حسين علي غالب
الحوار المتمدن-العدد: 932 - 2004 / 8 / 21 - 08:57
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
من يلقي نظرة على أكثرية الشوارع العراقية من الشمال إلى الجنوب يجد أن هناك بيوت يقدر عددها بالآلاف و هي شبه مهدمة أو مهدمة بالكامل و لم يبقى منه سوى بعض الأعمدة و حطام مفتت هنا و هناك و عندما تسأل من هو المسبب لهذا الدمار يجيبون كل العراقيين و بإجماع بأن من قام بهذا بتدمير هذا البيت أو ذاك هم قوات الاحتلال و مصيبتنا الآن و مصيبة هذه العائلات هي أين هم يذهبون و أين سوف يجدون حائط يؤويهم بعد ما تدمر بيتهم الذين دفعوا ثمنه سنين حياتهم و هو يبنوه حجرة فوق حجرة ليصبح مقر لهم و يتركونه لمن بعدهم لكي يعيشون فيه أين سوف تذهب هذه العائلات التي تضررت و فقدت بيوتهم الذين قضوا فيه سنوات رائعة من حياتهم لكي ينتهي كل ما عملوه و تعبوا من أجله بلحظات قليلة جراء صاروخ أو دبابة تهدم البيت أمام أعينهم و هم لا يستطيعون فعل شيء سوى الصبر أو رفع أيديهم لكي يدعوا الله سبحانه و تعالى لكي يساعدهم على المصيبة التي أصابتهم و المضحك في الأمر بأن قوات الاحتلال ادعت بأنها تقوم بدفع مبالغ مالية كتعويض مقابل أي ضرر يحدث على البيوت بسببهم و أنا لا أعرف هل تعب السنوات و الذكريات الجميلة يمكن أن يدفع مقابلها مبلغ معين من المال أنا لا أعتقد ذلك و في النهاية دعوني أذكر لكم هذه القصة التي حدثت في مدينة الرمادي حينما تعرض بيت من البيوت للقصف و هدم بالكامل فعندما سمع صاحب البيت الذي تم هدمه بأن قوات الاحتلال تقوم بدفع تعويضات للبيوت التي تعرضت للهدم بسببهم ذهب ليطالب بتعويض فإذا قوات الاحتلال تقوم تعويضه مبلغ ضخم فهل يعلم القارئ كم يبلغ المبلغ ...!!
لقد تم تعويض صاحب البيت الذي تم هدمه مبلغ أربعمائة دولار فقط مقابل بيت لو عرض للبيع الآن و هو غير متعرض للهدم لكن قد بيع البيت بمبلغ يزيد عن السبعين ألف دولار فيا ألهي ما هذا الكرم الحاتمي التي تملكه قوات الاحتلال و ما أتعس حال العائلات العراقية التي تبحث عن دار يؤويها
#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟