|
أبن الراوندي .. شيء واشياء أخرى !!!
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 20:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- ما الموت ؟؟ .. عاد الأمير يسائل انستوميس الواقفة خلف حلقة الجلساء . - لا أعرف أيها الهوداهوس الأمير ، لكنني أخمن ، بخيال النقصان ، أنه خراب اللون من رواية كهوف .. صفحة 4 للكاتب الكردي ( سليم بركات )
يعتبر القرن الثالث الهجري ذو ميزة خاصة للمؤرخين من ذوي الاتجاه العقلاني في تفسير التاريخ ، ميزة هذا القرن كانت تتمحور في كونه العصر الذهبي للمعتزلة ، الذين يمثلون اليسار في المؤسسة الفقهية الإسلامية ، اليسار المتعقل والمتسلح بقوانين العقل في فهم الدين .. كانت التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية في هذا القرن أسيرة الفساد السياسي والأخلاقي المنتشر في قصور السلطة !! عصر المؤامرات والقتل والظلم بأبشع صوره في أقلية تحمل صكا ألهيا في الثروة ، وأكثرية لا تملك شيئا سوى العري في الدنيا وفي الآخرة ، وســــــؤال يرافقها ويمزقها ( لماذا جاءت للدنيا ؟؟؟ ) ، كان عصر المتوكل بالله الذي يعتبر نقطة ســـوداء في التاريخ العربي في اضطهاد الفكر والفلسفة .. من رحم هذا العصر العربي الملعون ولد شخص صاخب وكثير الجدل كان يدعى أبن الراوندي من بلاد فارس التي صبغت الإسلام فأحسنت من اللعب به !!!! على مر العصور، أثار حوله ضجة كبرى في عصره والعصور المتلاحقة ، ترك بصمة واضحة على التاريخ الإسلامي الفلسفي ، أنتقل من المدرسة المعتزلية فالشيعية وأخيرا الإلحاد !!!! شأنه شأن أبي بكر الرازي في هذا التنقل المريب ( الرائع ) .. ينتمي أبن الراوندي لمذهب اللاأدرية ، وهو تيار فلسفي قديم جديد في نفس الوقت ، ينادي بوجود الله لكن استحالة معرفته بالمعرفة البشرية ، لهذا تبقى الأمور الدينية هي غيبيات غامضة لا تحدد بشريا ، ولهذا هي ليست نوعا من الإلحاد كما اتهموها ... أســـمه أبن الراوندي وفي الأصل ( أبن الريوندي ) ، هو أبو الحسين أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق ، عاش بين عامي 205 إلى 245 ، وقد أختلف المؤرخين في تاريخ ميلاده ووفاته بالكامل ، بدأ حياته خجولا حسن السيرة منعزلا للتأمل فقط ، ثم حدث الانقلاب في حياته لشخص غريب الأطوار يناقش في أمور العقيدة ولا أحد يستطيع أحد الرد على حججه والأدلة التي قدمها في بطلان النبوة وتنزيل القرأن ، كان أقدر أهل زمانه على قلب الحقائق والتلاعب بالحجج ، فتارة يؤلف كتاب وتارة أخرى يؤلف كتاب خر بالرد عليه ، وحادثة اليهود الذين دفعوا له أربعمائة درهم بالرد على الإسلام ومن ثم ألف كتاب بالرد على نفس الكتاب كان قد ذكرها الطبري في تاريخه .. كان ساخرا وهازئا من كل الحياة الفكرية التي ســـــادت عصره .. وقيل إن أباه كان يهودياً فأسلم ، فقال اليهود للمسلمين إنه سيخرب عليكم دينكم كما فعل أبوه بديننا .. المتتبع لحياة أبن الراوندي في الكتب المتفرقة التي تحدثت عن نوادره ، كان يربط بين الله والفقر ، فقد كان يعيب على الفقراء أن يدعوا الله بالرزق والغنى وبقائهم على شقائهم !!! ومن نماذج من عواصفه الفكرية التي أثارها نذكر : أن دين النبي محمد أذا لم يكن متفقا مع العقل فلا يجوز الأخذ به ، وإذا كان متفقا مع العقل فنحن في غنى عنها لأن عقولنا أفضل !!!! يقصد أبن الراوندي بهذا بأن العقل في عصر لا يناسب بالضرورة عصرا أخر لاختلاف معيشة البشر !!!! أن الكعبة بيت لا يسمع ولا يبصر، وأن الطواف حوله كالطواف حول أي بيت !! ( نلاحظ هنا مقدار التشابه بين فكره وفكر الحلاج ) ، وفي القرأن يقول ابن الراوندي ، أن فصاحته دليل بطلانه ، فهي نزلت بلغة قريش لا لغة باقي قبائل مكة أو باقي قبائل الجزيرة أو باقي شعوب العالم !! فكيف أذن ينزل للعالم كله وهم لا يفهمونه !!!!! والملائكة الذين أنزلهم الله في معركة بدر وناصروا المسلمين والفئة القليلة غلبت الفئة الكثيرة ، فأين هم أذن في معركة احد ؟؟؟ لماذا تركت الملائكة النبي يهزم ؟؟؟؟؟؟ .. وفي مسألة المسيح وموته يبين لنا أبن الراوندي الاختلافات بين مصير المسيح في الكتب المقدسة ، فكيف أذن تدعي أنها من مصدر ألهي واحد !!!! وبالغ كثيرا أبن الراوندي في طعن القرأن إلى درجة القول بأن كلام أكثم بن صيفي وهو من بلغاء العرب ، كان أشد فصاحة من القرأن !!!! ونذكر أيضا بأن أبن الراوندي كان يتهم الأنبياء بأنهم كانوا يستعبدون الناس بالطلاسم !!!! كما وعارض نظام الوراثة في اختيار الخليفة وقال بأنها بدعة قد ألصقت بالنبي ، ومن أشهر أقواله : ( من أعظم الأساطير في حياة الإنسان تلك الصورة التي يرسمها الإنسان بوهمه عن الخالق ) .. لم يعرف تماما مكان وفاته تحديدا وقد ذكرت النصوص المتأخرة بأنه عاش منفيا ومتخفيا أواخر حياته .. شخصية أبن الراوندي كانت شبحا ولكثرة النصوص وتعارضها وخصوصا التي كتبت في القرن الخامس والســـادس تؤكد بأن الكثير من المؤلفين قد انتحلوا شخصيته في الكتابة ضد الدين .. أبن الراوندي وجابر بن حيان والرازي وأبن المقفع وابن كمونة وابن سينا وغيرهم من فلاسفة المسلمين كانوا ردة فعل واقعية لعصرهم حيث التشرذم الأجتماعي المتمحور على أساسين : نقابات الكدية في القاع ونقابات الدعارة في القمة ، كانوا كما يقول ( الدكتور نصر حامد أبو زيد ) يبحثون عن شبابيك لدخول الهواء لهذا السجن العربي الذي ملئته الديدان التي تغذت على الدم واتخذت من أفخاذ النساء ( ناقصات عقل ودين ) اوكارا لها ... كانوا يبحثون عن اللون بعد خرابه !!!!!!
المصادر - تاريخ أبن الريوندي ، تأليف الدكتور عبد الأمير الأعسم ، منشورات دار الأفاق الجديدة ( بيروت ) - من تاريخ الإلحاد في الإسلام ، تأليف عبد الرحمن بدوي ، دار سينا للنشر ، الطبعة الثانية
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ومع أحمد مطر ( الذي حاول حلاقة الرأس العربي فأصطدم بتلال من القمل ) اختتم مقالتي هذه .
( مؤهلات )
تنطلقُ الكلابُ في مختلفِ الجِهاتْ بلا مضايقاتْ . تَلهثُ باختيارِها تنبحُ باختيارِها تبولُ باختيارِها .. واقفةً أَمامَ " عبدِ اللاّتْ " بلا مضايقاتْ ! وتُعرِبُ الحميرُ عن أفكارِها بأنكرِ الأصواتْ بلا مضايقاتْ . وتمرقُ الجِمالُ من مراكزِ الحدودِ في أسفارِها وتمرقُ البغالُ في آثارِها من غير إثباتاتْ بلا مضايقاتْ . ونحنُ نَسْلَ آدمٍ لَسْنا من الأحياءِ في أوطانِنا ولا من الأمواتْ . نَهربُ من ظِلالِنا مَخافةَ انتهاكِنا حَظْرَ التجمّعاتْ ! نَهربُ للمرآةِ من وجوهِنا ونكسرُ المرآة ْ خوفَ المداهماتْ ! نَهربُ من هروبِنا مَخافةَ اعتقالِنا بتهمةِ الحياةْ ! صِحْنا بصوتٍ يائِسٍ : يا أيُّها الولاةْ نُريدُ أن نكونَ حيْواناتْ نُريدُ أن نكونَ حيْواناتْ ! قالوا لَنا : هَيْهاتْ لا تأملوا أن تعملوا لدى المخابراتْ !
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دليل متواضع لسلامة الدماغ العربي غذائيا
-
مالذي يحدث في مسرحية TRIFLES لسوزان غلاسبل
-
أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!
-
كافكا .. اللحضات الأخيرة لنسر
-
أثنولوجيا قطع الرؤوس عند العرب .. الطقس والجذور
-
متى يكون العربي ليس عربيا !!
-
نحو لاهوت مخنث !!
-
الكانزفيلد في البارا سيكولوجيا .. وعن الكانزفيلد العربي الأس
...
-
جدلية الحب .. حسب قاموس بريجيت باردو !!!!
-
حين شرحت الشيوعية لجدتي ... لماذا أنا شيوعي ؟؟؟
-
عزرا ئيل بقبعته المكسيكية في مدينة الحلة سائحا !!!
-
من مفكرة نيزك يتسول في شوارع المجرة !!
-
أنا ونرجس ونيتشه ... الوحي بلون أحمر !!!
-
فأر يكتب مذكراته .. ( الأنزيمات التي أعلنت نبوتها )
-
ماكياج عربي ... فقط !!!
-
تعاسة البشر وأشياء أخرى
-
رسالة للرفيق حميد مجيد موسى .. ليته يسمعني ؟؟؟
-
من الباراسيكولوجي .. فرضية بيجماليون في تفسير مابعد الحياة
-
الماتور بأمر الله !!!
-
من ميراث رحم سيدة لاتنجب سوى الأناث !!
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|