آدم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 23:56
المحور:
عالم الرياضة
الريموت كونترول تكنولوجية ممتازة تقدمت في العالم في كل المجالات , التلفاز يشغل بالريموت كونترول , المكيف يشغل بالريموت كونترول , الكثير والكثير من الأجهزة الكهربائية اصبح تشغيلها بالريموت كونترول , لكن العراقيين سبقوا كل العالم في ادارة كرة القدم بالريموت كونترول , فها هو الكابتن حسين سعيد رئيس الأتحاد العراقي لكرة القدم يدير النشاطات الكروية في العراق من عمان بواسطة الريموت كونترول , ثلاث سنوات مضت والكرة العراقية تدار بالريموت كونترول من عمان ... هذا انجاز لم تستطع اي دولة في العالم المتقدم او المتخلف من تحقيقه ,مبروك للعراقيين هذا الأنجاز العلمي الرياضي الكبير ....!!
كيف استطاع الكابتن حسين سعيد تحقيق هذا المنجز الخارق و ما هي قصة هذا الكابتن ولماذا يرفض القدوم الى بغداد لأدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم , يقولون انه يخشى من الميليشيات , اليست هذه اجابة غريبة ..!! هنالك الالاف والالاف ممن يخشون الميايشيات لكنهم مع ذلك متواجدون في بغداد , هل حسين سعيد مستهدف اكثر من الوزراء واكثر من اعضاء مجلس النواب و اكثر من القادة السياسين ...
اذا كان الكابتن حسين سعيد لديه هذا الخوف المبالغ فيه فليترك المجال لمن هو اكثر استعدادا , الرياضة في العراق كباقي المجالات بحاجة الى رجال شجعان يتصدون لبنائها , ...
ربما الأمر ليس كذلك , فمنذ سقوط النظام الصدامي في نيسان 2003 ولغاية هذا اليوم لم تجري انتخابات لأتحاد كرة القدم العراقي , الأنتخابات في العراق شملت كل مجالات النشاط النيابي و السياسي والثقافي والأجتماعي والرياضي الا اتحاد كرة القدم بقى دون انتخابات ...!
لقد تم في عهد حكم بريمر انتخاب رئيس واعضاء مؤقتيين لأتحاد كرة القدم و صعد حسين سعيد رئيسا للاتحاد وجلس على مقعد الرئاسة منذ ذلك الوقت , وعمل الكابتن حسين سعيد ما عمل في السبع سنوات الماضية لأطالة فترة بقائه في هذا المنصب مستخدما في ذلك كل الأساليب ومنها التلويح بالطائفية , شعار في منتهى الخطورة ...!!
ربما ان الكابتن حسين سعيد لا يدرك ان الرياضة في العراق هي الخط الدفاعي الأخير عن وحدة العراق ... ! فأذا ما خرق هذا الخط لن يبقى هنالك عراق واحد , وسيكون هنالك على الأقل ثلاث عراقات .
وعلى هذا لابد من دق ناقوس الخطر وليرفع كل الرياضيين ومحبي الرياضة العراقية ومعهم كل الأصوات الوطنية العراقية ليقولوا بصوت واحد :
ايها الطائفيون .... ارفعوا ايدكم عن الرياضة العراقية.
هذا الصوت الواحد ليس موجه ضد احد معين بل لكل الطائفيين من كل الجهات , فالأيادي الأثمة التي امتدت لقتل الفريق العراقي للعبة التايكوندو وهم بمعظمهم من مدينة الصدر و الميليشيات القذرة التي اختطفت المغيب احمد الحجية ورفاقه والقتل على الهوية التي طالت رياضيين من كل الطوائف ... كل تلك الجرائم كانت محاولات فاشلة لزج الرياضة في العراق في خضم صراع الساسة الطوائفيين واحقاد ارهابي القاعدة والميليشيات القذرة .
لا احد يستطيع ان ينكر أن للقوى الأقليمة تأثيرا كبيرا وواضحا على قررات الأتحاد الأسيوي لكرة القدم وخصوصا دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية , لا احد يستطيع ان ينكر أن للاتحاد الأسيوي لكرة القدم تأثيرا كبيرا على قرارات الأتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) الخاصة بالعراق بأعتبار ان العراق دولة اسيوية , لا احد يستطيع ان ينكر ان الأتحاد الأسيوي منحاز الى جانب الكابتن حسين سعيد لاسباب اصبحت معروفة للقاصي والداني , فعرقلة تطور الرياضة العراقية هو جزء من عرقلة المشروع الوطني للعراق الجديد , و وقوف دول الخليج بجانب الكابتن حسين سعيد هو جزء من مشروع هذه العرقلة المتعدد الأشكال و ما الكابتن حسين سعيد الا اداة لهذه القوى الأقليمية ,ربما ان الكابتن حسين سعيد لا يعرف ابعاد هذا الموضوع الخطر لكن الكل اصبح يعلم بأن ارادة بعض دول الخليج هي مصدر قوة الكابتن حسين سعيد .
من المهازل ان يقال ان هنالك تدخل للحكومة العراقية بالشأن الرياضي العراقي , اين كان الأتحاد الأسيوي حين كان المقبور عدي صدام حسين يحلق رؤوس الرياضيين ورأس الكابتن حسين سعيد كان من بين تلك الرؤوس . اين كانت الفيفا حين حول المقبور عدي صدام حسين اللجنه الأولمبية الى واحدة من اخطر الأجهزة القمعية في العراق , اين كان صوت الخليجيين والأتحاد الأسيوي والفيفا حين كان الأنسان العراقي لا يستطيع ان يميز بين اللجنة الاولمبية ومنظمة فدائي صدام , اين كانت تلك الأصوات حين استهدفت القوات الأمريكية مقر اللجنة الأولمبية في بغداد في الغارات الأولى في حرب احتلال العراق في اذار 2003 لان القوات الأمريكية كانت تعتبر اللجنة الأولمبية العراقية مؤسسة امنية عسكرية .... وتلك الغارات الأمريكية كانت تدار من دولة خليجية هي الأن ترفع شعار محاربة تدخل الحكومة العراقية في الِشأن الرياضي .... !!
لماذا نجحت انتخابات اللجنة الأولمبية العراقية التي جرت قبل اشهر في بغداد وشهد الجميع بنزاهتها حيث كانت باشراف الجنه الأولمبية الدولية واليوم يريدون ان تجرى انتخابات اتحاد كرة القدم العراقي في اربيل , لا لشيي الا لأعطاء صورة مظلمة عن الوضع في بغداد .
كيف تمكن العراقيون من اجراء انتخابات نيابية في بغداد اشترك فيها الملايين من العراقيين وبأشراف دولي وعربي ولا نستطيع اجراء انتخابات لاتحاد كرة القدم يحضره عشرات هم اعضاء الهيئة الأدارية للاتحاد .
حسنا فعلت الهيئية الأدارية برفضها اجراء الأنتخابات في اربيل فمقر الأتحاد العراقي لكرة القدم هو في بغداد والأنتخابات يجب تجرى في بغداد .
اتمنى على الهيئة الأدارية للاتحاد التمسك بهذا الموقف المشرف فلا مجال بعد الأن لأدارة الكرة العراقية بالرموت كونترول ولنصمد امام هذا التحدى الكبير .
ربما سيتمكن الكابتن حسين سعيد و بمساعدة همام من تعليق عضوية اتحاد كرة القدم العراقي في الفيفا وهذه ستكون عقوبة قاسية جدا للكرة العراقية حيث ستحرم العراق من المشاركة في نشاطات الفيفا ومنها بطولة كأس اسيا والعراق هو بطل اسيا , لكننا سنستطيع بصمودنا من بناء بيتنا الكروي الداخلي وبالتأكيد ستكون هنالك اصوات كثيرة لصالح العراق , بانت بوادرها من بعض الأتحادات الأوربية , وستعود الكرة العراقية للساحة الدولية رغما عن انف كل اعداء العراق الجديد .
#آدم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟