|
بعد عودتي من السفر .. اخترتُ لكم .
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 18:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المنطق : هو العملة المشتركة في الأوساط الأكاديمية . الآن جرافن – مارك ريدلي - في كتاب : ريتشارد دوكينز : عالِم غير افكارنا – وهو عبارة عن تأملات بأقلام علماء وكتاب وفلاسفة – من تحرير الآن جرافن ومارك ريدلي ( من تلاميذ دوكينز ) ترجمة زينب حسن ومراجعة هبة نجيب الطبعة الأولى 2008 . هذا الكتاب يتحدث عن ريتشارد دوكينز – الكاتب العالمي الشهير – والذي وضع كِتابي The selfish gene _ the blind watchmaker وغيرها. ريتشارد دوكينز يلعب دوراً بارزاً كمفكر شعبي رائد بالإضافة لكونه مؤلفاً متخصصاً في علم الأحياء التطوري . دوكينز يشتهر بتأييده الحماسي للعلم ومناصرته للمذهب العقلاني ( وهذه هي التسمية الصحيحة ) وكما قالها سابقاً السيد رعد الحافظ . دوكينز يشتهر بمهارته الفائقة في النقاش والتي يراها الكثيرون مثيرة للجدل ولكنها في نفس الوقت هي من صميم أفكاره . ذاع صيته في الآراء العلمية الثاقبة والأسلوب الأدبي الرائع طبعاً الذي يستخدمه في كتبه . لديه مساعدين مثل دانيال دينيت – ستيفن بينكر – فيليب بولمان – مات ريدلي – السير جون كريبس – هيلينا كرونين – رت ريف – ريتشارد هاريز – مايكل روس . تبرهن هذه الباقة من المقالات المثيرة والمتنوعة على تأثير احد أعظم المفكرين في العالم اليوم . يقع الكتاب في 329 صفحة من الحجم المتوسط بسبعة فصول . في كل فصل عدة مقالات . سوف أحاول أن أختارمواضيع من هذا الكتاب الرائع وعلى شكل سلسلة من المقالات واتمنى أن يحالفني الحظ في الاختيار لكي نرى تأثير دوكينز على العالم . في الفصل السابع الفقرة الخامسة وجدتُ العنوان التالي : ما تعجب منه الحوت - التطور والوجودية والبحث عن معنى .. بقلم – ديفيد بي – باراش . لماذا أنا هنا ؟ ما هدفي في الحياة ؟ هذه الأسئلة وردت على لسان حوت العنبر في القصص الخيالية للمؤلف العظيم – دوجلاس آدامز وبالمناسبة فهو صديق مقرب للعظيم دوكينز .. حوت العنبر يسأل بحزن وهو يهبط بسرعة كبيرة باتجاه كوكب – ماجراثيا – هذا المخلوق الجذاب الذي حُكم عليه بالهلاك قد استدِعيَ إلى الوجود على بعد عدة آميال فوق سطح الكوكب لأن صاروخاً نووياً كان موجهاً إلى مركبة أبطالنا الفضائية . تحول بصورة غامضة إلى حوت عبر ( مولد مستحيلات لا محدود ) . هنا ياتي دور دوكينز العظيم الذي اكد وبكفاءة شديدة بأن التطور أيضاً ( مولد من مولدات المستحيل ) مع ملاحظة بان نطاق إنتاجه محدود بصورة اكبر . آحبائي : من خلال ذلك تظهر حقيقة أخرى محزنة أكثر وهي على الصورة التالية : بعد أن استدعى الانتخاب الطبيعي البشر إلى الوجود .. لم يعد للبشر غاية في الحياة أكثر من حوت آدامز الساذج ذي المصير السيىء والذي سرعان ما لوث شحمه جمال طبيعة كوكب – ماجراثيا – من أسس علم الأحياء : لا أحد يخرج من هنا حيَاً . لم يصل أحد إلى هنا إلا عن طريق لقاء ( بطريق الصدفة ) بين حيوان منوي معين وبويضة معينة سؤال ؟ لو كان الحيوان المنوي مختلفاً أو البويضة مختلفة فما هي النتيجة ؟ من المؤكد فرداً مختلفاً .. أما فيما يتعلق بالسؤال عن سبب وجودنا هنا ؟ سوف نكتشف أيضاً ان الإجابة لدى علوم الحياة وهي كالتالي : أن البشر مثل كافة المخلوقات ليسوا موجودين لإي سبب وكذلك ليس لإي غرض يتجاوز بإي حال من الأحوال قدرة جيناتهم في المقام الأول .. هذه النقطة بالذات كان دوكينز قد شرحها بطريقة مقنعة على وجه الخصوص . لقد وضح للعلماء والعامة على حد سواء الحقيقة البسيطة والتي تقابل بالمقاومة ( ان التطور عملية جينية ) ( ان جميع الأجسام قد خُلقت مثل حوت آدامز ) ( بلا غاية ) .. فيما عدا نشر تلك الجينات. وفي الحقيقة هذا شيء محزن جداً و لا يطرب قلوبنا في عالم يزداد إزدحاماً .. هناك سبب قوي لمنع الحث على هذا .. هناك حقيقة اخرى : لا احد يحب أن يتلاعب به شخص أخر حتى إذا كان ذلك الشخص الآخر هو ( حمض الدي إن أيه ) الخاص به . يقول دوكينز في كتابه ( الجين الأناني ) : إنه شيء مترسخ في طبيعة البشر ان تتمرد على ( عدم ) غايتنا التطورية . وبذلك نقول ( لا ) لجيناتنا ... هناك نقطة مهمة جداً لازال الكثيرين يكابرون أو كما قال دوكينز يقولون – لا – ألا وهي : عدم التوافق الأساسي بين الدين والعلم .. سوف نطرح وجهة النظر المتبناة .. ربما يكون الإنسان العاقل هو شكل الحياة الوحيد الذي يتمتع بهذه القدرة بالفعل فإن بحث الإنسان عن معنى كان متواصلاً مثلماً انه غير كامل وهو غالباً ما يتخذ شكل عقيدة دينية .. نعود لعبارة عدم التوافق الأساسي بين الدين والعلم .. هناك طريق أخر سهل جداً هو زعم عكس ذلك .. طبعاً عن طريق إدعاء عدم تداخل المجالات التي يتناولها العلم بتلك التي يتناولها الدين أو أي هراء مشابه ... ولكن ما هي الحقيقة ؟ الحقيقة هي أن الدين لا يلتزم بمجالات منفصلة ؟ لماذا ؟ لأنه يزعم حقائق تتعدى على المجالات التي تقع في نطاق العلم .. آحبائي : متى تعدى الدين ( الإيمان بدون دليل إلى جانب عقيدة ) على العلم ( الاقتناع القائم على الدليل إلى جانب نظرية عقلانية ) .. كان الأول يُجبر في النهاية على التقهقر .. بصيغة أخرى وكا جاءت على لسان باراش : يزعم البعض أن القاعدة الأخيرة والآمنة للدين ستكون عالم المعنى على وجه الدقة .. أي الإدعاء أنه.. بينما يمكن للعلم أن يخبرنا بما يحدث .. فإن الدين فقط يمكن أن يخبرنا لماذا ؟ ولكن هذا خطاً تماماً .. العلم هو الذي يخبرنا سبب حدوث الأشياء بسبب قوى الديناميكا الحرارية أو القوى الكهرومغناطيسية أو قوى الجاذبية أو ضغط الانتخاب الطبيعي وغيرها والذي يشتمل في كثير من الحالات على قدر كبير من الفوضى .. العلم يخبرنا أيضاً ( مع أن كثيراً من الناس سيودون أن يكون العكس هو الصحيح ) : أن اقتران أنواع معينة من الأشياء مثل الحيوان المنوي والبويضة والنيوكليوتيد والبروتينات والكربوهيدرات وعدد ضخم من الأشياء المادية الآخرى هو ماينتجنا دون أن يكون هناك ما يُشير على الإطلاق إلى وجود غاية ... لقد بحث الشعراء عنها وأدركوا غيابها .. يقول باراش .. اكثر الشعراء صراحة كان ( هينريتش هاين ) في قصيدته ( الأسئلة ) .. هذه القصيدة تتحدث عن رجل يسأل الأمواج ؟ ما معنى الإنسان ؟ من أين اتى ؟ إلى أين يذهب ؟ ومن يعيش هناك فوق النجوم الذهبية ؟ هل تعلمون ما هو الرد ؟ إنه كالتالي آحبائي : تتمتم الأمواج – تمتمتها الآبدية – وتهب الرياح – وتطير السحب – وتتلألأ النجوم في لا مبالاة وبرود ... وينتظر الأحمق الإجابة ... أين أذن يترك هنا فكرة البحث عن معنى ؟ يقول باراش : أرى احتمالين أساسيين : من ناحية يمكننا ان نخدع انفسنا ونتشبث بالوهم الطفولي أن هناك – شخصاً – أو شيئاً ما – يرعانا وينظم الكون وهو يضع كَلا منا على حدى في ذهنه .. أو يمكننا بأمانة مواجهة حقيقة ( ان الحياة بلا معنى ) .. ولكن هل هذا معناه الاستسلام ؟ لا .. سيداتي – سادتي .. بل على العكس ومن خلال دوكينز وآدامز ... فقد عمل آدامز ودوكينز لزيادة الوعي العام بالتهديدات الكوكبية التي تحيط بتنوع الكائنات ... لنا وقفة أخرى في الجزء الثاني .. شكراً لجميع السيدات والسادة الذين سألوا عني ومن خلال صفحات الحوار المتمدن او الذين خاطبوني على بريدي الالكتروني .. شكراً من الأعماق للجميع وبدون استثناء .. / ألقاكم على خير / ..
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية التقدم لدى المسلمين ؟
-
قراءات سابقة في دفاتر قديمة 2
-
من يصنع الطاغية ؟
-
لا علم ولا علوم في القرآن !!
-
الفضل للكفار في الترجمة ؟
-
التلقين أم التفكير ؟
-
هل في عالمنا نيوتن أو هوكنغ ؟
-
لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا 2 - 2 ؟
-
لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا ؟ 1 - 2
-
أيهما الحل .. الإسلام أم العَلمانية ؟
-
معرفة العرب ؟
-
المهدي المنتظر عند المسلمين والشيوعيين ؟
-
للأسف الشديد ... هذه هي ثقافتنا ؟
-
نظرية الاستبداد ..
-
الدين والحزبية - سبب البلاء في الشرق -
-
الأقباط والمسيحيين في الإسلام ؟
-
الإسلام والاستبداد ..
-
ما هي قيمة الدساتير العربية ؟
-
رجل وامرأة ؟
-
قراءات سابقة في دفاتر قديمة 1
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|