محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 934 - 2004 / 8 / 23 - 11:37
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
حزب الرياضة في العراق هو القادم والأجدر بالبقاء..!
لمناسبة صعود منتخبنا الوطني إلى المربع الذهبي
نعم حزب الرياضة في العراق هو القادم والأجدر بالبقاء وما عداه كذبة كبرى نلهو بها نحن الذين جرحنا شفافية هذا الوطن، وروحة الرقيقة، نحن غلاظ، ذوي قلوب قاسية، كتل صماء، مشاريع رخوة، خطط ضد الحياة، وضد أن يكون لنا وطن معافى أسوة بشعوب الأرض...
نحن ننتمي للعشيرة، للحزب، لقومية الموت، لطائفة الطوائف، لدين الذبح، للرجل القوي، للجلاد، لرب العائلة المتجهم، للص، لشقي الحارة، للشرطي، للسافل... أما الانتماء للوطن فهو شيء بعيد عن قواميسنا...
سياسيون، وزراء، سفراء، أحزاب، دكاكين، مليشيات، مهربون، رقاب سمينة، ومثقفون شبعوا انتهازية... الجميع لم يستطع أن يقدم لحظة فرح لشعب وأرض ابتلت بكل هذا الغث المتطاير في كل الزوايا...
وحدها الكرة
وحدهم شباب ابتعدوا عن ضجيجنا قليلاً
عن أمراضنا
نزواتنا الخبيثة
مؤامراتنا الدائمة
ليشعلوا فرحاً عراقياً حقيقياً
لوحدهم تُفرش الورود ويرقص الناس
تدوي الهلاهيل
ويعتلي وجوه أطفالنا السعادة
وحدهم...
أما الآخر مسربل بالحروب
يفتش عن القتل
يبصق في وجه الدنيا
يخطط لمعارك الديكة
نعم آخرون كُثر...
يخططون للموت والدمار
يتحصنون بالأمكنة المقدسة
يفجرون
يخطفون
يقتلون
يشيعون الرعب
يلهون بالجريمة
وحدهم والكرة ينتمون للوطن
تفرح بهم الأرض والسماء
أما نحن تفرح بنا أللعنة، وتهزأ منا البشرية
ننكس رؤوسنا
ولكن إلى أين...؟؟
أما هم إلى فوق
إلى المجد
وحدهم يعيدون للوطن كل تلك الروعة
نعم انهم قادمون
حزب الرياضة ولكن بلا برامج أو" مركزية ديمقراطية"، أو بعقل "القائد الجربوع"...بل هم قادمون بحزب البساطة والخير والحب حيث الكرة والأخلاق...
انها كرة صغيرة
لكنها كبيرة، لأننا ذقنا فيها طعم الانتصار
انتصار قادم من وسط كل ذلك الخراب، والهزائم، والمهانات...
وحدهم كانوا
حيث الصبر الجميل
نعم انهم قادمون، شباب وأمل ومستقبل خارج عن دائرة العجائز الملوثين بكل أمراض الدنيا..
وطن يهتف بحناجر يعلوها الحزن والفرح والمرارة...لقد اختلطت المشاعر...
ولكن هذه المرة ليست لسياسي نكرة أو لقائد فاشل أو لجعجعة الشعارات الخاوية...
بل لشيء جعل الإنسانية جميعاً، تعرف من هو العراقي...!
العراقي الذي يتصافح ويتصالح بحضارة مع العالم...
لقد قدموا بداية جادة لبديل ينتمي للعصر وللناس وللمستقبل...
انهم قادمون...
حيث يرتجف السياسي والقاتل والمجرم، وكل من خدش كرامة هذا الوطن، وألحق به تلك الهزائم المشينة، حيث العار وغياب الضمير وفقدان الشرف...
فرصة لمداحي الدجل الرخيص، ” لطبقتنا السياسية" وما يسمى" برموزنا السياسية"، أن يكسروا أقلامهم، ويتوقفوا عن هذا الهراء الوسخ، لقد ملَّ الورق من هلواساتكم، وألسنتكم الممدودة دوما لكي تلطع أكتاف القردة...
اكتبوا أخر مقالة لكم عن حقيقة هذا الانتصار الذي انتظرناه طويلاً...
أمام الجميع فرصة للتفكير العميق جداً
كيف استطاع بضعة أشخاص بلا برامج، أو ربطات عنق، بلا سفسطة، بلا تعقيد نظري، بلا دجل، بلا لغو فارغ على فضائيات رخيصة.... توحيد وطن بكل تلك العفوية المدهشة، بينما فَشلَّ الجميع بكل امتياز...!!!!؟؟
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟