أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 12 ) - الأم ماتت والجنين مات ولكن العملية ناجحة والطبيب أكثر من رائع .













المزيد.....

الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 12 ) - الأم ماتت والجنين مات ولكن العملية ناجحة والطبيب أكثر من رائع .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 17:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنا نتندر على الإنسان الفاشل والذي يغمره الفشل من أخمص قدميه وحتى شعر رأسه ويدعى ويتوهم النجاح ..بل فى بعض الأحيان كانت تزفه ميديا تروج لزيف نجاحه بقولنا : "الأم ماتت أثناء الولادة ومات الجنين أيضا ً ولكن العملية ناجحة بكل المقاييس , بل كان الطبيب أكثر من رائع ".!!
يبدو أنها لم تكن طرفة تتحلى بالسخرية اللاذعة الفنتازية بل هى حقيقة أو قل أنهم يريدونها أن تكون حقيقة تستهزأ بعقولنا ومشاعرنا وأحاسيسنا .

ما موقف الدين من الإجهاض ؟
دعونا نطرح رؤية دار الإفتاء المصرية كمرجعية إسلامية , والبابا شنوده كرأس للكنيسة فى موضوع الإجهاض ..

دار الإفتاء: إجهاض الجنين المشوه بعد بلوغه 120 يوماً «حرام شرعاً» - أبريل 2010
أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوي تؤكد عدم جواز إجهاض الجنين إذ بلغ عمره في بطن أمه مائة وعشرين يوماً وإذا حدث ذلك يعتبر قتلاً للنفس التي حرم الله قتلها.
وأكدت دار الإفتاء أنه يستوي في الحرمة الشرعية القاطعة للإجهاض ما إذا كان الحمل مشوهاً من عدمه، وأن تشوه الجنين أو ما شابه لا يعطي الحق في الاعتداء علي النفس الإنسانية إلا إذا رأت لجنة من الأطباء المتخصصين أن بقاء الحمل فيه خطر مؤكد علي حياة الأم فإنه يجوز الإجهاض سواء كان مشوهاً أم لا.
وأوضحت دار الإفتاء أنه بعد مراجعة الآراء المختلفة لعلماء المذاهب الفقهية الشرعية أن الرأي الراجح المختار للفتوي في ذلك أنه يحرم الإجهاض مطلقاً سواء قبل نفخ الروح أو بعده إلا لضرورة شرعية كأن يقرر الطبيب العدل الثقة أن بقاء الجنين فيه خطر علي حياة الأم فيجوز شرعاً إجهاضه، كما ذهب إلي هذا الرأي مجمع الفقة الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أنه عند بلوغ الحمل مائة وعشرين يوماً لا يجوز إجهاضه ولو كان التشخيص الطبي يفيد بأنه مشوه الخلقة، جاء ذلك في رد دار الإفتاء علي طلب الدكتور حمدي السيد ـ رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس الشعب ـ حول الرأي الشرعي في بعض الفقرات الخاصة بالإجهاض في مشروع المسئولية الطبية.

أما موقف البابا شنوده فلم يختلف مع الموقف الإسلامى بل تطابقت لتتجلى الوحدة الوطنية لأول مرة ..الوحدة فى الخرافة .!!

" جدد البابا شنودة الثالث رفضه للإجهاض حتى فى حالة تأكد إصابة الجنين بأمراض قاتلة... ففى رده على سؤال من إحدى الحاضرات لعظته الأسبوعية مساء الأربعاء الأول من شهر فبراير لهذا العام قالت : إنها حامل منذ سبعة أشهر والأطباء أكدوا لها إصابة الجنين بتضخم فى الكبد وماء فى الرئتين والوجه وأنه سيموت إما أثناء الحمل أو الولادة أو بعد الولادة مباشرة وإن عاش مدة فلن يتحسن حاله بأى حال من الأحوال .
البابا شنودة رفض بشدة إجراء عمليات الإجهاض للسيدات المسيحيات حتي لو كانت الأجنة مشوهة بحسب تقارير الأطباء قائلاً: نحن نرفض عمليات الإجهاض ولا يجب أن نقتل أبناءنا مهما كانت الأسباب، وقال لها: «نزليه حتي لو مشوه إحنا عاوزينه» مضيفاً: «سيبك من كلام الأطباء».!!!

بداية دعونا نهتم بمشهد محدد حتى لا تتوه قضية الإجهاض وسط المزايدات والمهاترات , فنحن العرب أساتذة فى التمويه والتضليل حتى نمرر خرافاتنا وغيبياتنا ونتجرعها بلذة غريبة وضمير مستريح .
فلنخوض فقط فى قضية تحريم إجهاض الأم لجنينها المشوه والمتخلف ...فكما هو واضح فالرأى الدينى يرفض بصورة قاطعة وحادة عملية إجهاض الأم لجنينها مهما كان متخلفا ً أو مشوها ً .!!

هم لا يعنيهم ماذا سيكون حال الأم هى و وليدها بعد أن يظهر للحياة ...أن يتجرعا سويا ً الألم والعذاب والمرارة فلا يهم طالما أن الطبيب ناجح ويريد الأمور هكذا .!!
أن ترى الأم طفلها وهو مشوه ومتخلف لا يهم !!..أن يتجسد أمامها كمسخ و أشلاء إنسان لا يهم !!..أن تعيش حياتها تنهل من كؤوس المعاناة والحزن والحسرة لا يهم !!..أن تجده أمام عيونها كتلة عاجزة عن الحركة والحياة ومحروم مثل كل الأطفال والشباب من الحياة والإستمتاع بها فلا يهم ..فالطبيب يريد هذا .!!
أن يعيش الطفل ذاته سواء بدرجة من الوعى أو عدم الوعى ككائن لا يتلمس من الحياة سوى وجهها القاسى والقبيح متحسسا ً إخفاقه وعجزه وفشله فى كل لحظة من حياته فلا يهم !!..أن لا يدرك من الدنيا سوى الألم والعذاب والسخرية والنبذ فلا يهم !!... فالطبيب يريد هذا .!!

أن نعانى كل هذه المعانات من أجل خرافة الروح والتى ليس لها أى دليل لإثباتها سوى وهم إنسان قديم وصل به الحال أن يتوهم بنفخ الروح فى الأرحام بعد 120 يوما ..لنجنى من وراء هذا الوهم معانات ومآسى أمهات وأباء وأطفال ليس لهم أى ذنب سوى أن هناك أديان تتعاطى مع الخرافة لتنتهك مشاعرهم وأحاسيسهم وإنسانيتنهم على مذبحها .

تثار فى داخلى عدة تأملات مختلفة من وسط هذا المشهد الذى لم يترك من البشاعة شئ إلا وتحلى به ..!!

المشهد الأول ..هو فكرة الله الخالق ..فبماذا نسمى تكوين جنين مشوه فى بطن أمه سيكون مصيره فى الحياة أشد من البؤس ..هل نعتبره سوء صنعة ومصنعية وإخفاق تم فى الصُنع ..أم هو إهمال .. أو تعمد .؟!!
هل الله يريد لهكذا منتج بشرى فى التواجد ليتعذب ويتألم هو وكل من حوله ؟!!..
هل هو عدل أن يتواجد إنسان كمسخ بشرى لا يغنم من الدنيا سوى البؤس والألم ؟..وهل يتحقق الإله العادل عندما يخوض بعض بشر مثل هكذا تجربة أليمة دونا ً عن الآخرين ؟!... وهل سيكون إلها ً رحيما ً ومحبا ً ورؤوفا ًعندما يختص بعض البشر بهكذا تجربة فى الألم والمعاناة .؟!!
فإذا كان قد أخفق فى إنتاجه ألا يكون من أبسط درجات الرحمة والكياسة أن يتم تصحيح هذا الخلل بالسماح بالإجهاض .
والطريف أيضا ً أن التراث الميثولوجى الدينى الذى إستفاض كثيرة لدرجة التكرار والملل ولم يترك لنا شيئاً عن كيفية المصافحة والمضاجعة ودخول الحمام نسى أن يذكر لنا الحكمة والمغزى فى خلق أجنه مشوه .!!

المشهد الثانى هو هذا التناقض الرهيب فى الأديان فهى منزعجة من إجهاض جنين لم تتكون أهليته بعد وسيجلب بحضوره العذاب والألم له ولأهله بينما تشجع على قتل الآخر الإنسانى من الوريد للوريد كونه كافر أو إختار بعقله أن يكون له فكر خارج المنظومة التى تواجد فيها .

المشهد الثالث هو حالنا البائس كعرب فهاهو الدكتور الكبير "حمدى السيد" نقيب الأطباء و رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس الشعب ..والذى يُعتبر رمز لعلمائنا ومثقفينا نجده يرمى كل وعيه وعلمه وثقافته ليذهب منبطحا ً يسأل دار الإفتاء فى أمر كل ملامحه إنسانية ماثلة للعيان ولا تحتاج لشيخ ليفكر فيها نيابة عنه..وهذه السيدة أيضا ًالتى ألقت بعقلها فى صندوق القمامة لتنبطح أمام كرسى البابا وتسأله عن مصير جنينها الذى سيصبح مشوها ً ..فيجيبها " إحنا عاوزينه كده "..ولا تعلم ماذا يعنى بقوله هذا وماصفته ليطلب هذا ؟!!.. فالأم المسكينة المنبطحة هى الوحيدة التى ستتجرع كؤوس العذاب والألم والحسرة .
وصل بنا الحال أن نصبح كائنات منبطحة مهمشة فى فكرها وأحاسيسها فنلقى بكل ما فى داخل جماجمنا بصندوق القمامة ونعجز عن التفكير بل نترك هذا الأمر لشيخ أو كاهن يرسم مصير حياتنا وخرائط شقائنا ويتركنا نتجرع كؤوس الألم والعذاب بفتوايهم البشعة ورؤيتهم الخرافية منتهكين لكل أحاسيسنا ومشاعرنا وإنسانيتنا ليبتهج الطبيب فى النهاية .

الأم ماتت ومات الجنين ولكن العملية ناجحة والطبيب بارع !!..فهل هى هكذا ؟..أم أن الطبيب مات قبل العملية وعلينا أن نفكر فى إنقاذ الأم والجنين .

دمتم بخير ..



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 6 ) - إشكاليات الفكر الدينى وك ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 6 )
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 2 ) - زهور الله المقطوفة ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 5 ) - الرضاعة الحسية والشعورية ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 11 ) - نحن نزرع الشوك والمُر و ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 9 ) - الله يكون حافظا ً وعليما ً وعادلا ً ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 1 ) - الصلاة كثقافة للبرم ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 4 ) - كيف تربح المليون دولار ...
- أنا والله ويدى اليسرى .
- نحن نخلق ألهتنا ( 8 ) - الله خالقا ً للوجود فى ستة أيام .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 7 ) - الله مُجيبا ً للدعاء .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم ر ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 9 ) - الخلوة الغيرالشرعية بين ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 3 ) _ الدنيا ريشة فى هوا .
- من داخل دهاليز الموت إشتقت لحضن أمى .
- إشكاليات التراث ومتطلبات العصر وأين يكون حرثنا فى الأرض أم ف ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 2 ) - لا تسأل ولا تعرف .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 8 ) _ أشياء مطلوب الإعتذار عنه ...


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 12 ) - الأم ماتت والجنين مات ولكن العملية ناجحة والطبيب أكثر من رائع .