أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - عادات وهمية














المزيد.....

عادات وهمية


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- إذا ما مكثت برهة قصيرة فى حجرة مظلمة أشعر بوجود خيال – أيمكن أن يكون شبحاً , ام أن هناك رفيفاً من الحركة أراه بطرف عينى , غير أنى حين أدير رأسى لا أجد شيئاً هناك . أخر صوت رنين التليفون , أم محض (( تخيل )) منى ؟ يبدو لى أنى أشم رائحة الهواء المالح فى نسمات الصيف على شواطىء البحر .... و أنعطف حول إحدى النواصى فى مدينة أجنبية أزورها للمرة الأولى فإذا بى أرى أمامى شارعاً شديد الألفة بالنسبة لى لدرجة أشعر معها أنى عرفت هذا الشارع طوال حياتى ...
فى هذه الخبرات الشائعة عادة ما نكون غير متيقنين مما نفعله بعد ذلك . وأجدنى أتساءل : هل عيناى ( أو أذناى أو أنفى أو ذاكرتى ) تخدعانى ؟ أم أننى رأيت حقاً و صدقاً شيئاً خارجاً عن مجرى الطبيعة المألوف ؟ وهل يتعين على أن ألزم الصمت حيال ذلك ... أم أروى ما أرى ؟...
تعتد إجابة هذا السؤال اعتماداً كبيراً , على البيئة التى أعيش فيها , وعلى أصدقائى و أحبائى و كذلك على ثقافتى . ففى مجتمع متهوس بالتوجه العلمى الصارم ... قد أكون حذراً فيما يتعلق بالتسليم بأنى مررت بهذه الخبرات ... ذلك أن الناس قد يعتبروننى خفيف العقل أو معتوهاً أو شخصاً لا يوثق به .... ولكن فى مجتمع هو فى الأساس على استعداد للاعتقاد بوجود الأشباح ... مثلاً ... فإن سرد روايات عن تجارب كهذه ربما ينال القبول و قد يكون مجلباً للحظوة ... ففى حالة المجتمع الأول .... اجد إغراءً قوياً بإبقاء الموضوع بأكمله طى الكتمان ... أما فى حالة الجتمع الثانى فقد أجد إغراء على المبالغة أو الاستفاضة قليلاً لمجرد أن أجعل الرواية أكثرً إعجازاً مما تبدو ...
- ليس من الصعب العثور على الدوافع الممكنة لاختراع القصص و قبولها .... فهذه القصص توفر الوظائف للكهنة و الشيوخ و الشخصيات الهامة و غيرهم ... مما يدفع الاقتصاد العام فى وقت يسوده الكساد... وتعزز المكانة الاجتماعية للشهود و أسرهم ... كذلك فإن الصلوات تتلى مرة أخرى من أجل الأقارب الذين دفنوا فى مقابر هجرت فيما بعد بسبب الطاعون أو الجفاف أو الحرب ... كما كان ذلك يؤدى إلى رفع روح الجماهير المعنوية ضد الأعداء ... بالإضافة إلى ذلك ساعدت هذه الشهادات على تهذيب السلوك و دعمت طاعة تعاليم الدين كما ثبتت من إيمان الأتقياء .... وكان حماس الحجاج لتلك الأضرحة حاراً و مؤثراً .... إذ لم يكن من غير المألوف أن يمزج الناس حكاكة الصخر المتخذة من هذه الأضرحة بل و القاذورات فى الماء و يشربونه كدواء ....
أن الخطر الأكبر يأتى من شخص بلغ من الوقاحة حد الاعتقاد بأنه يلقى مثل هذه الأشباح و الكشوف الروحية ... وعلى ذلك يكذب فى أمور تتعلق بالله ... ويشيع نبوءات و أوامر إلهية زائفة ... ليس من المعروف أنها من لدن الله ... وإنما هى ملفقة ... ويتبع ذلك تغرير بالشعوب و نشأة طوائف جديدة و الكثير غير ذلك من الأعمال الدالة على عدم التقوى ... التى يمكن أن تحدث انقلاباً فى الفكرة ...
كل حالات الهراء المثبت أو المفترض .... هناك عملية خداع تنشأ , و أحياناً يحدث ذلك بحسن نية و لكن بنوع من التعاون .... واحياناً عن سابق تدبير خبيث ... وعادة ما تصاب الضحية بحالة من الانفعال الطاغى – كالدهشة أو الخوف أو الطمع أو الحزن .... ويمكن للقبول الساذج بالهراء أن يكلفك مالاً : وهذا ما عناه ب.ت بارنوم حين قال : (( فى كل دقيقة يولد مغفل )) ... غير أن الأمر يمكن أن يكون أكثر خطورة من ذلك ... وحين تفقد الحكومة و المجتمع القدرة على التفكير النقدى ... يمكن أن يفسر هذا عن نتائج و خيمة تبلغ حد الكارثة ... مهما بلغ تعاطفنا مع أولئك الذين اشتروا ذلك الهراء ....



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعى التطور
- معادلة الموت و الأبدية ...
- الكلوروفلوروكاربون...
- الخرافة و العقل ...
- نداء
- كوكب الأرض ...
- بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة
- إختبارات نفسية
- الجزء الثانى - شطحات جنونية
- الخوارق
- الجزء الأول - شطحات جنونية
- الجبهة الإنسانية
- ما هى الحياة
- فن الحياة
- العبور


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - عادات وهمية