خليل اندراوس
الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 10:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لسنا دون أحد حرصا على قضايانا الوطنية القومية أو الطبقية، والثقافية الاجتماعية أو قضايا السلام العادل في المنطقة والعالم، ولسنا دون أحد، إيمانا بالمساواة والعدالة الاجتماعية، ولسنا دون أحد حرصا على وحدة الجماهير الشعبية الواسعة، وخاصةً الطبقة العاملة وحلفاءها من أجل بناء مستقبل جديد تسوده العدالة والمساواة والسلم، وبناء مملكة الحرية على الأرض.
ولكننا نختلف كثيرا مع الآخرين في أساليب وطرق النضال المؤدية الى هذه الغايات والمطالب والأحلام، وأقول أحلام لأن أحلامنا تنبع من أرض الواقع، ولذلك نعمل من أجل تحويل الحلم والأحلام الى واقع، من خلال وضوح الرؤيا، والفكر، والفلسفة والممارسة النضالية المثابرة، بعمل جماهيري شعبي واسع تسوده الحرية والمشاركة لأوسع فئات المجتمع، فتجربة التاريخ تعلمنا بأن الثورة والحرية تحدثها الشعوب المناضلة من أجل حقوقها وليست الشعوب التي تدخل مع مستعمريها أو محتليها في مساومة على حريتها واستقلالها وليست تلك الشعوب التي تسير "وراء" هذا "الزعيم" "المتوطن" أو "المستورد" أو "موزع الأموال" أو "المتمسح" بالرموز، أو خلف مطلقي الشعارات الرنانة فارغة المضمون والرسالة أو "المنافق" أو الذي يستغل "ثوبه" إن كانت "عمامة" أو "فلوسة"، لأن الشعوب التي فعلت ذلك وقعت وثيقة عبوديتها وتهميشها. فالمساومة على الحرية وعلى الدور النضالي للجماهير الشعبية ضد الاحتلال، أي احتلال، ورفع شعارات المقاومة الشعبية "السلمية" أمام جرائم الاحتلال أي احتلال طرح أقل ما يمكن أن يوصف بأنه ضيق الأفق وانهزامي لأن استمرار الاحتلال بحد ذاته جريمة حرب وجريمة إنسانية فكم بالحري عندما يكون الاحتلال يمارس سياسات الاستعمار الاستيطاني الكولونيالي، ويهدم البيوت، ويبني الجدار العازل، وينفي وجود الشعب الآخر من خلال سياسات وأيديولوجيات عنصرية تستند الى فلسفة الميتوس الخرافة- خرافة أرض الميعاد، فأشكال النضال تفرض على الشعوب المستعمرة، وهي أي الشعوب تحديد أساليب وطرق المقاومة الشعبية سلمية كانت أم غير سلمية، لذلك علينا أن نعمق في ضمائر الجماهير الشعبية الواسعة الثقة بالنفس، والإيمان الثوري بقدسية الحرية وحتميتها.
هناك الكثير من القيادات فتنتها الإغراءات، وتراجعت أمام غطرسة القوة، أو جعلت من "الطغاة" أو الانتهازيين" أو "تجار القضية" أو من "التأمرك" مقياس للفضائل، فصارت تحت حماية الأجهزة الرسمية، ولبست أحدث الموديلات، وركبت أحدث السيارات، دون أن تحرر الأرض أو الفكر من براثن الفساد والطغاء وتجار قضايانا الوطنية.
#خليل_اندراوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟