أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة














المزيد.....

سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة

إن الفكر السياسي كان دائما يؤسس لكيفيات امتلاك السلطة,ومع تطور المجتمعات البشرية تغيرت الرهانات ولم يعد الفوز بالسلطة أهم من استخداماتها التنموية والحضارية مما عمق رهانات الرغبة في تحقيق التقدم من خلالها بغية إرضاء المجتمع وخدمته بالبرامج التنافسية,تلك التي يتعلم بها الساسة قبول قواعد اللعبة والعمل على إنتاج الأفكار لاافتعال الصراعات والخصومات التي قد تعطل التنمية أو تعوقها على التحرك بل ربما وجهتها وجهة غير صحيحة,فما نعرفه في المغرب يختلف كثيرا عما حدث في الكثير من الدول المتقدمة أما المشابهة لنا في لا تحصى ولاتعد,كانت الصراعات في أوجها بين الأحزاب السياسية من جهة ,حيث الإيديولوجيات تفعل فعلها,ومن جهة أخرى الصراعات ضد الدولة,بحيث اختفت الطموحات الشخصية في مثل هده المواجهات,ولم يكن يقبل من المناضل الكشف عن طموحاته,فقد تدجج بسلاح خدمة الشعب والتضحية,فأحبه الناس,وتغنوا ببطولاته,ولم يشكك في رغباته أحد,حتى صار هو نفسه لا يتعرف على إسمه إلا من خلالهم,أو حزبه,تحول كخادم للحقيقة وحدها,هو وقود الثورات,ومحدد زمنها,كأنه الكاهن في عصر الأساطير,لا هم له إلا الجماهير,العارية,المعاتبة لكل من تنازل أو تراجع عن أهدافها السامية,
لكن هده التربية تعمقت أكثر من اللازم في الوجدان والعقول,فالحزب عليه أن ينتصر لعدد الحقائب التي يحملها,فتلك ليست إلا نتيجة لقوته الإنتخابية,وهو أمر طبيعي في السياسة,لكن الأجيال التي تلقت التربية السابقة تمردت على هدا المفهوم للحزب,لأنها لم تجد من يقنعها بصحة اختيار الحزب لما يساعده على تجسيد برنامجه,بحيث بدا مناضلوه وكأنهم يتدافعون لتحصين مواقعهم ضد بعضهم وليس انتصارا لما يحمله الحزب من سياسات تنتصر للوطن والمواطن,فازداد الغضب من القادة وأحزابها,وهو استياء مضر بالتجربة السياسية التي يحاول المغرب بناءها,فقد تلقاها المناضلون ولم يراجعوها واكتفوا بالدعوة لمراجعة كل شيء,إلا تلك الأفكار المترفعة عن المصالح,والطموحات,وكأن المناضلين آلات مجردة من كل الأحلام,حتى تلك الصغيرة والبسيطة,فكيف نقنع المصوتين وبين ظهرانينا,شباب لايعتبر السياسة سياسة إلا إن كانت رفضا أو تمردا؟وهم في كل الأحزاب السياسية,يطلون من خلف القادة مشجعين لكل رفض ومنتظرين له,صائحين ألا مناضل إلا من يعلن العودة إلى المعارضة ورفض المناصب والحقائب التي ورطت الكثير من النزهاء والرافضين وضاربي الطاولات في وجوه الجشعين,إنه فكر قلق,لايقبل الحوار,شديد الحساسية لكل ما هو رسمي في الحزب والدولة وحتى اللغة,هؤلاء هم الأولى بالتغيير والإقتناع بالمشاركة قبل البعيدين من الحزب والسياسة,,فكيف يتم إقناع الناس بأن الحزب مآله المشاركة ودوره تمثيل الناس لا تحريضهم أو حثهم على الرفض,لكن قبل الدعوة لابد من إعلان البداية,أي التأهل لسياسة بالمتسيسين أولا,المنخرطين في الأحزاب السياسية وهم كثر,لكنهم في حالة انتظار غريب,لاينصتون إلا لآلامهم وحسراتهم.
لكن من الملاحظ أن الحزب في الغرب لا تحرجه مسألة الدفاع عن الحقائب التي يريد بها إثبات قدراته على حسن تسيير أمور المجتمع,لكنه يختار من بين منخرطيه القادرين على تفعيل البرامج التي أعلنوا عنها في الحملات الإنتخابية,بعيدا عن الولاءات العائلية أو القبلية,فالمهارات والإبداعية مقاييس ومعايير لتحمل المسؤوليات الحكومية,كما أن هناك مساءلة دائمة لمن يختارهم الحزب لتجسيد برنامجه الدي نال رضى الناخبين واستمالهم,فالحزب قد يضحي بأي مسؤول يهدد علاقته بالناخب حتى لو كان أمينه العام,وليست في الغرب هناك عقدة التمسك بإدارة الحزب وتزعمه طيلة العمر,فما أن يصل الكاتب العام لمنصب الوزارة حتى يعلن استقالته,أما في عالمنا العربي,فلا يمكن لمشعل القيادة أن ينتقل إلا بموت الزعيم أو التمرد عليه من خلال تدبير عمليات الإنشقاق السياسي والحبث عن المبررات الإيديولوجية لهده الحركة الإنقلابية,مما يضعف الحركة السياسية سواء كانت يسارية أو حتى يمينية,ولا يوجد تفسير لهده العمليات إلا سياسة الحقيبة والرغبة في الوصول إلى الحكم كمجد واعتبار رمزي,عجز الساسة على تحقيقه اقتصاديا أو معرفيا وفنيا فركبوا مخاطرة الفعل السياسي في صيغتيه المعارض أو الداعم للحكومات والأنظمة العربية,التي لا تزعجها مثل هده التفاعلات بل تطيل سلطتها ويثبتها أمام المجتمعات العربية التي تقتنع عمليا بأن الساسة مراوغون يبحثون عن مجدهم ومجد دويهم باسم شعوب أتعبتها الوعو والإنتظارت الطويلة لآمال مشحونة إيديولوجيا بحلم الثورة أو التغيير وغيرها من الشعارات التي أنجبت ما لا يحصى من الأحزاب دون أية مبررات تاريخية أو اجتماعية.
حميد المصباحي عضو اتحاد كتاب المغرب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية
- العلمانية في العالم العربي
- السلطة بين التقليد والحداثة
- سلطة الملكيات
- الديمقراطية ثقافة أم تقنية
- العلمانية والدين والسياسة


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة