أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...















المزيد.....

انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعض الكتل السياسيـة تتعامل مع ائتلاف العراقيـة وكأنها تمثل المكون السني ’ وتلك اساءة لسكان المناطق الغربية من العراق ’ وهم مثل غيرهم يختلفون مع بعضهم ومن داخلهم من حيث الميول والأهواء والتوجهات والمصالح الأجتماعيـة والطبقية ’ ولكن ومثلما عليه اهل الجنوب والوسط ’ تم اختزال هويتهم الجغرافيـة والسكانية والتاريخية الحضارية بالطائفـة والقوميـة ’ فكان تمزيقاً ملعوناً لهويـة الأنتماء الوطني المشترك ’ انه مفهوم موروث مدمر يستفاد منه ويمارسه الغزات والمحتلين والطامعين ولأسبابهم الخاصة ولا توجد للعراق ثمـة مصلحـة بذلك .
لو اخذنا محافظات الجنوب والوسط وسكانها يشكلون اكثر من 65 % من المجتمع العراقي ’ ثم المجتمع الكوردستاني الذي يشكل ثاني اكبر قوميـة في العراق والذي تجاوز الطائفيـة بأتجاه اهدافـه القومية وهمومـه الأجتماعية ’ واضفنا الى ذلك الرموز المحترمـة من المكون السني كالشيخين الجليلين عبد الغفور السامرائي وخالـد الملا وكذلك الأستاذ حاجم الحسني والشيخ ابـو ريشـه وكثيرين غيرهـم وهـم يمثلون ثقلاً سياسيـاً واجتماعيـاً وعشائريـاً داخل المحافظات الغربية وقد رشحوا انفسهم في الأنتخابات الأخيرة مع قوائم مختلفة وعلى اساس وطني ’ هنا الأمر يجرنا الى سؤال : اين هنا سنية القائمة العراقيـة التي رئيسها بعثي شيعي واغلب رموزها بعثيين ركبوا ظهر الفتنـة الطائفيـة الأخيرة والعداء الموروث للآخر ... ؟
من الغباء الفادح والنفاق المدجـل’ ان ينظـر الى العراقية والتعامل معها كمكون سني ويخلع عنها هويتها البعثية ’ فوراء ذلك التفسير تمترس طائفي وعملية تضليل وتجهيل واستغفال للملايين بغيـة المساومـة على ثقتهم واصواتهم ومصالحهم ثم مقايضـتها .
القائمـة العراقية : هي واجهة لفلول البعثيين العروبين من داخل وخارج العراق والمدعومين بملياردات الدولارات الخليجيـة والرياح الأمريكيـة التي جرت بأتجاه اشرعتهـا مـن داخل صناديق الأقتراع للأنتخابات الأخيرة .
الذين غيروا الآن رياحهم بأتجاه العراقية وخاصة ممن حصلوا على مقاعدهم عبر اصوات اهل الجنوب والوسط ’ عليهم ان يخلعـوا عمامة امير المؤمنين علـي ( ع ) فبضاعتهم على ابواب الكساد والأفلاس التام وان محاولات استغفال الناس اصبحت على ابواب نهايتها وان كانت رحلتهـم بأتجاه البعث لا تعيقهـا خطوط الخجل ’ فعودتهـم ستصطدم بموانـع حمـراء وسوف لن يصغي الوعي العراقي الجديد الى المستهلك مـن هلوسات الشعوذة ...
بعض دلالي بزارات الجـوار ووكلاء الأحتلال يتسابقون لصعود قطـار مؤامـرة تزويـر الأنتخابات بأتجاه المستنقع ’ يحاولون جهدهم سحب الشعب العراقي الى هاويتهم ’ متناسين ان العراقيين لم ينتخبوهم لتلك المهمـة ’ انها عملية اعادة تبعيث العراق وبأسم العراقيين .
مفارقـة مثيرة للقرف وكأن العراقيين صوتوا لأعادة تبعيث انفسهم ووطنهم ’ هكذا فصلت الدسيسة من داخل صناديق الأقتراع ومررت عبـر شرايين المفوضية العليا (المستقلـة !!!) للأنتخابات واصبحت واقـع حال حيث فرضت الفلول البعثيـة لاعبـة رئيسيـة لتجعل مـن الأربعة سنوات القادمة خطوات قانونيـة بأتجاه الردة البيضاء’ وهذا ما كانت تحلم بـه وتدفع بأتجاهه الزمر البعثيـة مـن داخل ائتلاف العراقيـة .
ان محاولـة اعادة تبعيث العراق ’ ستصطدم بذاكرة ووعي ورفض العراقيين وحرصهم على مصالحهم ومكاسبهم ومستقبل وطنهم واجيالهم ’ انها ستكون مواجهـة مصيرية بين المشروع الوطني ممثلاً بالملايين من بنات وابناء واحفاد المقابر الجماعيـة وضحايا الأنفلـة ومجازر الأبادة في حلبجـة والأهوار والدجيل من جانب وقوى الردة من مجرمي الأمس وقبل الأمس مـن بعثيين وقـوميين عنصـريين وطـائفيين وشلل الأنتهازيين والوصوليين والمرتزقـة من جانب آخـر ’ تلك المواجهة الشرسـة ستحسم في النهايـة الى صالح المشروع الوطني وقواه الخيرة ’ فالعراق محكوماً بوعي شعبـه وقوانيين التغيير وحتميـة التقدم التي لا تسمح لـه ان يتراجع حتى ولو تطلب الأمر تضحيات اضافيـة ’ فالعراقيين الذين سحقوا وتجاوزوا بشاعات الفتنة البعثية وخاصـة للسنوات الأخيرة بعد سقوط نظامهم’ سيضغطون على جراحهم ويتجاوزوا البعث ومن يساومهم للأربعة سنوات القادمة ’ وسيسحبوا بساط ثقتهم واصواتهم من تحت مـن كذبوا عليهم وخدعوهم وغدروا بثقتهم واصواتهم خاصة بعـد ان ترسخت قناعتهم ’ بأن الأحفاد ومهما تلونوا ’ هـم على سـر اجدادهـم .
سكان المناطق الغربيـة مـن العراق ’ والتي لم يغادر المأزق العراقي ومآساة العراقيين معاقلهم ’ والأقليـة في كل شيء الا وفرة الأوسمـة والمكافئآت والرتب العسكريـة ’ لازالوا مـع الأسف يجترون اوهام عودة الماضي متشرنقين داخل شعارات وعنجهيات وبلادة اوهام
جعلتها الأزمنة الرديئة تكتسب قوة العادات والتقاليد والممارسات المدمـرة’ ولا زالوا يعانون خراباً داخلياً لا يسمح لهم رؤيــة وقبول واقعهـم ضمن الواقع العراقي بمعطياتـه السياسيـة والأقتصاديـة والأجتماعيـة والتاريخيـة الحضاريـة ’ ولا يرغبون تلمس حجمهم كأقليـة لا يسمح لها العراق الجديد ان تتسيد وتتحكم بمصير الأغلبيـة الساحقـة كما كانت ’ ولم تدرك خطورة تعنتها وممارساتها ’ خاصة اذا ما وصل معها مجتمع الجنوب والوسط الى نهايـة الطريق ونفاذ الصبر فيكون الطلاق بديلاً ’ حيث ان اللعبـة التاريخيـة الهرمـة للوحـدة والشراكـة الوطنيـة التي ما عنت يوماً الا دسيسـة الأقليـة للأيقاع بالأكثريـة هي الآخرى فقدت بريقها واصبح محتواها كما هو البيض الفاسد لا يصلح لشيء .
قد يجد البعث العروبي مناخـه وبيئتـه وتربتـه داخل المحافظات الغربيـة ’ لكنـه سيجد نهايته عند الحدود الجغرافية لمحافظات المقابر الجماعية والمعاناة التاريخية’ ومثلما ليس بالأمكان الجمع بين ثورة 14 / تموز 58 الوطنيـة والأنقلاب الدموي في 08 / شباط / 63 الفاشي ’ كذلك سوف لن يلتقي استبداد الأقلية بمستقبل الأغلبيـة الساحقـة ’ انها معادلـة طوى صفحتها الزمن واصبحت مجرد ذكرى بشعـة تخدش وتؤذي ذاكرة العراقيين .
اخيراً نعود لنذكر البعض مـن مكونات ائتلاف دولـة القانون والتحالف الكوردستاني والقوى الخيرة الأخرى من داخل الحكومة وخارجها وقبل ان يحرقوا اصابعهم بمصافحة ومصالحة الحصيلة البعثية لدسيسة التزوير ـــ وهم ضحاياها ـــ عليهم ان يلتفتوا الى ناخبيهم وقاعدتهم الشعبيـة ويتجنبوا ان يكونوا جسراً لعبور اعادة تبعيث العراق ’ حيث سيكون عتاب التاريخ قاسياً عند ابواب صناديق الأقتراع للأنتخابات القادمـة .
17 / 07 / 2010



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والزعيم : بياض في غرة التاريخ العراقي ...
- اين وصل سباق تشكيل الحكومة ... ؟
- ستتشكل الحكومة ولكن ... ؟
- مظاهرات مشروعة واختراقات مشبوهة ...
- التحالف الوطني وغياب حسن النوايا ...
- من يعوض من ايها الأشقاء ... ؟
- ديموقراطية الففتي ... ففتي
- رئيس حكومة ... ام شرطي مرور ... ؟
- الجندي المجهول .. والآخر المعلوم ...
- متسرعون لتشكيل الحكومة ... لماذا ...؟
- البعثيون يرفعون ذيولهم ...
- يا عراق البيك بيه ...
- بين المالكي وعلاوي جدار من المقابر الجماعية ...
- على الجوار الأسراع في تشكيل حكومتنا !!!
- عندما تنفجر بالونات اللعبة الأنتخابية ...
- التهديد : هو آخر نوبات الأفلاس ...
- خيمة نسب ...
- اذا كان الأمر هكذا : فلتسقط العلمانية...
- لو ان : علاوي رئيساً للحكومة ... ؟
- من يحاصر من ... ؟


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...