أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - سفينة الامل ..ما بين العنب والناطور..














المزيد.....

سفينة الامل ..ما بين العنب والناطور..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 00:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عالقة في الذهن ادوار الفنان العربي الكبير"زهير النوباني"..وقد يكون اشدها التصاقا في الذاكرة اداءه اللافت في شخصية الكاذب مدعي البطولة الزائفة" بطيحان" وهو يطيل التخير لسلاحه متحيرا ما بين السيف والبندقية رغم ان الاعداء كانوا داخل مضارب العشيرة..منتظرا ان تنتهي الامور سريعا قبل ان يضطر الى اتخاذ ما قد يفضح جبنه وخسته وتخاذله..
فمن غير الممكن عدم استرجاع هذه المشاهد ونحن نرقب الزحف السلحفاتي المتثاقل المتقطع بالاعطال الفنية "المفاجئة" لسفينة الامل وطول اصرار منظميها المدعوم بالايمان الغلاظ بان وجهتهم هي غزة رغم ان العالم باسره يعرف انها لن تعدو العريش مستقرا لها..
فبقدرة اقل من بطيحان على الاقناع.. انفض سيرك سفينة الامل بما كان متوقعا-او مخططا- له من البداية..واقتصرت مهمته على رحلة ترويحية هادئة ساكنة في البحر الابيض المتوسط بواسطة سفينة" متهرئة وتعبانة وقد تكون هذه هي آخر رحلاتها وإذا بيعت في السوق قد لا تحصل على أكثر من 150 ألف دولار مقابلا لها" كما قدر قيمتها بخبرة التاجر الشاطر السيد سيف الاسلام القذافي,,مضيفاً" وفيها عشرة من الفتية الصغار وشباب متطوعون"مما قد يضيف بضعة دولارات أخرى على القيمة المقدرة.. مما قد تعد صفقة جيدة مقابل المانشيتات العريضة التي ستبرز بطولات القائد الاممي في اعالي البحار..
اساطير سطرت واحلام روج لها عن فرق وارتجاف اسرائيلي ورعب تخطى قدرات الدولة العبرية لتشمل العالم الغربي كله من طلائع العقيد الزاحفة..وكلام كثير عن وساطات وتوسل وشروط واسترضاء وتذلل وركوع من قبل الاسرائيليين الذين اتوا طائعين يحملون العنب في يد والجزية في يد اخرى يقدمونها عن يدٍ وهم صاغرين قربانا لاقناع عميد الحكام العرب بان العريش اقرب الى القدس من غزة.
ولكن المؤسف في الامر ان كل هذا الزعيق الضاج والهاتف لم ينجح في استراق بعض الوهج الاردوغاني الذي سفح فيه من الدم الكثير..وخصوصا ان الغرب اعتبره من الدم الذي لا يجوز له ان يراق..وليس عشرة"صغار" يرسلون للذبح فداءً للقائد الاممي ولا نوائح تندبهم..فالقذافي..وان كان يتوجب علينا الاعتراف بتحصله على مواهب واضحة كمنتج جيد وسخي..ولكنه مخرج سئ وقارئ اسوأ للاحتمالات التي يمكن ان تتمخض عنها مثل هذه الترتيبات الاقرب الى الفواصل الترفيهية نسبة الى الواقع السياسي المعقد الذي تعيشه المنطقة.. ..وان كل ما افرزته هذه العملية المشبوهة هو اظهار اسرائيل بمظهر الحريص على تخفيف الحصار وانهم"الناطور"الشرعي على كروم فلسطين الذي يهلل سيف الاسلام على نجاحه باستلال بعض العنب منها..
ولكن كل هذا لا يهم..فالعملية برمتها لم تكن الا فقرة روتينية لقتل الضجر الذي يعتري ملك الملوك في فترات راحته الاجبارية ما بين لقب ولقب..وهي وسيلة مبررة لدفع الفواتير المتأخرة لبعض الاعلاميين الذين لا يملون من ممارسة دور المرآة السحرية مرددين عبارات المديح الزائف للشرير الذي يقبع على كرسي الحكم..ولكن المرآة قد اسرفت في خداعك هذه المرة سيدي القائد..فما حاجة غزة الى سفينة متهرئة وبعض الصبية..وكيف ستكسر اكياس الدقيق المكدسة في العريش حصار الشعب الذي اسفت ممارسات امثالك بقضيته.. والم تكن العريش اقرب الى ليبيا من اليونان..ولم كل هذه الاطالة في الطريق..هذا اذا استثنينا الظن المسبق الاقرب للسوء والاثم حول جدوى ارسال مثل هذه السفينة اصلا..
بعد حادثة سفينة الحرية والتهور الاسرائيلي المجرم في مواجهتها.. قام بعض الغاضبين بنحت نموذج مجسم للسفينة المنكوبة.. والطواف به زاعقين متقافزين في شوارع احدى مدننا العتيدة..وان كنا نستطيع ان نعد مثل هذا الفعل كمثال نموذجي على القدرة العربية اللافتة على احالة اي شئ..وبالمعنى العريض لعبارة اي شئ..الى محض تهريج..ولكننا ..وبمنتهى الثقة..يمكننا اعتبار مثل هذه الممارسات اكثر نفعا وتبريرا ومنطقية من الرحلة الهشة المتحلة لسفينة الامل..ذلك الامل الذي نرجو ان لا يطول انتظار الشعب الليبي الشجاع والشهم والكريم الى بشائره ..والذي نتمنى ان تكحل انواره ارضهم الطيبة والمعطاء..وان تشرق على عيونهم شمس الحرية المنتظرة..والذي من المؤكد انها لن تبزغ من العريش ..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنتمسك بأخوة القمع والسياط..
- ألتقى الجبلان..ثم ماذا؟؟
- رضاع الكبير ..وسهم المؤلفة قلوبهم
- رئيس وزراء بعشرة اصوات..
- موسم الهجرة الى الجهات الاربع..
- خطوط من نار تحت اسم البعث
- التحريض الاعلامي.. في عصر الريموت كونترول
- ليس من هنا تؤكل الكتف..يا سيدي
- ملك الملوك مجاهدا..
- زعيق ضائع في عصر بنفسجي..
- موعد مع التاريخ..
- لا نور في نهاية النفق المظلم..
- اخوة الدم..واخوة الهم
- ماذا لو لم يكن امير؟؟..
- جريمة نجع حمادي..تهديم لمفهوم الدولة..
- تشخيص خاطئ..لاعتلال يمني مزمن..
- لا تخسروا الشارع الايراني..
- لن تقنعنا يا سيد مهرانبرست..
- لقد خسرت كثيرا يا كويت..
- سياسة تصدير الفتوى..


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - سفينة الامل ..ما بين العنب والناطور..