أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الاستعداد للقاء الله جل وعلا














المزيد.....

الاستعداد للقاء الله جل وعلا


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 20:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 ـ كثير من المثقفين العرب والأجانب إذا وصل إلى نهاية العمر أصابه إحباط، إذ تحول المستقبل لديه إلى ماضي وبدأت شمس حياته في الغروب ، استهلك حياته في كدح ونضال وقاربت حياته على الانتهاء، وهو بين حالتين، إما أن يكون قد حقق ما يريد ولكن لم يبق لديه من العمر كي يحتفل بنجاحه ، وأما أن يكون قد أخفق وضاعت حياته في الفشل، وفي كل الأحوال فإن نهاية العمر تحمل إليه كلمة النهاية، وأن عليه أن يستعد لاستقبال الموت، حيث يترك خلفه كل ما اجتهد من اجله وحيث يتعين عليه أن يفكر فيما بعد الموت، هل هناك حياة أم لا.. وتلك هي القضية التي تجاهلوها من قبل ، ولكن أصح عليهم أن يواجهوها قبيل الموت..
2 ـ وأولئك المثقفون الأجانب الذين لا تحتل الآخرة جانباً هاماً من تفكيرهم يكون إحباطهم شديداً وهم في أرذل العمر، انتهى منهم كل شيء إلى لاشيء، ولم تعد الخمر ولا المخدرات تسعفهم في النسيان.
أما الأغلب في المثقفين المسلمين أن يعود بعضهم إلى التدين السائد ، وأغلبه فاسد، فيلقى بإحباطه لدى ضريح مقدس أو شيخ دجال يحسب بذلك أنه يحسن صنعاً . وقد يمنعه عقله من الوقوع في هذه الخرافات الدينية ولكن لا يجد بديلاً إلا الحيرة. وبعضهم يقف سجل أعماله السابق حائلاً بينه وبين الهداية إذ يحاول تطويع عودته للدين لأفكاره السابقة. فينكر حقائق الإسلام التى تخالف ما تعود عليه من ثوابت فكرية انطبعت في عقليته، وتراه يقرأ القرآن فيستكثر ما فيه من حديث عن النار وعذاب الجحيم.
وبدلاً من أن تدفعه تلك الآيات إلى تطبيع علاقاته بالإسلام وان يبدأ طريق الهداية، وهي متاحة له فيما تبقى له من عمر ـ بدلاً من ذلك يستفظع العذاب، ولا يقوم بنقد ذاتي لما سلف من سيئاته وافتراءاته ، فالتوبة الحقيقية تستلزم الإقرار بالذنب في إخلاص أمام الله تعالى وتبديل العمل السيئ إلى عمل صالح، وإصلاح العقيدة. ولكن صاحبنا ليس على استعداد لذلك كله، لهذا يكتفي بالاحتجاج على العذاب في النار مستكثراً أن يناله العذاب، ولسان حاله ينطق عليه قوله تعالى "( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ) ( الحجرات 17 )، فصاحبنا يتصور أنه ما دام قد اعترف بالإسلام بعد تاريخ من الإلحاد فهذا يكفي . ولا يظن أن أمامه لإصلاح نفسه وإنقاذها جهداً يتم به قبوله عند الله. وأساس هذا الجهد هو التوبة المخلصة وتصحيح الإيمان وتصحيح العمل فيما تبقى له من عمر قبل أن يأتي الاحتضار.
3ـ وحقيقة الأمر أن صاحبنا مرهون بعمله السابق وتاريخه السابق، وكل ما في الأمر أن اقترابه من الموت جعله يستيقظ على حقيقة مروعه، وهي أن الدنيا زائلة فانية ويتعين عليه الاستعداد لما بعدها، إلا أنه لم يستعد تمسكا منه بتاريخه السابق في العداء مع الله، وذلك التاريخ السابق يقف حائلا بينه وبين الهداية. فإذا قرأ القرآن ووجد فيه النبرة العالية في الوعيد وعذاب النار استنكر ذلك، وتمنى ألا يحدث ذلك.. لأنه باختصار لم يستعد ليوم الحساب، وقد كان ينكره أصلاً عندما كان متفاعلاً بشبابه وحيويته في خضم الحياة الدنيا، ثم اضطر للاعتراف بهذا اليوم حين بدأت شمس حياته في الغروب، إلا أنه مجرد اعتراف دون نية حقيقية في التغيير للأفضل والاستعداد الإيجابي لهذا اليوم... ومن هنا فإنه لا يرجو لقاء الله. يقول تعالى "( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .(العنكبوت 23 )،ـ ويقول تعالى" إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ( يونس 7 ، 8 ) .
4 ـ عزيزي القارئ : هل ترجو لقاء الله ؟ أم لا ترجوه ؟ . وهل تعمل من أجل ذلك اللقاء. ؟ . تذكر أنك لن تستطيع الفرار من الله جل وعلا. تذكر أن قطار الزمن يجرى بك رغما عنك دون توقف يحملك نحو لحظة الموت المقررة لك سلفا ، ولن تستطيع القفز من القطار قبل الموعد ، ولن تستطيع إيقاف القطار أو تهدئة سرعته ( 60 دقيقة فى الساعة ).
إنظر الى ما فات من عمرك ، وتخيل ما بقى من عمرك ، وتدبر قوله جل وعلا : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ؟ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) ( المؤمنون 115 ).
ودائما .. صدق الله العظيم .!!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كتاكيتو بنّى ) :
- الحرية الدينية و الحرب الفكرية
- مفتى مصر يأمر رب العزة جل وعلا بادخال والدى النبى الجنة .. ب ...
- رحلة كارستن نيبور لمصر العثمانية (3 / 3 ) بعض ملامح الحياة ا ...
- رحلة نيبور الى مصر العثمانية (2 / 3 ) : بين التعصب الدينى وا ...
- بينى وبين الأستاذ الراحل نصر حامد أبو زيد . يرحمه الله تعالى
- الأذان للصلاة وفوضى الابتداع
- الاسلام دين العدل والقسط
- رحلة نيبور الى مصر العثمانية ( 1 / 3 )
- السّم الهارى فى تنقية البخارى
- ما لم تقله جريدة ( اليوم السابع ) من أجاباتى على تساؤلهم
- ( 20 ) وعظ السلاطين : فى الفتنة الكبرى الثانية: ( عبد الله ب ...
- الشيخ الشعرانى والجن
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (7)( وَتِلْكَ الأَي ...
- الخليفة المعتضد العباسى فى الأدب الإنجليزى
- آل المادرانى بين سطور التاريخ
- الحديث الصحفى بأكمله والذى لم تنشره جريدة المصرى اليوم
- ( 11 ) الأحكام الشرعية القرآنية فى زكاة المال
- (10 ) تزكية النفس باعطاء المال : الاطار الأخلاقى لتشريعات ال ...
- بيان المركز العالمى للقرآن الكريم بشأن اغتيال شهيد الطوارىء ...


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الاستعداد للقاء الله جل وعلا