أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بشير زعبيه - اختطاف مشاهد !!














المزيد.....


اختطاف مشاهد !!


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 01:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


ظهر التلفزيون ليحدث ثورة في عالم الإعلام والاتصال وفرض عصر الصورة بكل ما يمكن أن تحمل من عوامل التأثير المباشر على المتلقي , وهي ثورة مستمرة بقياس الإنجاز الذي تحقق بدخول عصر الأقمار الاصطناعية والانتقال من البث الأرضي الى البث الفضائي ثم الاستقبال الرقمي, وليس أخيرا استقبال الصورة ثلاثية الأبعاد , ما نقل التلفزيون من مجرد أداة للفرجة الى وسيلة للتفاعل مع المتلقي أي مع الناس وعنصر مهم في التأثير على السلوك العام ، سواء كان تأثيرا مباشرا أو تراكميا .. وهنا تكمن المسألة وتكمن الخطورة حين نرصد اتجاهات هذا التأثير فقد تأخذ منحى الايجابية وقد يكون تأثيرها سالبا , إن المحتوى هو الذي يحدد مسار الاتجاه وهدفه , وفي الحالتين سيبرز التلفزيون كعامل مهم وبنسب عالية في التأثير على سلوك المتلقي بمختلف شرائحه العمرية..
ولأن السلوك الإنساني قابل للتبدل, فان مرحلة الطفولة هي أخطر المراحل قابلية لهذا التبدل كما هي الأخطر في تشكل شخصية الفرد , وما يقال عن شريحة الأطفال يمكن أن يقال بنسب أخرى عن شريحة الشباب الذي تشكّل وعيه بوجود الصورة أي الذي ولد في عصـــر نفسه أمام هجمة طغيان لصورة خرجت عن مكوناتها المحلية بخروجها من دائرة الإعلام المحلي المغلق الى فضاء أرحب وأشمل مع الانتقال الى عصر البث الفضائي.. انه يجد نفسه أمام صورة معولمة ليس بالضرورة أن تتفق مع تلك التي ألفها في محيطه الصغير , انها تقدم في الغالب نمطا آخر من الحياة ومن السلوك يطال كل العناصر المكونة للثقافة , من اللباس الى الطعام الى الفنون الى المسميات الى لغة التخاطب وصولا الى طريقة التفكير .. انه يقف في مرمى المفعول به وسط صراع خفي هو الصراع من أجل تسييد نمط معين من الحياة , قد يكون هو ما عناه مصطلح ( صراع الحضارات ) .. وقد سيطر مثل هذا الفهم على نسبة كبيرة من عقل النخبة الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 إذ سمي (دونالد رامسفيلد ) وزير الدفاع الأمريكي على سبيل المثال ما حدث بأنه ( محاولة للتأثير على نمط حياتنا ) .. ولم يكن من باب المصادفة أن نلحظ فيما بعد هذا التدفق لقنوات الغرب والشرق معا مستهدفة الفضاء العربي مخاطبة المتلقي العربي بلغته العربية , بل بلهجته المحلية , وهذا التدفق لم يكن بالطبع عملا خيريا تقف وراءه جمعيات خيرية , ولكنه عمل استراتيجي دفاعي استباقي في مفهوم مخططيه والقائمين عليه .. انه استباقي بالمعنى الذي يستهدف تغيير أفكار المتلقي العربي وتوفير شروط تبدل سلوكه بما تحمله من قيم ومفاهيم ومعتقدات يراها هؤلاء بأنها تناقض نمط حياتهم وتشكل مشروع صدام ..
إذن نحن أمام استهداف حقيقي للشخصية العربية تبدأ من مرحلة الطفولة ثم الشباب وصولا الى النخبة , وقد رأينا حجم التأثير المذهل والسريع الذي أحدثته (الميديا) وبدور أكبر التلفزيون في تبدل العديد من أفكار النخبة العربية ممثلا في تلقف وتبني مصطلحات جديدة خطابا وسلوكا هي نتاج لتداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
إن ما يزيد المسألة تعقيدا وخطورة هو أن الخشية لم تعد تتعلق بخطاب عابر موجه أو خبر موظف يسوق .. سأشير هنا الى هذا الفيضان من البرامج المستنسخة والمسلسلات المدبلجة التي تحمل في مضامينها وحتى أشكالها مفاهيم وقيما وسلوكيات وافدة غير أنها للأسف أصبحت مركز استقطاب ومتابعة واهتمام من قبل شرائح مهمة في المجتمع العربي وفرضت حضورها بقوة داخل البيت العربي في وقت تراجعت فيه مستويات التعليم والثقافة وغابت القدوة في المجتمعات العربية .. ما جعل المتلقي المحلي في دائرة الاستهداف السهل لقدوات مجسدة أو افتراضية تسوقها الصورة الوافدة مسلسلات كانت أم برامج أم أخبارا أو إعلانا.. ان المتلقي العربي بفعل ذلك انما يتعرض لعملية خطف ممنهجة لشخصيتة بما تتسم من خصوصية الثقافة سينتج عنها لا حقا ثقافة أخرى ستنتج بدورها سلوكا مغايرا ونمط حياة آخر وطريقة تفكيرأخرى , ولا يبدو أمام هذا الواقع ما يمكن أن يحمي هذا المتلقي , بل قد نجد أنفسنا قريبا وقد انتقلنا من محاولة حماية هذا المتلقي الى حقيقة أكثر تعقيدا وهي العمل على استعادة هذه المخطوف .



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلام يخاطب نفسه وآخر يسمع نفسه !
- سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!
- قصة قصيرة : الهاتف
- السّلام الأخير
- اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!
- -القتل رميا بالشائعات-
- سؤال الصحفى ورد الرئيس
- قصة قصيرة : اش ..
- سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف
- ايران الثورة .. كنت هناك : ( 2 ) ذلك الثوري صاحب قاموس الممك ...
- ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني
- مليارات القلق
- قصة قصيرة : سيجارة
- الأشجار لا تموت دائما واقفة
- العرب وايران..صناعة العداوة
- الخيبة.. أو (رياضة الكراهية)
- الرهان علي الوقت الضائع
- - صناعة الجوع -
- كان هذا هو الموجز
- كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!


المزيد.....




- ترامب يوجه هجوما لاذعا للزميل جيم أكوستا والأخير يرد
- تحرك ضد جنرال أمريكي منتقد لترامب.. إليكم ما أمر به وزير الد ...
- بوتين: سيادة أوكرانيا تقترب من الصفر ولولا دعم الغرب لها لان ...
- أين وصلت التحقيقات بعد عام من مقتل الطفلة هند رجب؟
- الهند.. مصرع 15 شخصا على الأقل نتيجة التدافع في أكبر مهرجان ...
- تحطم مقاتلة -إف-35- أمريكية في ألاسكا ونجاة طيارها (فيديو)
- الاستيقاظ المتكرر أثناء الحلم قد يكون علامة مبكرة لمرض خطير ...
- عشرات القتلى والجرحى في تدافع خلال مهرجان ديني شمال الهند
- فيديو محمد بن سلمان يعزي أبناء الأمير محمد بن فهد يثير تفاعل ...
- -عندما يريد شيئًا.. فإنه يحدث-.. تحليل خطة ترامب في غزة وخيا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بشير زعبيه - اختطاف مشاهد !!