أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - النقاب في سورية سياسة كما المنع














المزيد.....

النقاب في سورية سياسة كما المنع


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ليس النقاب من الدين في شيء، وإنما الحجاب من الدين فرض. كي نتخلص من العنعنة، والتأتأة في التعاطي مع هذا الموضوع.
النقاب الحالي الذي انتشر في سورية، هو سياسة، تستند على موروث تقليدي، سعودي من جهة وتركي من جهة أخرى. مع العلم أن النقاب الراهن في سورية هو نقاب يمتزج فيه رمزيات متواجدة تقليديا في بعض المدن السورية منذ أيام الاجتلال العثماني مع " رمزيات ظاهرة الأفغان العرب، الذين أرسلوا بقرار دولي وإقليمي لمحاربة الوجود السوفييتي في أفغانستان 1980وما بعد، ومحورية تواجد الرمزيات الخليجية عموما والسعودية خصوصا، في هذه الظاهرة التي عادت إلينا، وبدأت تأخذ في كل بلد حيز، حتى وصلت إلى الجاليات المسلمة في أوروبا. يمتزج وكنت قد تناولت هذا الموضوع في أكثر من مقال، المنع سياسي ولأهداف سياسية وليس لأهداف حقوقية.

المرأة المنقبة في أوروبا، لاتحتاج لمن يدافع عنها، لأن من ترتدي النقاب في أوروبا، هي إمرأة متعلمة وفي الغالب مستقلة ماديا، وذات رأي في السياسة وفي السفور الأوروبي كما يسمى. ومع ذلك كنت أتمنى على الحكومات الأوروبية التي منعت وتريد منع النقاب أن تطرحه للتصويت على الجاليات المسلمة، وإن كان من باب الاستشارة سترى، أن الجالية المسلمة في اوروبا لا تريد النقاب.

بالعودة لسورية وما يدور الآن من أنباء عن منع المنقبات من التعليم ومن التعلم في الجامعات والمدارس. النقاب التركي كان محدود في بعض المدن السورية، وهو أتى بفرمان تركي أثناء الاحتلال العثماني لسورية والمنطقة. واستمر في بعض المدن، ولم ينتقل للريف السوري حتى تسعينيات القرن العشرين. وكان هنالك نقابان شفافان واحد أبيض للمرأة من أصول تركية، والأسود للمرأة من أصول عربية، لكنه لم يكن هكذا حاسما من القدمين وحتى الرأس والوجه..هذا النقاب الحالي هو نقاب خليجي- أفغاني. وتريد بعض القوى السياسية والمدنية تحويله إلى نقاب إسلامي من أندونيسيا إلى المغرب. ثمة مفارقة لا بد لنا من تسجيلها، المجتمع السعودي لم تكن المرأة بحاجة أصلا إلى نقاب، لأنها بالأساس لم تكن تخرج خارج البيت، قبل عدة عقود. المراة التي تنقبت وتنقبت- بضم التاء- هي المراة التي خرجت إلى السوق والتعليم....وأخذ النقاب الآن أشكالا عصرية ومتعددة، وطبقية أيضا، فلكل مقام مقال.

كان لباس المراة السورية الدمشقية المنقبة ملفتا للانتباه، فهي لا تغطي ساقيها حتى الركبتين إلا بجورب لحمي خفيف، ومع ذلك منقبة. الآن نقب الساقان أيضا، والسبب ليس دينيا أو وراثيا بل السبب قراءة سياسية للدين وجاهزية سياسية لوضع المرأة فيها.

بالمحصلة النقاب الحالي هو نقاب سياسي، كان يراه النظام السوري ينتشر منذ منتصف الثمانينيات، واتسع انتشاره أكثر في التسعينيات وما بعد..وهذا الانتشار كان وليد سياسة شارك فيها النظام وقوى سياسية متعددة، وإن كانت تأخذ لبوسا دينيا أو مدنيا. وانتشار السلفيات في سورية، هو سياسة أرادها النظام، لكي يواجه المد الديمقراطي في تسعينيات القرن العشرين، تحت عنوان مواجهة الغزو الثقافي الغربي. وهذا يذكرنا في بدايات الأسد الأب، عندما كان يقمع كل المعارضة ماعدا المعارضة الإسلامية، حتى عام 1975 كان يغض الطرف عن نشاطها، ولا يريد فتح معركة معها، ليس خوفا وإنما ترتيبا للأوضاع.

موجة المنع الآن، في الواقع لا يمكن للمرء أن يتنبأ، لماذا اتخذت السلطة السياسية هذا القرار في سورية؟
تقول مصادر أنه اتخذ لأسباب أمنية، ومصادر أخرى تقول أنه اتخذ لمواجهة التطرف، ربما بعد فترة قصيرة نجد قوى التنقيب السياسي هذا توجه رسالة للرئيس الأسد لكي يلغي هذه الإجراءات ربما يستجيب وربما لا يستجيب لا أحد منا يحزر، فالسلطة في النهاية شخص واحد.

حقوقيا المنع مرفوض، ولكن سياسيا في الوضع السوري أرى بخلاف كثر من المعارضة السورية، أن منع النقاب في مؤسسات التعليم أمر ضروري وهام جدا، في حال ترافق مع مجموعة من الإجراءات التوعوية والتشاركية!!! وهذا لن يحدث في سورية بالطبع، لأن التشاركية عدو رقم واحد للنظام.
ربما الموقف من هذه الظاهرة، في المؤدى الأخير لا يمكن لنا مناقشته إلا في ضوء مناقشة، أزمة الحريات العامة المفقودة في سورية.
في العالم الغربي جاء المنع ديمقراطيا، وليس بقرار شخص واحد أو مجموعة من ضباط الأمن، سواء في بلجيكا أو فرنسا، ولأسباب مختلفة عن أسباب النظام السوري، كنا قد ناقشناها سابقا.

هنالك من أسر لنا أن هذا الإجراء جاء نتيجة نصيحة فرنسية للنظام في دمشق، لكي يلمع صورته في الغرب، ولا نعرف مدى دقة هذه المعلومة.
قضية النقاب الآن في سورية يجب نقاشها ضمن نقاش غياب الحريات العامة وقسم كبير من الحريات الفردية، وليس نقاشها كظاهرة منفصلة.
استطاعت سياسات النظام وبعض القوى الأخرى الإقليمية والحزبية الإسلامية السياسية أن توجد عمقا اجتماعيا وثقافيا للنقاب في سورية، وغن كان محدودا لكنه ليس قليل، وهذا أمر يجب التوقف عنده، ودراسته، لأنه أداة من أدوات الحرب الأهلية النائمة.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلاميون وسياسة.
- أبي حسن وياسين الحاج صالح التباس المعنى سوريا.
- خواطر مكسورة
- نصر حامد أبي زيد
- تركيا دولة وليست سلطة إسلامية.
- السلطة واضحة ونحن أكثر! النخب السورية.
- الإصلاح يعيق الإصلاح- الدورة السورية.
- في الإسلام الولاية للسياسي --حركشة- مع علي العبد الله في سجن ...
- نناجي أرواحنا ولا عزاء... إلى أكرم البني حرا بعقله..
- دولة فاشلة أم سلطة غاشمة؟
- خارج/ داخل ذواتنا وليس بلدنا.
- بين طوارئ مصر ولا طوارئ سورية.
- اليمن واليسار لشرخ الديمقراطية إلى الصديق الأعز كامل عباس..
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية4-4
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية3-4
- بين البكيني والحجاب والشعر المستعار. المرأة دينيا أم سياسيا؟
- حزب الله وتغير الدور.
- طبقة عاملة أم يسار عامل؟
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية 2.
- لحن في التهديدات الإسرائيلية يتطلب الخروج من نغماتنا.


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - النقاب في سورية سياسة كما المنع