإناث، لكن بسبب طبيعة المجتمع الذي لا يسمح بدفع البنات للعمل في الشارع خوفاً عليهن من المخاطر كما هو متعارف، لكن من خلال مشاهدتي لأطفال من البنات لا تتجاوز أعمارهن السادسة، الأولى كانت تعمل ببيع الملابس والثانية كانت تحمل في يدها بعض البالونات وذلك في متنزه حي الشجاعية بمدينة غزة تتوسل المتنزهين للشراء، لتتضح خطورة الآفة التي تنتشر يوماً بعد يوم.

وآخرون بحثوا عن وسائل رزق في بلد تتفشى فيه البطالة والفقر والحصار والنمو السكاني، إلى جانب الفراغ العائلي، وباتوا يؤدون أعمالاً قاسية ومحفوفة بالمخاطر والأمراض حيث يقلبون طوال النهار الحاويات ومكبات النافيات فيجمعون المخلفات بما يمكن الاستفادة منه في إعادة تصنيعه وبيعه، وقد كان ثلة من الصبية ركنوا عربتهم الكارو وأخذوا ينقبون كأنهم يبحثون في مناجم للفحم على "إبرة في كومة قش" ليجمعون الحصى، بينما ثانٍ أخذ يكربل التراب بغربال ليفصل الحصى عن التراب، ومن ثم بيعه إلى مصانع الطوب أو الكسارات المنتشرة في قطاع غزة..! وإجمالاً تشكل هذه الأعمال ضرراً بالغاً على صحة الطفل وعلى نموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي، وتؤدي إلى الانحراف السلوكي، وتترك أثاراً أخرى على مستقبله، وربما تحدد مصيره التعليمي والمهني .

ليست هذه الحالة الوحيدة لعمالة الأطفال التي بتنا نشهدها في جميع الأماكن دون استثناء، فهناك أعمال متعددة يقومون بها الفتية الذين ينتظرون إجازة الصيف بفارغ الصبر بعد انتهاء العام الدراسي ليقوموا بجبي الأموال لشراء احتياجاتهم الخاصة بعد أن جعلتهم الظروف مسؤولين عن أنفسهم وذويهم مقابل مبلغ مالي يسد به رمق عائلتهم الفقيرة.! لكن المفاجأة اليوم هو إقحام المرأة إلى سوق العمل الشاق، متحملة قسوة الحياة وهمومها من أجل لقمة العيش التي يخطئ من يظن بأنها سهلة المنال في زمن الجوع والفقر لتزج نفسها في عمل لا يقدر على أدائه إلا الرجال الأقوياء والأشداء، فمن جديد العمل المنتشر الذي يجوب قطاع غزة، وهو جمع الحصى والحجارة والحديد ومواد البلاستيك التالفة وبيعها لإعادة تصنيعها.

تعجبت لأمر المرأة حينما أبدت لي رضاها واعتزازها بالعمل طالما أنه شريف ولا يدفعها للتسول والمذلة، مضيفةً أنها تخرج كل يومٍ باكراً للعمل، فعندما تشاهد طوبة أو تصل منطقة بها كومة من الركام تقوم ابنتها ذات السبعة أعوام بمتابعة قيادة عربة الكارو بينما هي تقوم بحمل الحجارة ومخلفات الهدم من ردم وتضعها على العربة الكارو وهكذا حينما تجمع كماً لا بأس به تذهب إلى أحد الكسارات وتبيع ما جمعته من مخلفات، أما مواد البلاستيك فهي تضعها في كيس آخر وتبيعه إلى مصانع البلاستيك.
ونتساءل في النهاية أليس من حق الطفل أن ینمو طبیعیاً وأن يعيش طفولته ویتمتع بخیرات المجتمع في أجواء الحریة والكرامة والترفيه واللهو ويلقى الرعاية الأسرية من الحب والاستقرار الذي يحتاجه بقوة في سني حياته الأولى.؟‏

كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبرمان ينطق على المكشوف
- حفل حمساوي في بيت فتحاوي
- التوك توك أصبح في مدارس تعليم قيادة المركبات
- ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة
- هل هناك تهدئة أم إدارة صراع مع الاحتلال..؟
- هل ستدخل الجماعة السلفية النظام السياسي الفلسطيني.؟
- من المسؤول عن وفاة زايد في مستشفى الشفاء بغزة؟
- قنابل موقوتة تنفجر وسط غزة.!
- شريان الحياة 4 ستقوده فتح من الضفة إلى غزة
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطر !
- عام على حرب غزة والمأساة مستمرة.!
- كيف يمكن التغلب على الجدار الفولاذي مع مصر.؟
- وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!
- الجريمة في المجتمع الفلسطيني تدق ناقوس الخطر.!
- احذروا تصريحات هذا الشيطان الماكر..!
- في ذكرى استشهاده ..عرفات كما عباس لم ينجح في إقناع حماس.!
- إعلان استقلال فلسطين هو يوم وطني مقدس
- الجهاد وفتح علاقة تاريخية مظفرة بدماء الشهداء
- قناة الجزيرة تصنع الملهاة وتحارب المشروع الوطني الفلسطيني.!
- معركة وقف الاستيطان الرئيس يستغيث .!


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!