أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إيمان شويطر - جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم














المزيد.....


جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم


إيمان شويطر

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 18:23
المحور: حقوق الانسان
    


إيمان شويطر - عضو لجنة حقوق الإتسان في" المنبر التقدمي" (حقوق وقانون)

في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، نستذكر شهداء الوطن الذين سقطوا تحت التعذيب الوحشي وتحت قانون أمن الدولة الذي حل البرلمان من أجله وداس على القيم الديمقراطية والأخلاقية وأسس مبدأ انتزاع الاعتراف بالطرق غير الإنسانية متجاهلاً كل المواثيق الدولية والمبادئ الإنسانية.

نستذكر الشهيد محمد غلوم بوجيري 2/12/76، الشهيد الشاعر سعيد العويناتي 12/12/76، والشهيد الدكتور هاشم العلوي الذي أزهقت روحه تحت التعذيب في ظل قانون أمن الدولة سيئ الصيت. كان ذلك في فجر الحادي من شهر أغسطس عام 1986 عندما اقتيد من شقته ومن بين أسرته الصغيرة إلى المعتقل ومنذ ذلك اليوم وحتى تاريخ استشهاده مورس بحقه أسوء أنواع القهر والتعذيب لدرجة الشهادة في الثامن عشر من سبتمبر 1986 وفي محاولة تفعيل بنود الدستور والميثاق المستجد من بعده واللذان يحتويان على بنود تصون حقوق الإنسان والمواطنين.. باعتبار أن هذه القضايا لا تسقط بصفة التقادم بل تظل عالقة ومؤرقة ومؤلمة للضمير الإنساني حتى يتم التحقيق والإنصاف فيها.

وفي خضم كل هذه المستجدات.. يطل علينا بدون خجل وبشكل ينافي كل المواثيق والمعاهدات والبنود الدولية المرسوم بقانون رقم ( 56) لسنة 2002 الخاص بتغيير بعض أحكام المرسوم بقانون رقم ( 10) لسنة 2001 بالعفو الشامل عن الجرائم الماسة بالأمن الوطني.

إن التعذيب سواء كان جسدياً أو معنوياً محرم في دستور البحرين الحالي وكذلك محرم في دستور (73 ) المادة ( 19 ) حيث يعاقب القانون كل من يمارسه ويبطل كل قول أو اعتراف انتزع نتيجة التعذيب، كما أن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان تحرم التعذيب ، وتعده جريمة ضد الإنسانية لا يسري عليها مبدأ التقادم مهما طالت السنين ولا يمكن إعفاء أي كان من مسئولية ممارسة التعذيب الذي يعد خرقاً للدستور والمواثيق الدولية لذلك لا يمكن أن تكون هذه الممارسات من ضمن صلاحيات الوظيفة.

إننا نتساءل كيف ننسى ونحن مازلنا وبعد مرور كل هذه السنوات نذكر ونستذكر ونتذكر بألم وحرقة ومرارة.. كيف نعفو.. كيف نصفح عن من اختطف الضحكة من أفواهنا.. وانتزع الفـرح من قلوبنا ويتََم أطفالنا وشـتت شملنا .. جرحنا مازال ينزف .. دموعنا مازالت تترقرق في مآقينا .في أي زمن نحن وأية مفارقة تلك التي حصلت عندما تطال الأيدي النجسة الأيدي الغادرة الناس الشرفاء الذين لم يعلنوا غير ما نطالب به اليوم ونقوله علنياً . أية أضرار نفسية ومعنوية تم تركها لنا لنعيشها إلى الأبد بسبب أسلوب إنهاء حياته بهذه البشاعة.


إنما أطالب به اليوم لن يرجع لي زوجي ووالد أبنائي ولن يرفع عني وعن أبنائي آثار الفقد القاسي للشهيد هاشم . إلا أن فتح باب التحقيق وكشف الحقائق ومحاكمة القائمين على التعذيب حتى الموت آنذاك، قد تحقق بعض الراحة لنا ولروح الشهداء، التي تم تشويهها جزافا بعد كل ما تعرض له من انتهاكات خطيرة في حقه كمواطن وكانسان وفي حق أسرته ووالدته التى توفيت بحسرتها على خيرة أبنائها .


إنـني أطالب إلى جانب فتح باب التحقيق بالتعويض المادي والمعنوي عن الأضرار التي لحقت بنا منذ ذلك الوقت كأبسط أشكال التعويض عن المأساة الإنسانية التي تم فيها خطف الإنسانية المتمثلة في شخصه ، إنسان في مقتبل عمره وزواجه وأبوته وعمله.


كان مقبلاً على الحياة بحب وعطاء لكل من هم حوله وفي كل مجالات حياته العائلية والعملية... خطفت روحه ومعها فقدت راحتنا وسعادتنا واستقرارنا كعائلة كانت متحابة ومستقرة وسعيدة ... لولا هذا الجرم الغادر والانتهاك الخطير.

انه من الضروري النظر إلى موضوع التعذيب كونه مشكلة اجتماعية وإنسانية كبيرة شملت عددا واسعاً من فئات الشعب... فمن الضروري إيجاد حل سياسي وإنساني شامل يضمن لكل المتضررين جسديا ومعنويا في حالة الوفاة أو العجز أو التعطل.

إننا كضحايا مباشرين أو غير مباشرين للتعذيب أصحاب الحق الشرعي في وضع قوانين الصفح والعفو ... وليس لغيرنا مهما بلغت قوتهم أو سلطتهم أن يضعوا تلك القوانين التي تلامسنا نحن فقط.



#إيمان_شويطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ ...
- تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
- الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا ...
- استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
- مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
- مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي ...
- عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
- في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إيمان شويطر - جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم