أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - هل حقاً كلنا مقتدى وكلنا بن لادن وكلنا صدام؟














المزيد.....

هل حقاً كلنا مقتدى وكلنا بن لادن وكلنا صدام؟


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 932 - 2004 / 8 / 21 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع لما تبثه فضائياتنا المناضلة المحرضة، وما تصرخ به جرائدنا الصفراء والسوداء والحمراء، وبكل ألوان قوس قزح، الذي يطوق سماء الشرق من الأفق إلى الأفق، والمتلمس لنبض جماهيرنا وتظاهراتها، والشعارات المكتوبة بخط رديء، أو على ملصقات صممها محترفو التحريض والكراهية، كل هذا يؤكد للمتابع كأننا كلنا مقتدى الصدر، وكلنا صدام حسين، وكلنا أسامة بن لادن، كأن سماء الشرق وأرضها تصرخ: بالروح. بالدم. نفدي رموز الكراهية والقتل والإجرام!!!
دعنا نتساءل بصدق، ليس ليستنتج كل منا ما يطيب له أو يتمنى من نتائج، ولكن لنحدد من نحن فعلاً، ولهذا يجب علينا أولاً أن نتساءل: هل ما يهضب به الشرق الآن من كراهية وحقد أسود على الإنسانية والحضارة والمتحضرين، وتعطش لسفك الدماء، حتى لو كانت دماءنا، ولتحطيم كل معالم الحضارة على أرضنا، حتى لو كانت البقية الباقية من ثرواتنا، كما تفعل عصابات مقتدى الصدر والزرقاوي حالياً بوادي الرافدين ومهد الحضارات، هل هذا القار الأسود الطافي على السطح هو حقيقتنا التي كانت مضمرة، ووجدت فرصتها أخيراً للظهور، بعد كبت القرون، منذ اندحار جيوش البربر والمتبدين في أسبانيا؟
أم أن هذه لحظة ضعف وترد استثنائية، تمكنت فيها عناصر التخلف الكامن من الانقضاض على جسد الشرق الرابض سباتاً أشبه بالموت، مدعومة بثروة النفط الريعية المتراكمة، والتي كان لابد لتراكمها -الذي تسارعت معدلاته منذ بداية الربع الأخير من القرن الماضي – من أن يحدث ضغوطاً تتناسب معه في القيمة، وفى الاتجاه الأقرب للقوى التي تمتلكه، والتي لم يكن من قبيل المصادفة أنها قوى التخلف والجمود في المنطقة، بما تحمله من تفسيرات وأيديولوجيات يعود لها الفضل في كل ما نرى الآن على الساحة، مستعينة بلحظة مفصلية انهارت فيها الكتلة الشيوعية مخلفة فراغاً وحيرة، في منطقة اعتادت على التأرجح أو الكمون تربصاً وتسولاً وابتزازاً، في المنطقة الفاصلة بين القطبين المتنافسين؟
لو لم تكن الثروة المتراكمة ثروة ريعية، وكانت تراكم رأسمال ناتج عن العمل، كونتها مجتمعات عاملة، نتيجة جهودها وإدارة ثرواتها البشرية والطبيعية، كما كان يمكن أن يحدث في العراق والشام ومصر، هل كانت هذه الثروات ستوظف لدعم أسوأ ما في هذه الأمم من عناصر وبذور الجمود والتخلف والكراهية، أم أن الأمر كان من المحتم أن يختلف، وأن تنزوي مثل تلك العناصر، لتطفو على السطح قيم الإنتاج والإنجاز وقبول الآخر، وهي قيم من الصعب أن نفترض أن عناصرها غير موجودة بصورة مطلقة؟
وإذا كانت مجتمعات الثروة الريعية قد تساقطت الثروة في حجرها دون أن تسعى إليها، بل سعى إلى ذلك الآخر الغربي، فلماذا لم تسع المجتمعات الأخرى المؤهلة لاكتساب الثروة من العمل إلى تحقيق إنجازاتها الخاصة، بدل أن تقدم أبناءها ومجتمعاتها ضحية أو محظية أو جارية، يستبيحها سدنة الدولارات النفطية، وما يتدفق معها من أيديولوجيات عدائية كارهة للحياة، لم تعرف لها البشرية نظيراً؟!
حتى لا يضيع منا السؤال علينا أن نعيد صياغته:
هل ما نبدو عليه الآن هو حقيقتنا التي لا مهرب لنا منها، لا في الحاضر ولا في المستقبل؟
ألا يمكن لنا إلا أن نكون قتلة ومصاصي دماء وقاطعي رؤوس؟
أم أننا وفق شروط وظروف معينة يمكن أن نتحول إلى بنائين وصانعي حضارة؟
لنعود الآن إلى السؤال الأساس:
هل كلنا فعلاً مقتدى وصدام، ومن المتشيعين لأمثالهما، أم أن الصورة تبدو كذلك لمجرد علو صوت تلك الاتجاهات، في حين أن الأغلبية الصامتة ليست كذلك بأي حال، بل تتوق ليوم الخلاص من هذا الكابوس الجاثم على صدرها من قرون طويلة؟!
لا أتصور أن الإجابة الصحيحة يمكن أن تأتي من فرد واحد مهما بلغ علمه ورجاحة عقله، فهي عندنا جميعاً، سوف يجدها كل منا في داخله إذا ما راجع نفسه وساءلها، إن كان فيها ما يمثله مقتدى وبن لادن وصدام، وستجدها كل أم ولود، إن كانت تأمل لوليدها أن يصير واحداً من هؤلاء القتلة إذا ما اشتد عوده، ولنستعرض معاً ما يمثله هؤلاء:
· الاستخفاف بالحياة الإنسانية، واحتراف العنف الدموي، دون احتياج حتى للحد الأدنى من المبررات.
· الكراهية العمياء للآخر، مع التوسع الدائم لدائرة الآخر، لتشمل أقرب المقربين ( لاحظ تكتيك التخوين والتكفير شائع الاستخدام عند هؤلاء).
· العداء للعلم والعقلانية، والاستناد للخرافة والأسطورة والتلاعب بمشاعر وغرائز الجماهير.
· احتراف التدمير، والعجز التام عن البناء والتعمير.
· سيطرة هاجس الانتقام وشفاء الغليل، في غياب تام لمجرد الأمل في انتصار، يكون نهاية سعيدة لمسلسل الدمار والقتل ( وهذا واضح من توازن القوى مع الأعداء، والذي لا يخفى على أحد).
نأمل أن تأتي الإجابة من أرض الواقع، من أرض الأحلام، من أرض الرافدين التي صارت الآن قبلة العالم وأمل الأحرار في كل مكان وفي شرقنا المسكين على أخص وجه، فعلى هذه الأرض عريقة الحضارة سيتحدد مصيرنا جميعاً، سيتحدد لمن ستكون الغلبة، للقتل والدمار والكراهية ومقتدى والزرقاوي وصدام، أم للحرية والحضارة والمحبة والسلام لكل أبناء العراق، وكل شعوب المنطقة.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة الصدامية
- العولمة. . سقوط وتغير المفاهيم
- أزمة السلطة الفلسطينية
- شجرة الكراهية . . من الجذور إلى الثمار
- قبل تغيير الشرق
- دوائر الانتماء بين التفاضل والتكامل
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 6
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 5
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 4
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 3
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 2
- الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 1
- الفاشيون الجدد والتانجو الأخير
- الفاشيون الجدد ودموع التماسيح
- - أثداء الصبار- قصة قصيرة
- خربشات على جدار مفترض - كتابة عبر النوعية
- الشيخ وهالة الصبح - قصة قصيرة
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 3/3
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 2/3
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 1/3


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - هل حقاً كلنا مقتدى وكلنا بن لادن وكلنا صدام؟