شمال علي
الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 16:58
المحور:
سيرة ذاتية
لقد أغمضت ليلى محمد (منى علي) عيناها و تركتنا مضطرة إلى الأبد... تركتنا ليلى وترَكَنا قلبها المليء بالأمل و الحب، ولكن لن تتركنا ذكريات حماسها و نضالها الدؤوب بيننا. لن تهجرنا صور طيبتها وابتسامتها وصدى كلماتها وهتافاتها التي كانت الحناجر المقهورة ترددها و تصدح بها في شوارع و أزقة بغداد. نقاط كثيرة التقت فيها الشيوعية العمالية بالنضال اليومي للمضطهدين والمحرومين في المجتمع، كانت وستبقى ليلى محمد عنواناً لأكثر تلك النقاط إضاءة.
لن تختفي صورة ليلى في مخيلتنا ومخيلة من تعرفوا عليها وتعلقوا بها و لن تنساها المجمعات السكنية للمشردين في بغداد. لن تنساها خدود طفلة المجمع التي جائت تشكي والدتها عند ليلى ..."ست ليلى! بارحة امي ضربتني، كلتلها راح اشتكي يم ست ليلى... يالله عافتني"، ولن تنساها آمال المسن المقعد الذي لم يبقى لديه سوى الأحلام سلواناً: "ست ليلى آني أتصور رئيس العراق في المستقبل راح اتكون أمرأة و آني راح أرشحك إلك"، ولن تنساها النساء والمرضى في مجمعات المشردين في مدينة الشعلة التي كانت ليلى ترافق الأطباء المتطوعين لفحصهم وعلاجهم، و لن تنساها الأرجل الحافية لأطفال مجمع السلام والزهراء وفرحتهم بالأحذية الجديدة التي وزعتها عليهم "ست ليلى".
صعب علينا كثيراً ان نودعها، صعب على الحياة نفسها أن تودع شخصاً كانت تحبها بل تعشقها، كما كانت ليلى. لكن كم كان ذلك سيصبح اكثر صعوبة لو لم تعش ليلى حياتها بذلك المعنى العميق، لو لم تضفي على ايامها كل تلك البهجة و تكافح لحظات اكتئابها بمرحها و ضحكها، لو لم تعوض عن حرمانها وحرمان جل من حولها بسعيها و نضالها الدؤوب وتفانيها من أجل التحرر والمساواة. عاشت ليلى بنبل و رحلت ايضاً بنبل، وستبقى ذكراها خالدة خلود قيم و اهداف ناضلت من أجلها.
27.07.2010
#شمال_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟