أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - كي لا يتحول العراق الى النموذج النيجيري














المزيد.....

كي لا يتحول العراق الى النموذج النيجيري


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 20:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نيجيريا: جمهورية فدرالية تتألف من ٣٦ إقليما، عدد سكانها ١٥٤ مليون من ٢٥٠ مكون (عرق) يتكلمون ٥٢١ لغة ولهجة ولكن اللغة الرسمية للدولة هي اللغة الإنكليزية ويمثل المسلمين ٥٠٪ من السكان والمسيحيين ٤٨٪ من السكان وتعتبر نيجريا من اكبر الدول الأفريقية بعدد سكانها ومساحتها ضعف مساحة العراق وتحررت من الاستعمار البريطاني في عام ١٩٦٠ وتعتبر نيجيريا من أهم الدول الأفريقية المنتجة للبترول وتحتل المرتبة الثالثة عشرة في قائمة أهم الدول المصدرة للبترول على المستوى العالمي وتكنى احتيال رقم ٤١٩ عالميا بالاحتيال النيجيري.

زرت قبل سنوات لاغوس العاصمة القديمة وتعتبر الآن العاصمة الاقتصادية لغرب أفريقيا وما ان دخلت الفندق حتى ان رأيت مستغربا في واجهة البهو لوحة تحذيرات تحذر الضيوف من قائمة محاذير طويلة أهمها:

o لا تستخدم بطاقة الائتمان.
o لا تخرج من الفندق بدون حماية.

بالنسبة للنقطة الأولى كنت أعددت نفسي لذلك قبل سفري بناء على تحذيرات قبل الزيارة فدفعت كلفة الإقامة في فندق عالمي (تحت إدارة شركات فندقية معروفة عالميا) في لاغوس نقدا وهذه هي الدولة الوحيدة بعد العراق دفعت فيها كلفة الإقامة في فندق نقدا.

عند مدخل الطريق الى فندق وجدت صفين على جانبي الطريق من البنات لا تتجاوز العقدين من العمر تعرضن أنفسهن لمن يرغب ان يجازف بحياته او صحته.

كعادتي عند زيارتي للدول للمرة الأولى أحاول ان ادرس المجتمع (لست اقصد دراسة أكاديمية وإنما حب الاستطلاع ولزيادة المعرفة) فوجدت في وقتها ما يلي:
o نيجيريا دول غنية بمواردها الطبيعية وخاصة البترول والغاز.
o نيجيريا دولة فدرالية واختارت الإنكليزية كلغة رسمية لتجاوز صراعاتها القومية.
o نيجريا لها سواحل ومستنقعات مشابه للاهوار العراق غنية بثورة السمكية وخاصة الروبيان العملاق حيث يبلغ حجم روبيان ٥ أضعاف الروبيان العادي فقد شاهدت وتذوقت هذا الروبيان على سفينة صيد مملوكة لشركة هندية تعمل في ميناء صيد الأسماك في لاغوس لم أُشاهد في حياتي روبيان بحجم الروبيان النيجيري.
o صراع طائفي.
o استيلاء غير مشروع على البترول من قبل العصابات والقبائل وخاصة في دلتا نيجر وتصفيتها بطريقة بدائية من خلال مصافي غير مرخصة فأصبحت مستنقعات دلتا نيجر ملوثة بالبترول وقضت على الكثير من الزراعة والثروة السمكية.
o خطف الشاحنات بما فيها. سألت مدير مزرعة البان في نيجيريا كيف تأمن نقل الحليب فأجاب ان العصابات لا تهتم بالخزانات الحليب لعدم وجود أسواق لصرف الحليب السائل قبل ان يختمر.
o نيجيريا من الدول المعروفة بالجريمة المنتظمة والتحايل ٤١٩ او الغش النيجيري. لقد وقع الكثيرون في شرك الغش النيجيري ومنهم شخصيات عربية، وقد سلط ناصر القصبي في المسلسل الكوميدي السعودي طاش ما طاش الأضواء على هذه العملية في إحدى حلقاته. ان هذه الجريمة او الاحتيال معروف منذ عقدين من الزمن وسجلت عالميا تحت رقم ٤١٩ حيث ترسل رسالة بالفاكس او البريد او البريد الإلكتروني الي شخص مختار من دليل الهاتف او التجاري او اية وسيلة أخرى ويدعون بأنهم يمتلكون أموال لشخصية حاكمة سابقة في البلاد لا يستطيعون إخراجها من نيجيريا ويطلبون المساعدة لإخراجها مقابل عمولات تصل الى ٣٠٪ وقد تصل الى ملايين الدولارات فيصدق المستلم الرسالة فحواها ويسعد لاختياره وكأنه شخصية مهمة مسلطة عليها الأضواء عالميا، وقد وقع الكثيرين في هذا الفخ من الرجال الأعمال والمسئولين والقياديين في بعض الدول العربية حيث استقبلوا المحتالين النيجريين ككبار الضيوف على الدولة في مطاراتها ودفعوا لهم الأموال لتسهيل العلميات المزعومة فبدل ان يحصلوا على الأموال يدفعون من أموالهم الخاصة (المسروقة من الشعب ) لتسهيل عملية الإخراج الأموال الخيالية من نيجيريا.

قصدي من هذه المقدمة الطويلة هو انه اذا استمر المشهد العراقي الحالي على ما هو عليه الآن وصراع النخبة على السلطة والحكم لتقسيم المغانم ولم يحاكم الوزراء والمسئولين على التقصير والفساد الإداري والمالي فأن العراق سيسير نحو النموذج النيجيري وخاصة العاصمة بغداد.

ان التقصير جريمة اكبر من الفساد المالي ومعاقبة المقصرين يمنع الغير المؤهلين من قبول مهمة لا يستطيعون أدائها, ولكن المقاييس اختلت عندنا في العراق فأصبحت المزاجية والطائفية من العوامل المسيرة لإدارة الحكم فكيف يمكن تعطيل تشكيل حكومة بسبب شخصية رئيس وزراء وليس بسبب برنامج الحكومة الائتلافية لفترة اكثر من أربعة اشهر.

كي لا نتحول الى النموذج النيجيري لابد ان ينالوا جميع الوزراء في الحكومة القادمة ثقة مجلس النواب بشكل فردي من خلال عرض برنامج وزارته واستدعائه شهريا الى مجلس النواب ليكشف عن أداء وزارته بصدق وجرأة وما أنجز من برنامجه, ان المسئولية ليست امتيازات ومخصصات وانما خدمة الشعب العراقي وإن من لن يؤمن بهذه المعادلة عليه ان يوفر على نفسه المساءلة والقصاص.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكونت الدولة العراقية بتخطيط استعماري ندفع ثمنه الآن
- القيادة السياسية العراقية القادمة
- دعوة لإعادة الانتخابات في العراق
- المشهد والرؤية في العراق
- الكل يحب الدخول الجنة ولكن لا أحد يحب ان يموت
- لا يستحق المالكي ولا علاوي رئاسة الوزراء
- لماذا تخلف العرب عن الصناعة
- حل مشكلة الكهرباء في العراق
- اياد علاوي يلعب بالنار
- حماس لها اردوغان يحميها وللقوميات في تركيا لها رب يحميهم من ...
- اين الحق واين الحقيقة في العراق
- جريمة القرصنة البحرية والخطاب المسرحي لإسماعيل هنية
- الأراضي المستقطعة من المحافظات العراقية
- أُنادي بإعادة الانتخابات العراقية
- كذب السياسيون ولو صدقوا
- ماذا لو تولى النجيفي او الهاشمي رئاسة المجلس النواب
- الحقوق والأحلام والممكن في العراق
- المالكي والقرار التاريخي المطلوب
- زلة لسان مام جلال بألف
- شبكة الانترنيت والأمن والاستقرار في العراق


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - كي لا يتحول العراق الى النموذج النيجيري