أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - القيم الأخلاقية في المجتمع














المزيد.....

القيم الأخلاقية في المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 14:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد القيم الأخلاقية جزءاً من النظام الاجتماعي تشكلت عبر الزمن، ولا يمكن عدّها قيماً ثابتة وإنما يطالها التحديث والتشذيب مع الزمن فما كان سائداً من قيم أخلاقية في الماضي ليس بالضرورة أن يكون سائداً في الوقت الراهن، لأنها نتاج للعلاقات الاجتماعية المختلفة الاقتصادية، والبيئية، والدينية... وهي تختلف من مجتمع لآخر فما هو عيباً في مجتمع ما لا قد يكون عيباً في مجتمع آخر وما هو فضيلة في مجتمع ما قد يكون رذيلة في مجتمع آخر.
كما تعد القيم الأخلاقية جزءاً من الثقافة الاجتماعية ومن لا يجيدها تعد ثقافته متدنية بأحكام المجتمع ولا يجوز عدّ كل تعارض مع القيم الاجتماعية تخلفاً وإنما جهلاً بالقيم العامة للمجتمع، لكن هذه الثقافة عرضة للتطور والتحديث مع الزمن، أي إنها تشذب نفسها بنفسها حيث تسقط بعض مفاهيمها غير المتوافقة مع الزمن وتضيف إليها قيم جديدة قد تكون متعارضة مع القيم الأخلاقية السابقة الذي يمكن عدّه بمثابة صراع الأجيال داخل النظام الاجتماعي.
إن السلوك والممارسة الأخلاقية المتوافقة مع قيم المجتمع تعدّ سمة أخلاقية والمتعارضة معها تعدّ خروجاً عليها، فكلما كانت القيم الأخلاقية راسخة في ذهن أفراد المجتمع يوصف المجتمع محافظاً وكلما كانت القيم الأخلاقية غير صارمة يعدّ المجتمع منفتحاً.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أن الأخلاق تهتم بنوعية الحياة التي تستحق أن يحياها الإنسان ونوعية الفعاليات التي تستحق أن يسعى إليها ونوعية العلاقات الإنسانية التي تستحق أن يطورها وينميها. وتفترض الأخلاق مسبقاً معايير قيمية هامة ومن ثم نظام أو ثقافة ما. ويتجسد كل نظام أخلاقي في ثقافة كاملة وينمو معها ولا يمكن تغييره إلا بتغيير الثقافة ذاتها ".
إن شيوع ظاهرة أخلاقية ما في مجتمع محافظ تعدّ مظهراً من مظاهر الثقافة المرتبطة بقيم موروثة أو قيم دينية وليست بالضرورة ضاربة جذورها في عمق التاريخ الحضاري للمجتمع فقد تكون طارئة لتغير الأنماط الاجتماعية نتيجة تعرض المجتمع لضغوط نفسية شديدة مثل الحروب، والمجاعة، والقمع، والاضطهاد... ما يجعله يشعر بحالة عدم الاستقرار وفقدان الآمان والخشية من المستقبل فتتغير أنماط سلوكه وممارسته اليومية التي قد تصبح متعارضة كلياً مع قيمه السابقة للحفاظ على ذاته من الفناء.
كما يتعين تشخيص الفرق بين مسببات شيوع ظاهرة أخلاقية مجازاً في مجتمع ما وبين تأويل الظاهرة الأخلاقية فالبحث بصورة علمية عن أسباب تغير أخلاقيات المجتمع في فترة زمنية ما يعني تحديد أوجه التطور في الأنماط الثقافية أو قصورها حيث تؤثر الظاهرة الاقتصادية الايجابية على حياة المجتمع فتغير قيمه الخلاقية والعكس صحيح.
وهذا التطور طبيعي لكن قد يفسره بعض المحافظين على أنه إنحلال أخلاقي في المجتمع أو قد يفسر على أنه تزمت أخلاقي في النمط المعاكس للظاهرة الاقتصادية السلبية وغالباً ما تميل المجتمعات إلى المزيد من التشدد في النمط الأخلاقي عند تعرضها للكوارث الطبيعية أو الاضطهاد أو العنف او الفقر الشديد حيث يمكن أن تؤول الظاهرة لتفسر على أنها تمسكاً بالقيم الدينية ليرضى الرب عنها ويكف عن عقابه لابتعادهم مسالك التعبد الديني. لكن التفسير العلمي للظاهرة الأخلاقية عدّها مظهراً من مظاهر رد الفعل اللاواعي للحفاظ على الذات باللجوء إلى الغيبيات عند عجز الإنسان عن مواجهة مشاكله اليومية.
يقول (( نيتشه )) " لا توجد ظواهر أخلاقية، هناك فقط تأويل أخلاقي للظواهر ".
إن تعارض السلوك والممارسة اليومية للفرد مع القيم الأخلاقية السائدة بمثابة خروج على النظام الاجتماعي والذي يقاس بثائية الفضيلة والرذيلة، فكل ما يتوافق مع أخلاقيات المجتمع يصنف في خانة الفضيلة وكل ما يتعارض مع أخلاقيات المجتمع يصنف في خانة الرذيلة. وهذا المعيار قد يكون صالحاً أحياناً لقياس ظواهر أخلاقية عامة تستمد شرعيتها من ثنائية الخير والشر، لكن في كثير من الأحيان لا يصلح لتحديد ماهية الفضيلة والرذيلة الخاصة بكل مجتمع من المجتمعات البشرية نظراً لاختلاف القيم الأخلاقية فما يعد فضيلة في مجتمع ما قد يكون رذيلة في القيم الأخلاقية لمجتمع آخر.
إن خاصة الضدية أو المقاربة بين عناصر الظاهرة الثنائية السائدة في المجتمع البشري مثل الخير والشر، الفضيلة والرذيلة، الحب والكراهية... ليست قيماً ضدية ثابتة، أو مقاربة معيارية ثابتة، المقادير وإنما قيماً متغيرة تبعاً لتغير الأنماط الثقافية والدينية للمجتمعات. كما أن آليات الصراع الضدي بين القيم الأخلاقية السائدة في المجتمع ليست موحدة فقد لا تولي فئة اجتماعية ما أهمية قصوى لقيمة أخلاقية سائدة أو فضيلة ما لدى فئة اجتماعية أخرى فتوصم بالتخلف، وتوصمها الأخرى بالإنحلال الأخلاقي أو اشاعة الرذيلة.
يعتقد (( هيغل )) " أن الفضيلة تتويجاً لصراع محتدم مع الرذيلة ".
إن ماهية قيم الخير والشر، والفضيلة والرذيلة، والحب والكراهية إنما هي قيماً أخلاقية نسبية وليست قاطعة لدى المجتمعات ذات الأنماط الثقافية والدينية المختلفة ونسبيتها تشمل أيضاً الفئات الاجتماعية المختلفة في النظام الاجتماعي الواحد. كما تعدّ القيم الخلاقية للمجتمع أحد مظاهره الثقافية فطالما المستويات الثقافية لأفراده متفاوت، إدراكهم لماهيتها مختلف فما هو راسخ من قيم أخلاقية في ذهن الفرد الجاهل تختلف كلياً عن رسوخها في ذهن الفرد المثقف. وهذا الاختلاف يظهر جلياً في السلوك والممارسة اليومية للفرد بانصياعه الكلي للقيم الأخلاقية للمجتمع أو انصياعه الجزئي لها.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعامل مع الأشرار
- كتاب جديد صدر في دمشق للكاتب صاحب الربيعي
- كتاب جديد للكاتب صاحب الربيعي
- ثنائية الخير والشر الكامنة في الذات
- ضرورة الشر
- صدر كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي
- رحل شيخ المنافي إلى منفاه الأخير ( رحيل الشاعر كاظم السماوي ...
- آلية صناعة وإتخاذ القرار السياسي‏
- ديمقراطية الاحتلال والدفاع عن الوطن‏
- من قواعد اللعبة السياسية.... الكذب، السرقة، والاختلاس !‏
- من قواعد اللعبة السياسية ... !.‏
- محاولة لتحليل بنية النظام السياسي العربي‏‎* ‎
- المؤسسات السياسية والكيانات الحزبية
- معايير التنافس الحر في النظام الديمقراطي
- مهزلة الديمقراطية الأمريكية في العراق
- بيع وشراء المياه ( تلبية المتطلبات والحد من الهدر )‏
- الإدارة اللا مركزية لمؤسسات المياه المناطقية
- أزمة المياه بين العراق ودول المنبع ( التدويل والتحكيم الدولي ...
- مقترحات لإنهاء أزمة المياه مع تركيا
- تلوث المياه الجوفية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - القيم الأخلاقية في المجتمع