أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - مرحى لضجيج الانفعالات والجدال والنقاش داخل أروقة المؤتمر الوطني














المزيد.....

مرحى لضجيج الانفعالات والجدال والنقاش داخل أروقة المؤتمر الوطني


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 933 - 2004 / 8 / 22 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الحقائق البديهية التي لا تقبل القسمة على اثنين والتي يجب أن لا تغفل عن المدارك والأخيلة، إن المشروع الوطني العراقي لا يمكن أن يكون متطابقاً مع المشروع الأمريكي، ومهما كان دنو التقارب بينهما في لحظة معينة، حتمتها ظروف ذاتية وموضوعية، وتم فيها رؤية بعضاً من سياقات التوالف بين نوازع شعب مظلوم يرنو الى الخلاص من جلاده مع ستراتيجات القوة التي فرضها زمن تفرد القطب الواحد، ومن هذا فأن أي تقدم في العملية السياسية الجارية في البلد، ومهما كان حجم هذا التقدم ضئيلاً، فأنه يفرض معطيات جديدة تحتم تباعداً بين المشروعين، مما سيجعل مناهضة الاحتلال بالطرق السليمة أكثر إحتداماً بمرور الوقت.
جاءت ولادة المجلس التشريعي الوطني العراقي الأول، دثاراً فعلياً لأعراف الحكم الشمولي، والى الأبد من على ربوع أرضنا الشماء، وتقويضاً لأحلام الضحى بعودة الزمن الى الوراء، فقد كان مخاضاً صعباً بحق، وسط أجواء توثب مخاوف انفراط العقد الوطني باتساع هوة الاختلافات، ونذر تتبدد الحلم الكبير بناء العراق الحر الديمقراطي الفيدرالي الموحد، تجلت تلك المخاوف والغيوم الملبدة منذ الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني العراق وخلاله وحتى قبيل انتهائه بسويعات، ليأتي حسم الأمر في الجلسة النهائية عبر حالة من التوافق العقلاني بين ألوان الطيف العراقي السياسي المتمثل في هذا المؤتمر.
إن تحول هذا الاستحقاق الى منجز يمثل خطوة نوعية وتقدم في مسار العملية السياسية الجارية في البلد، وبشارة بزوغ وهجة الأمل الذي كاد يخبو، لتسجل في سفر العراق الجديد إنجازاً تاريخياً يمحق كل المراهنات على تفتيت وحدته أرضاً وشعباً، ويبرز للعالم المترقب كله، حقيقة كون التوافق والوحدة الوطنية التي تمخض عنها المؤتمر رغم كل الاختلافات، هي الضرورة الملحة لتخطي مخاطر تفتيت البلد بظل تشابك الأحداث في هذا المنعطف المعقد والحساس.
جسامة المخاطر التي تهدد مستقبل العراق، أو بالأحرى مستقبلنا، تجعل الواحد منا يغض الطرف عن كل الخروقات التي حدثت بهذا القدر أو ذاك في عملية تعين وانتخاب مندوبي المؤتمر، أو ما ترتب من إشكاليات بعدها في تأمين الجو الديمقراطي بسبب قصور اللجان التحضيرية في عمليات التهيئة والإعداد والأعلام، والسعي لإنجاز المهام بسرعة غير مبررة على حساب التفريط ببعض خطوات إرساء ركائز نهج العراق الجديد لكي يضمن المشاركة التفاعلية لعموم الشعب في مجريات العملية السياسية،
في ظل الأجواء المؤلمة التي تغلف مدينة النجف منذ أيام، المتزامنة مع انعقاد المؤتمر الوطني، تراكمت في النفوس مشاعر الحرص على الوطن الجريح الذي لازال نزفه متدفقاً، بسبب تعاظم المخاوف بتعذر سير أعمال المؤتمر الوطني نحو تحقيق سقف الطموحات الممكنة في المرحلة الحالية، والمقرونة بالخشية من تجاوز المؤتمرين لهذا الشأن، وعدم تدارك مرارة تجدد سفك الدم العراقي، على اعتباره أمراً من اختصاص الحكومة، وخارج أولويات أعمال المؤتمر.
في ظل هذه الأجواء جاءت المبادرة من أروقة المؤتمر، ببذل الجهود لحل الأزمة سلمياً وإبعاد كوارث الحلول العسكرية من خلال إقرار نداء، وتشكيل وفد للذهاب الى النجف، استجابة واعية الى صوت شعبي صدح داخل المؤتمر، كان معبراً حقيقياً عن هواجس عموم العراقيين المتواجدين خارج المؤتمر، نأمل أن تبقى كل هذه الجهود التي بذلت من قبل أعضاء المجلس الوطني مشرعة أمام الحكومة الانتقالية، لانتهاج خيار الحل السياسي السلمي، حتى تتكلل بإنجاز المهمة الوطنية في حقن تدفق نزيف الدم العراقي.
مبارك للعراق والعراقيين اختيار أعضاء المجلس الوطني عبر التوافق المبني على الشعور بالمسؤولية التاريخية، صمام الأمان في مرحلة معقدة من تاريخ العراق المعاصر، رغم كل انتقاداتنا واعتراضاتنا السابقة على ما نجم من عجالة في تسير عملية انتخابات مندوبي المؤتمر وآلياتها، فأن الهنات والعثرات، تهون ويمكن تجاوزها اتجاه مصلحة العراق العليا التي يجب أن تكون فوق جميع مصالح الأطر الضيقة.
مبارك للعراق والعراقيين ولادة المجلس التشريعي المؤقت، حتى ولو كان عبر أبسط أنواع الانتخابات، و حتى ولو حظي بأبسط الصلاحيات التشريعية للمرحلة المؤقتة.
إن تأسيس النهج الديمقراطي، عبر تأمين المشاركة الفعلية لأبناء الشعب في الحكم، وتداول السلطة من دون عنف، وبالطرق السلمية عن طريق صناديق الاقتراع، وضمان كافة الحقوق والحريات والتعددية وثقافة الاختلاف بعيداً عن مصادرة الحريات وإقصاء الرأي الأخر، هي ملامح البناء الواعد بغد العراق المشرق، التي تلمسناها بعضها في جلسات المؤتمر، ونأمل أن تتعمق هذه المظاهر لتصبح قيم وأعراف داخل المجتمع.
رغم تعالي ضجيج الانفعالات والجدال والنقاش، داخل أروقة المؤتمر، وفي أول فعالية تمثل حد محدود من الممارسة الديمقراطية في الواقع، وطموحنا من دون شك يمتد الى أكبر مما تيسر من هذا السقف، إلا إن التجربة الإنسانية في العالم، أثبتت بأنه الطريق الأسلم لبلوغ العراق في نهاية المطاف الى شاطيء الأمان، على العكس من خيار الاحتراب وحرق العراق بضجيج الأطلاقات النارية والصواريخ والانفجارات.



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات لجذوة نصر الرئيس الفنزويلي أوغو تشافيز
- العراق والانتخابات الأمريكية القادمة
- سلاماً لشهداء العراق الأبرار
- انتخابات مندوبي المؤتمر الوطني.. ديمقراطية العجالة
- البيان التأسيسي للمركز الوطني لتطوير الحوار الديمقراطي في با ...
- ملتقى العمل الديمقراطي المشترك في بابل يحتفي بذكرى ثورة 14 ت ...
- المُسّْتَبِِدُ
- أقلام تنبض بالوفاء... أحمد الناصري وجمعة الحلفي في ذكرى صديق ...
- الإرهاب ينتهك قدسية نضال العراقيين في إنهاء الاحتلال
- الوطنية على المحك في فهم ما بين سطور خطابين
- ننشد العدالة.. ولن نفزع مهما كثر عدد المدافعين عن جلادنا
- مقاربات بين احتلالين... ما أشبه اليوم بالبارحة
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 10 صحافة العراق خلال ...
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 9 حركة الجهاد ج2
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 8 حركة الجهاد ج1
- اضاءات على معاناة الشاعر والانسان موفق محمد
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 10- 7
- وقائع ندوة الملتقى الديمقراطي المشترك عن الديمقراطية في مدين ...
- ( 10 -6 ) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914
- ( 10 -5 ) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - مرحى لضجيج الانفعالات والجدال والنقاش داخل أروقة المؤتمر الوطني