|
ليس كل محمد برسول
محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 934 - 2004 / 8 / 23 - 11:38
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
(*) للبيت رب يحميه، كلمات قالها عبد المطلب، جد النبي محمد (ص) و سادن الكعبة المكرمة، قالها بعد أن عرف بوصول جيش ابرهة الحبشي بأفياله و بعدده و عدته. لم يكن باستطاعة عبد المطلب مقاومة ذلك الجيش و ردِّه، فجمع أهله و حاشيته و ذهب بعيدا عن مكة ، إلى شِعابها، بعد أن قال كلماته المشهورة التي أذكرها ثانية: للبيت ربٌّ يحميه. فهل كانت كلمات عبد المطلب حكمة؟ و هل كان ابتعاده إلى شِعاب مكة و عدم مقاومة العدو هو اعترافا بالواقع و انتظارا ليوم أفضل؟
(*) كان أبوه محمد محمد صادق الصدر أحد المنافسين لعلي السيستاني، و غيره، لاستلام مقعد المرجع الديني الأعلى في حوزة المرجعية الشيعية. و قد استغل البعثيون الدمويون فرصة المنافسة فدخلوا في "معركة" التعيين و أظهروا أنهم مع الصدر باعتباره من أصل عربي و ضد السيستاني لكونه ذا أصل فارسي. لقد سجّل الصدر - الثاني- شريط فيديو بيَّن فيه مواقفه و شرح بعض نقاط "برنامجه" و وزعه على أتباعه و أصدقائه. و قد استغل البعثيون هذا الشريط فقاموا هم أيضا بتوزيعه على طريقتهم. لم يكن عمل البعثيين هو دعم للصدر أو حسن نية تجاه المرجعية الشيعية، بل على العكس فقد كان ما يريدونه هو ضرب أفراد الحوزة الشيعية، بعضهم ببعض، و لم يكن السيستاني هو الهدف الأول فقط بل و كان الصدر أيضا. خسر الصدر معركته "الانتخابية" و ربح السيستاني، و تقبَّـل الصدر خسارته بهدوء و برحابة صدر و لم يضمر حقدا على منافسيه، و الله أعلم. و قد قُتل الصدر بأيدي البعثيين، و اتهموا بقتله شيعة آخرين، فأصدروا حكم الإعدام عليهم أيضا، و هكذا فقد قتلت عدة عصافير بحجر بعثي واحد.
(*) "سأقاتل حتى آخر نقطة دم"، قالها مقتدى الصدر الذي يُقال عنه إنه ابن للصدر الثاني. و قد يُخرج الله من الطيب السيئ، وخرج السيئ، و انتفض. فهل انتفض مقتدى لأنه معاد للاحتلال؟ أم أنه انتفض ليأخذ بثأر أبيه بعد أن فشل الأب في الوصول إلى تربع المركز الأعلى في المرجعية الشيعية؟ أم أنه يقاوم في العراق دفاعا عن إيران، التي أصبحت له علاقة جيدة معها؟ أم أن هناك احتمالات أخرى؟ إن كل الدلائل تشير بقوة إلى الحالة الثانية، و هذا لا يعني استبعاد الحالة الثالثة أبدا. في يومه الأول من ظهوره على الساحة أبان للعالم الشيعي، خاصة، إجرامه، فقتل مجيد الخوئي في صحن الأمام علي، و الخوئي كان أحد المعارضين لوالده، و أكّد بجريمته أنه لا يحترم مقدسات الشيعة و لا يهمه تدنيسها، وابتدأ بتدنيس الضريح الأول الشيعي. و لم يقف إجرامه عند تدنيس الصحن العلوي بل جلب الخراب و الدمار إلى كل المدن التي تسكنها الغالبية الشيعية، و بشكل خاص لم تنج من أعماله مدن مقدسة ككربلاء أو النجف. و لم يكتف بقتل الخوئي بل و قتل آخرين و سرق مفاتيح الضريح العلوي.
(*) لتنفيذ أعماله الإجرامية كوّن مقتدى تنظيما شبه عسكري سمّاه بجيش المهدي. فمن انتمى إلى هذا الجيش؟ كثيرا ما أتساءل: أين ذهب البعثيون الدمويون الذين كانوا يعيشون في المناطق التي يتواجد فيها الآن مقتدى؟ هذه المناطق التي يقال عنها أنها شيعية! أين ذهب الحثالة من أمثال حمزة الزبيدي و رفاقه الذين كانوا يدوسون على رؤوس أبناء انتفاضة شعبان؟ أين هم الآن؟ ألم ينضموا إلى أفراد جيش مقتدى؟ يقف الآن مع مقتدى البعثيون الدمويون، و الوهابيون- سعوديون، سوريون، اردنيون، فلسطينيون..الخ-، و حثالات المجتمع العراقي من لصوص و قتلة الذين أطلقهم صدام من السجون في أيامه الأخيرة، و يشترك إلى جانبهم أيضا عناصر من المخابرات الإيرانية. ثم و لم لا: أولئك الذين أتعبهم الجوع و الجهل من أبناء العراق الذين شردهم تجفيف صدام لأهوارهم في الجنوب فاندفعوا نحو المدن العراقية الأخرى يبحثون عن لقمة خبز.
(*) حرمة الجوامع و الأضرحة. كثيرا ما كنت أرى دخول الناس إلى أضرحة الأئمة الشيعة، و كان ما يلفت الانتباه رؤية العسكريين، ضباطا و جنودا، إذ عند دخولهم الأضرحة يديرون سداراتهم لكي تصبح العلامة العسكرية الملصوقة عليها إلى الجانب و لا تقابل الضريح، كدلالة من أنهم يحترمون المكان و يدخلون إلى بيت سلام و أمن بعيد عن كل ما يشير إلى الحرب. أما الآن ، فما نرى؟ نرى عصابات مقتدى بأسلحة الحرب و الدمار: آربي جي، رشاشات، قنابل، و غيرها.. و هذه العصابات تشهرها بكل وقاحة و صلافة و قباحة في ضريح الإمام على (ع). فهل انتهت قدسية الأضرحة؟
(*) أصبح العراقيون يكنون مقتدى بعدة كنايات، تدل على احتقراهم له، ففي البداية كانوا يكنوننه بـ -مقطاطة- و لا أعرف ما هو السبب في هذه الكناية، ثم أصبحوا يكننونه بـ-قدي- نسبة إلى الخنزيرين عدي و قصي، و قد أصبح مقتدى يقوم بأفعال شنيعة مثل صاحبيه الخنزيرين. أما الآن فأصبحت كنايته: ?ـوب، و الـ?ـوب يستعمله العراقيون لتعلم السباحة و لكي يساعدهم على عبور الأنهار، و اتخاذه واسطة لحمايتهم من الغرق. ترى لماذا أصبح الآن مقتدى ?ـوبا؟ هل لكونه بدينا؟ أم لكونه فارغا، مملوءا بالهواء، هواء النفخ الكاذب؟ إنه الآن يذكرنا بحكاية الضفدعة و البقرة!! أم أنه أصبح ?ـوبا لأنه يحمل على ظهره بقايا الدمويين البعثيين و الإرهابيين الجدد، ليجتاز بهم أنهار الدماء العراقية التي أراقوها في بلادنا؟ لقد أصبح مقتدى ?ـوبا كبيرا، و منفوخا بشدة، يحمل على ظهره و عجيزته كل ما دمره من مدننا العزيزة و كل ما أجرم بحق أبنائنا، و كل ما أراق من دماء. فهل سيتحمل هذا الـ?ـوب كل ما فعله من بلاء. أم أنه سـيُزرف و ينفجر؟
(*) سيحارب إلى آخر قطرة من دمه. قالها صدام الدموي من قبل، و قال أيضا أنه لن يترك حكم العراق إلا بعد أن يدمره و يجعله أنقاضا. قال هذا قبل أن يهرب ذلك الهروب الذي لم يقم به جبان آخر. و هرب بعد أن دمّر العراق و قتل أبناءه. و لكنه ترك لنا مقتدى ليكمل التدمير. قد أصبح البدين إبنا لصدّامِ. يواصل التدمير في بلادنا يقوم بالنهب و بالاجرامِ و أثبت مقتدى أنه من صنع صدام فأفعاله مشابهة لأفعال صدام، و تصريحاتهما و سعالهما و فساءهما متشابهة. و تثبت لنا الأيام ذلك، و قريبا سنراه أيضا قابعا في حفرة أو في سرداب.
(*) ليس كل محمد برسول، و ليس كل شخص يدعي أنه من سلالة النبي هو منها و صدام لنا مثل على ذلك، و ليس كل من ينتمي إلى هذه السلالة شخص جيد و أمين. فالحياة تثبت لنا دوما هذا. إن بعض العراقيين ، ممن أصابتهم العقدة الدونية تجاه كل من يقول أنه من هذه السلالة، يجب أن يتخذ موقفه بشكل واضح ليدافع عن العراق و شعبه: فالمجرم مجرم، مهما يكون. و اللص لص و النذل نذل. و تبت يدا أبي لهب. و أبو لهب كان عم للنبي.
محيي هادي آب/2004
#محيي_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيوعيون الزرقاويون
-
عمائم الشيطان
-
الثيران المععمة
-
على درب خالد بن الوليد
-
الجزيرة تبحث عن شرف لها
-
سيسحق العراقيون أعداءهم
-
اقرأ
-
مذبوح على الطريقة الإسلامية
-
البعثي السوري بشار يزور الاشتراكي ثباتيرو
-
نصر الله سيستعيد الأندلس، الفردوس المفقود
-
منافقو السلام يطالبون بحقوق الارهاب
-
اسرائيلي و فلسطيني في مدريد
-
أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي
-
أعطوا البعثيين حقوقهم
-
أصحاب الكهف
-
بصراحة: بمناسبة اغتيال الرنتيسي
-
هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟
-
حرية الإنتخابات و الديمقراطية
-
مؤتمر التفرقة العربية
-
بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|