أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق سالم - الوهم والمتوهمون














المزيد.....


الوهم والمتوهمون


صادق سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 12:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الوهم هو أن تسمع أو ترى أو تشعر وتحس بأشياء ليست موجودة بالحقيقة سوى بخيالك , ونتيجة لذلك تكون أعمالك وردود أفعالك بعيدة جدا عن ارض الواقع والتي بدورها قد تؤذيك وتؤذي من حولك .وحسب رأي فان هناك أنواع كثيرة للوهم منها الوهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي والديني ....الخ . وذلك حسب المكان أو العمل الذي يشغله الإنسان المتوهم .
ولعل الوهم الديني يعتبر من اخطر أنواع الوهم لما له من تأثير كبير في سلوك الإنسان . فالإنسان بفطرته منقاد للدين ويتأثر به تأثر كبير فبالدين يعمل وبالدين يتكاثر ( يتزوج ) وبالدين يقتل ( يقاتل ) وبالدين يضحي بنفسه ( يستشهد ) وأيضا بالدين ممكن أن يفعل المستحيل بنفسه أو مجتمعه . وعليه سنركز هنا على هذا النوع من الوهم وربما سيكون لنا مقال أخر مع بقية الأنواع تباعا .
فيمكننا ان نعرف الوهم الديني هو أن تشعر وتحس انك وصلت إلى مرتبة في الدين هي بالحقيقة أعلا بكثير مما أنت عليه فعلا فتقوم بالتحليل والتحريم كيفما تشاء وتفسر فتاوى وأوامر المراجع كيفما يفسره وهمك وليست حقيقة الأمر أو الفتوى .
أما المتوهمون فهم نوعان .
الأول هو المتوهم الناتج بعد عملية غسيل المخ التي تحول الإنسان إلى آلة مطيعة ومنفذة لأي أمر مهما كان وتحول عقل الإنسان إلى حجر لا يفقه شيء . وطبعا غسيل المخ هذا تنفذه أجهزه خاصة وبوسائل كثيرة , منها تحريف معاني القران الكريم والسنة والأحاديث الشريفة وتزوير الكثير من الروايات والكتب الدينية , وهذا التحريف يكون متعمدا بغية تنفيذ أجندة سياسية ودينية ( أو دينية سياسية ), وعادت الفئة المستهدفة من عمليات غسيل الدماغ هذه هم الأشخاص ذوي التعليم البسيط وفي المناطق المتخلفة, ولعل الذي يفجر نفسه في سوق شعبي أو حافلة تقل مدنيين أو الذي يحمل السلاح ويقاتل دون أن يعرف على من يطلق الرصاص أو لماذا , خير مثال على هؤلاء .
أما النوع الثاني من المتوهمين فهم الذي يحسبون على فئة المثقفين , حيث إنهم عندما يتعلمون مجموعة من المصطلحات الفقهية وبعض التفاسير ويسمعون بعض المحاضرات ويقرئون بعض الروايات الدينية والأخطر إذا درسوا في المدارس والحوزات الدينية سنة أو سنتين يضنون إنهم وصلوا إلى مرحلة لا ينبغي أن يناقشهم فيها احد وإنهم امتلكوا الدين كله , ولكن حقيقة الأمر إنهم نعم قد تكون لديهم الكثير من المعلومات الدينية لكنهم يتعاملون معها تعامل المعلومة العلمية المجردة ( وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) الحجرات14 والتي لا تؤثر فيهم نفسيا وروحيا , فعندما يحدثك بالحلال والحرام وأوامر المرجعية يناقشك كما يناقش معلومة علمية لا يتأثر فيها أبدا فتراهم يعملون وفق ما صوره لهم ضنهم ووهمهم وقد يجتهدون غاية الاجتهاد ويبذلون الوقت والمال والتفكير لكن في الطريق الخطأ بل المعاكس تماما للحق .
ولان المرجعية مرتبة لا يستطيعون الوصول إليها وأيضا من الصعب أن يقنعوا الناس إنهم خير منها ( حسب ضنهم ) فتجدهم يحاولون جاهدين وبصورة مستمرة وخبيثة بالكلام والكتابة والأفعال تسقيط المرجعية وتشويه سمعتها وبث الدعايات المغرضة عنها بل قد يستعينوا ببعض معلوماتهم الفقهية والتي فسروها كما صورها لهم ضنهم النيل من مرتبة المرجعية , كل هذا لكي يكونوا هم الأصح وهم الذين لا تجب مناقشتهم ولا مجادلتهم لأنهم يعرفون الكثير من الحكايات ( الروايات ) ويمتلكون الكثير من المفردات العلمية ( الفقهية ) .
المشكلة الحقيقية هنا إنهم يضنون أنفسهم يحسنون صنعا وقد قال جل من قال فيهم

{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104



#صادق_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد
- الدين والسياسة
- عواصف انتخابية
- يوم رأوكي
- لأجل عينيك
- لاجل عينيك
- يوم رأوك
- يأس
- الادارة بين القيادة والاستشارة
- مفارقات اتخابية
- نداء الروح
- شوق الحبيب
- مولدات الجريمة
- اجتماع عائلي ديمقراطي
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق سالم - الوهم والمتوهمون