|
كركوك والأراضي المستقطعة والدكتور عصام الجلبي/ وزير النفط العراقي الأسبق
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 22:02
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كنت أتوق لسماع المقابلات التلفزيونية للدكتور عصام الجلبي كخبير نفطي لخبرته كوزير نفط سابق وكنت أقدر حرصه على الثروة البترولية ونداءاته المتكررة لحماية الثروة البترولية العراقية ان كان صادقا في نيته او لا، فأن هذه النداءات كانت كافية لتحفز المخلصين من العراقيين الوطنيين لإعادة النظر بإعلانات وخطط وزارة النفط، ولكن عندما قرأت استفساره العنصري المتعالي والاستفزازي في آن واحد موجه الى رئيس الوزراء التركي السيد طيب اردوغان حول كركوك والأراضي المستقطعة ورفع علم كوردستان خلال المؤتمر الصحفي لرئيس إقليم كوردستان الاخ مسعود البرزاني وهو يعلم كوزير ان الوفود الرسمية الى الدول لا تأخذ أعلامها معها في جيوبها ولا تفرض رفع العلم وانما هي مهمة الدولة المضيفة المسئولة عن المراسيم والبروتوكولات خلال فترة الزيارات الرسمية ولا يمكن للزائر الضيف على الدولة عقد مؤتمر صحفي بدون اذن والتنسيق مع إدارة المراسيم للدولة المضيفة.
نشر الدكتور عصام الجلبي وزير النفط العراقي الاسبق السؤال التالي الى السيد طيب اردوغان في جريدة العرب اليوم:
http://www.alarabalyawm.net/pages.php?guest=1
"د. عصام الجلبي / وزير النفط العراقي الاسبق السؤال الاول : ما زال اقليم كردستان واحزابه الحاكمة في شمال العراق تعلن كركوك جزء من اقليم كردستان وايضا اراضي من الموصل ومحافظات عراقية اخرى لماذا تركيا لا تتخذ موقف صريح كما كانت في السابق . السؤل الثاني : خلال زيارة السيد مسعود البرزاني الى انقرة تم في المؤتمر الصحفي له رفع علم اقليم كردستان فقط وليس العلم العراقي هل برايك كرئيس وزراء لتركيا يجوز هذا وصحيح من الناحية البروتولاكية وخاصة العلاقات بين دول الجوار ."
الم يدرك الدكتور الجلبي ربما تعمدت إدارة المراسيم لرئيس الوزراء طيب اردوغان من عملية رفع علم كوردستان فقط هي لإثارة أمثال الدكتور الجلبي من القوميين العروبيين الاستعلائيين الذين ينكرون حقوق الآخرين، لماذا لم يطلب الدكتور الجلبي من السيد اردوغان بصفته وزير عراقي سابق للثروة الوطنية النفط ان يطلق مياه ألدجلة والفرات لإرواء اراضي ألأهوار العطشانة، لماذا لم يسأل عن حقوق عرب الاسكندونة التي كانت تابعة جغرافيا وسياسيا الى سورية وألحقت بدولة تركيا في ١٩٣٩من قبل الاستعمار الفرنسي أليسوا عربا يستحقون دعم القوميين العروبيين؟ لقد زرت انطاكية (محافظة الاسكندرونة) في عام ١٩٧٦ وجالست وتحدثت الى أخوة العرب هناك، كانوا يخشون ان يعترفون بعروبتهم وخاصة عن أصولهم السورية.
اتذكر قبل ٢٤ عاما كنت مدعوا لحفل توقيع اتفاق لتنفيذ مشروع تعاوني بين دولتين كصديق للطرفين بحضور سفير الدولة المقدمة للمشروع ووزير التخطيط الدولة المستفيدة من المشروع في مقر وزارته، وكان الوزير قد درس في دولة أوربيه وكان أستاذا في احدى جامعاتها قبل تولي الوزارة وعند بدأ الترحيب كل طرف بآخر تحدث الوزير بإطراء عن خبر مهم أذيع في نفس يوم الحفل عن الدولة التي كان يقيم فيها فأجابه السفير بدبلوماسية اني اقدر تقديرك وإعجابك بهذه الدولة ولكن لا يعني هذا ان تضع أمامي علم تلك الدولة بدل علم دولتي. وهنا بدأ الجميع بالضحك وغيروا العلم مباشرة دون تعكير للجو الودي وشربنا الشاي نخب التوقيع الاتفاقية بدل الشمبانيا كما قال الوزير، فلم يأتي السفير بعلم بلاده في جيبه بل من وضع العلم على ألطاولة هو مدير مكتب وزير التخطيط.
اذا كنا نتسامح مع الجهلة بترديد شعارات قومية استعلائية لأنهم يرددونها دون وعي، قد يصفق للجهلة أشخاص معروفين بولاءاتهم الخارجية فأنت يا دكتور عصام مثقف ووزير سابق لا بد ان تعي ما تقوله خاصة في الأعلام المنشور فما هو تبريرك لهذه الروح القومية الاستعلائية وإقصاء الآخر، ولمن وجهت هذه الرسالة كي تكسب ودهم.
إذا انضمت كركوك الى إقليم كوردستان او لم تنضم فأنها ستبقى عراقية ولكن من يعيد لنا الشط العرب ومن يعيد محافظة الاسكندرونة وهضبة جولان المحتلة الى سورية إذا تجاوزنا الكلام عن تحرير الأراضي الفلسطينية لأن الأخيرة يعجز القوميين العروبيين حتى التفكير بها فألغيت من أدبياتها الحزبية والسياسية.
الغريب في أمر القوميين العروبيين وحتى الذين يتسترون برداء الدين يعتبرون الكورد والقوميات الأصيلة الأخرى في العراق كضيوف ومجرد عدم الاعتداء او شن حرب عليهم او أبادتهم فأن هذه القوميات تعيش حياة اعتيادية وان كانت محرومة من الحق المساواة مع المهاجرين العرب. ويتناسوا بأنهم هم الضيوف (مهاجرون من الجزيرة العربية) اجبروا مضيفيهم على الخضوع للقومية العربية والتلون بها باسم الدين.
ان الوطنية والقومية الغير العنصرية ليست وليدة بذور الحقد نمت في النفوس المريضة للتهجم وإقصاء المكونات الرئيسية والأصيلة في العراق وانما الوطنية والقومية هي نبل الأخلاق وروح التعاون بين البشر، القومية هي ان تحس بالآم شعب غزة لا نصرة لحماس وإنما تجسيدا للأخوة في الإنسانية، وان تحس بضحايا الحرب الأهلية في دافور بسبب تشبث الطاغوت السوداني بالحكم الذي في عهده ستتجزأ السودان الى ثلاثة دول او اكثر وان تشاطر الشعوب الصومالية آلامهم بسبب حروب الإسلام السياسي كنتيجة طبيعية لحكم الدكتاتور اللواء محمد زياد بري الذي حكم صومال لفترة ٢٢ سنة وان تشعر بعذاب الصحراويين الذين يدفعون دمائهم ومعاناتهم لأكثر من ثلاثة عقود ثمنا لخلافات سياسية بين الجزائر والمغرب حول مدينة تندوف مسقط رأس ملك محمد الخامس جد ملك الحالي للمغرب الملك محمد السادس والواقعة الآن داخل الحدود السياسية الجزائرية.
عيبنا إننا اسود ننهش بعضنا البعض وندعو الغرباء لمشاركتنا في وليمة النهش وفئران نختفي في الجحور عندما نواجه الأعداء.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كي لا يتحول العراق الى النموذج النيجيري
-
تكونت الدولة العراقية بتخطيط استعماري ندفع ثمنه الآن
-
القيادة السياسية العراقية القادمة
-
دعوة لإعادة الانتخابات في العراق
-
المشهد والرؤية في العراق
-
الكل يحب الدخول الجنة ولكن لا أحد يحب ان يموت
-
لا يستحق المالكي ولا علاوي رئاسة الوزراء
-
لماذا تخلف العرب عن الصناعة
-
حل مشكلة الكهرباء في العراق
-
اياد علاوي يلعب بالنار
-
حماس لها اردوغان يحميها وللقوميات في تركيا لها رب يحميهم من
...
-
اين الحق واين الحقيقة في العراق
-
جريمة القرصنة البحرية والخطاب المسرحي لإسماعيل هنية
-
الأراضي المستقطعة من المحافظات العراقية
-
أُنادي بإعادة الانتخابات العراقية
-
كذب السياسيون ولو صدقوا
-
ماذا لو تولى النجيفي او الهاشمي رئاسة المجلس النواب
-
الحقوق والأحلام والممكن في العراق
-
المالكي والقرار التاريخي المطلوب
-
زلة لسان مام جلال بألف
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|