طارق حجي
(Tarek Heggy)
الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 14:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
معظم المجتمعات العربية بحاجة ماسة لبرنامج إصلاح شمولي يمكنها من الإلتحاق بمسيرة التقدم و الحداثة . و تتراوح مواقف حكومات معظم هذه الدول بين رؤيتين : رؤية تتحدث عن الإصلاح الاقتصادي بصفته الأداة الكفيلة بإحداث النهضة . و رؤية أخرى تزاوج بين إهتمامها بالإصلاح الاقتصادي و الإصلاح السياسي. و الحقيقة أن هناك بعداً ثالثاً لا يقل أهمية و هو الإصلاح الثقافي. فأي مشروع لتقليص الفجوة بين الشعوب العربية و بين مسيرة الحضارة الإنسانية لا بد أن يتضمن ثلاث فعاليات : فعالية للتطور الثقافي و فعالية للتطور السياسي و فعالية للتطور الاقتصادي .
و نظراً للدور الذي لعبه الدين في تاريخ الشعوب العربية منذ القرن السابع الميلادي، فإن الحديث عن مشروع نهوضي ثقافي يتجاهل الإصلاح الديني هو ضرب من الحرث على البحر.
و يعني ذلك أن إحداث ثورة تقدمية عصرية نهوضية إنسانية داخل الثقافة الدينية هو شرط لازم لحدوث النهضة الكلية المتوخاة. و يعني ذلك السماح بنقد المؤسسات الدينية بل و إعادة النظر في التوجهات الأساسية للفقه الإسلامي الذى هو محض عمل بشري هدفه " استنباط الأحكام العملية من أدلتها الشرعية ". و يحتاج الأمر هنا لجرأة في التناول تصل لحد تبني إمكانية فصل الدين عن الدولة في المجتمعات الإسلامية.
و يقتضي مشروع كهذا الترويج لتاريخية العديد من النصوص الدينية بما يسمح بالقول بأنها كانت نصوصاً تتعلق بزمانها و مكانها و يقتضي ذلك منهجا جريئا في التعامل مع جوانب الفقه ، وبالذات الأحكام المتعلقة بالمرأة و الميراث و غير المسلمين و الجهاد... إلخ.
#طارق_حجي (هاشتاغ)
Tarek_Heggy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟