أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - وعى التطور














المزيد.....

وعى التطور


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 20:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعد التطور عملية تنفتح فيها الطاقة المغلقة , أو الوعى المنطوى , أو الخصائص النفسية و العقلية المنثنية على ذاتها . إلى غاية هى تحقيق القطب الأسمى الذى تسير إليه بفعل كيف طاقتها , كم كتلتها ...
التطور ليس صراعاً بل تكاملاً , وليس انقراضاً بل تواصلاً فى النوع . فالنوع يتحول إلى نوع آخر فى عملية تحقيق لباطن وخارج لا يتعرض للانقراض لأنه يتابع مسيرته فى نوع يتكامل فيه و يبلغ لهدف أو الغاية المتضمنة فى القانون الذى يوجد من أجله لتحقيق ذاته على مستوى أعلى
وفق ما يراه العلم يوجد تحول متبادل بين الطاقة و الكتلة . وهكذا , يتابع الانغلاق انتقاله من مبدأ إلى مبدأ . ومن جهة ثانية , تستمر العملية التطورية فى كل المراكز الفردية . وقد استمرت عمليتا الانغلاق و الانفتاح , وسوف تستمر إلى أبد الهور . وعلى هذا الأساس , تكمن قاعدة التطور فى الروح المنطوية و المغلقة التى يتوجب عليها أن تتطور مفصحة عن ذاتها و كاشفة عن سرها , لتصير إلى مرحلة نهائية و ذلك عندما تحقق كل ذات هويتها ووحدتها مع الواحد ...
كانت هذه العقيدة , ومازالت , المبدأ الأساسى فى الحكمة الشرقية . ويتلخص هذا المبدأ على النحو التالى : ثمة حياة فى كل شىء , وثمة عقل فى أكثر أنواع المادة كثافة . ومن خلال التطور, يتكشف المزيد من العقل فى عملية الانفتاح , الأمر الذى يشكل التمييز بين المعادن , والنباتات و الحيوانات .... ولقد أفام العلم الفيزيقيى الدليل على وجود الحياة فى الذرة التى هى الوحدة التى يتألف منها كل شىء فالتمييز فى التركيب البنيوى للذرة هو الذى يساعد التطور على عملية الصعود .... وهكذا , تجتاز الحياة المتطورة من شكل إلى شكل آخر , وتختزن فى ذاتها الخبرات التى اكتسبتها عبر تكون الأشكال . ويشكل هذا الانتقال و التخزين قاعدة التجسد أو الولادة من جديد ...
عندما نشأت الأرض , كانت الروح متضمنة فى الجزىء ... ولم يكن هنالك وجود لغير المملكة المعدنية ... ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن عمر الأرض يقترب من أربعة آلاف مليون سنة ... وكانت الروح فى مرحلة أقرب ما تكون إلى غيبوبة أو استغراق فى كل جزىء من جزيئات المعادن التى كانت مظهراً لها .... فالشكل البلورى , وهو حصيلة المعادن و التفاعلات الكيميائية ... يقدم لنا دليلاً كافياً عن الحياة , وعن قليل من العقل يعمل فى ما ندعوه المعدن و التراب غير الحى ...... وبعد انقضاء ملايين السنين , تطورت أدنى أشكال الحياة تماماً كالبلورات , وتألفت من مادة مماثلة , ولقد أظهر هذا التطور المزيد من العقل ...... ونشأت هذه الأشكال البدائية الحية فى الماء وليس على اليابسة ... فقد بدأت بالنباتات و حيدات الخلايا ... وكان من الصعب تمييزها عما يسمى بالتراب اللاحى .. ومن ثم تطورت أشكال أعلى عن طريق التكاثر و التوالد ... وكانت كالمعادن ... تتألف من الأوكسجين , والكاربون , والهيدروجين , والنيتروجين وقليل من الفوسفور و الكبريت ... لذا ’ تشتق جميع المعادن من الهواء و الماء و التراب ... وعلى كل حال ... يلعب عنصر الكربون دوراً هاماً جداً , الأمر الذى يجعله العنصر السائد ... فالأشكال الحية كلها ليست أكثر من تكثيرات الخلية الواحدة ... وتعد البروتوبلازما الناتجة عن الكربون المادة التى تشكل كل خلية ... وهكذا ... نشأت الحياة فى البروتوبلازما ... وبالتالى كان الكريون .... الذى يؤلف أشكالاً مختلفة كالماس و الفحم الحجرى ... القاعدة الفيزيقية للحياة ...
هكذا تظهر كل خلية الحياة و تفصح عنها حينما تتكاثر بالانقسام بعد النمو . أما نقطة الانقسام هذه فإنها تكون فى النويات المركزية . وبعدئذ , تتشكل مجموعات الخلايا التى تتكون منها الاسفنجيات , والمديخات إلخ التى وجدت فى البحر . وبعد ذلك , تشكلت نباتات أعلى , ونمت و تطورت . و الحياة التى كانت غافلة تماماً فى المعادن بدأت تكشف عن ذاتها بالنمو , وفى الوقت الذى كانت المملكة النباتيه تزدهر و تنمو .... تولدت المملكة الحيوانية بعد مليونى سنة .... ولم تكن الحيوانات , فى أشكالها الأولية , تتميز عن النباتات ... ومع تقدم الأشكال عبر مسيرة التطور نشأ فرعان متميزان : كانت النباتات الأولى أعشاباً بحرية ضارة , وفطريات , وطحالب , واشنيات , ونباتات راسخة , وأعشاب صنوبرية , وشجيرات متأخرة كثيراً . لذا فقد بدأت المملكة الحيوانية , مثل المملكة النباتيه بالمتعضيات و حيدات الخلايا دعيت مونيرا – وهى نقطة لزجة صغيرة مؤلفة من بروتوبلازما شبيهة بالغراء ... وبعد كل ما حدث , ظهرت الاميبا – المنخربات ... و المرجانيات... وشقائق البحر ... وقنديل البحر ... وزنابق الماء ... ونجوم البحر ... والديدان ... والسرطانات ... و الحشرات ... والرخويات ... وإلخ ... وبعد ذلك ... ظهرت الحيوانات التى امتلكت عموداً فقرياً ... ودعيت بالفقاريات التى بدأت بالأسماك و الزواحف .... والبرمائيات ... والطيور ... وفى فترة لاحقة ... ظهرت الثدييات التى دعيت باللامشيمية – لأنها لم تكن تمتلك المشيمة ... فكانت هذه الثدييات – مثل البلاتيبوس – وآكل النمل ... أو الحيوانات الكيسية مثل الكنغر ... تسمى الجرابيات ... أما الشكل الأخير من الثدييات فقد ولد حيوانات ناجحة تملك المشيمة ... وتدعى ذوات المشيمة ... وكأن آخر ما برز فى هذه الرتبة هو الإنسان ...
يعترف العلم الفيزيقى بهذه العملية التطورية التى تستدعى التبدل من شكل إلى شكل ... أما العلم الروحى فإنه يفترض تطور الشكل من الروح أو النفس الكامنة ضمنه ... ولما كانت النباتات قد أظهرت انبثاق الحياة بالنمو ... وانبثاق المملكة الحيوانية بالحركة ... فإن الحياة خطت خطوات إضافية و أظهرت فعل العقل ... الأمر الذى أدى إلى مزيد من فعل العقل الذى وافق نحو و تطور الأشكال العليا ... وعلى هذا الأساس . توجب على الشكل أن يصل إلى مرحلة نهائية وذلك لكى تتطور الروح و تؤدى إلى بروز أشكال و خسوف أشكال أخرى .... و عندما تحقق الشكل فى ظاهرة الإنسان ... وافقت الروح و ارتاحت نتيجة لتحقيق اكتمال المخطط التطورى للوجود الأرضى ....



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلة الموت و الأبدية ...
- الكلوروفلوروكاربون...
- الخرافة و العقل ...
- نداء
- كوكب الأرض ...
- بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة
- إختبارات نفسية
- الجزء الثانى - شطحات جنونية
- الخوارق
- الجزء الأول - شطحات جنونية
- الجبهة الإنسانية
- ما هى الحياة
- فن الحياة
- العبور
- معتقدات تطورية


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان
- دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان عن لبنان وتدعو الى توق ...
- دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان على لبنان وتدعو لوقفه ...
- مستوطنون يهود على حدود مصر يزعمون سماع أصوات تحت الأرض


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - وعى التطور