أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - مشكلة الصدر














المزيد.....

مشكلة الصدر


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 932 - 2004 / 8 / 21 - 08:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من مفارقات الوضع السياسي الحالي في العراق أنه ما أن ظنت واشنطن أنها خلصت من صدام حسين حتى انبرى لمواجهتها أحد أعدائه الألد, وهو مقتدى الصدر. والحقيقة أن المسألة تبدو وكأن أجهزة المخابرات الامريكية بأنواعها – وهي التي هيأت أرضية التدخل- لم تفشل في رصد معلومات صحيحة حول أسلحة الدمار الشامل وحسب ( وهذا قد يكون فشلا مقصودا بأية حال ), وإنما كذلك في رصد الأعداء المحتملين, والذين قد يسببون مشاكل , يبدو الجميع في غنى عنها. بعبارة أخرى, لم ير أحد الصدر آتيا . أذكر أنني في بداية التدخل العسكري, قرأت في مجلة جامعية أمريكية متخصصة بالشرق الاوسط, دراسة – لعلها كانت الدراسة العلمية الوحيدة عن مقتدى الصدر وحركته في ذلك الوقت , حيث لم يكن بعد قد تبين أي شيء عنه في بقية الابحاث المتوفرة – يقول صاحبها انه لا البنتاغون ولا "سي آي ايه" ولا أي جهاز قريب من السلطة في واشنطن يولي أي عناية جدية لمقتدى الصدر, بالرغم من أن كل شيء يدل على أنهم سيسمعون به أكثر فأكثر في المستقبل. وبالفعل, لم تتوفر التغطية الاعلامية عن الصدر الا بعد بروز تمرده في شهر نيسان, وخاصة بعد اقفال صحيفة الحركة. وللتذكير, فالرجل عبر عن طموحه بشكل علني عندما حاصر رجاله بيت آية الله علي السيستاني, ولم تكن مجابهته الأولى مع الامريكيين ولكن مع المرجعيات الشيعية الكبرى, كما أذكر. كانت مشلكة مقتدى الصدر – ولعلها لا تزال – متمثلة في صغر سنه وقلة خبرته وعدم كفايته العلمية للاحراز على درجة آية الله, حتى يكون مرجعا شيعيا محترما من الجميع. ولكنه عوض ذلك ببناء جيش صغير أو ميليشيا, - جيش المهدي – سرعان ما احتل أحياء كاملة يقطنها الشيعة محاولا فرض قائده كقوة سياسية. ويبدو فعلا أن مجابهة الصدر مع الامريكيين ليست إلا لتغطية حقيقة اخرى أقل استساغة ربما من طرف الشيعة وربما من طرف العراقيين جميعا, ألا وهي مجابهة الصدر مع قوى شيعية أخرى كان لها دورها الكبير في الاطاحة بصدام وهي تحتل منذ ذلك الوقت أهم المناصب في الحكومة المؤقتة.
سذاجة بعض المراقبين , أو قلة معلوماتهم, تجعلهم يعتقدون أن المواجهة الحالية بين الصدر والامريكيين ذات طبيعة مبدئية , أي هي تدخل في اطار ما يسمى بالثورة ضد الاحتلال أو مقاومة الاحتلال, من جهة العراقيين . وأما من جهة الامريكيين , فهم يرون عدوا لدودا في مقتدى الصدر, كما كان الحال مع صدام.
هذا بالطبع , ما يظهر على السطح. ولكن لنتساءل: من يوجد في مجلس الحكم ثم في الحكومة المؤقتة منذ الاطاحة بصدام ؟ والجواب هو : تلك الجماعات التي كانت تعتبر لا ألد أعداء "البعث " وحسب , وانما كذلك ألد أعداء الولايات المتحدة , مثل حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق, وسواهما ممن يقترب ايديولوجيا الى حد التماهي مع مقتدى الصدر. فما الفرق بينهم وبينه؟ الفرق أنهم يوجدون في السلطة, في حين أنه يوجد خارجها. هذه هي القصة كلها.
فمصدر شرعية الصدر ليس علمه , كما هو حال القيادات المرجعية, وليس هو كذلك قاعدته السياسية, التي لم يكن لها وجود أصلا, كبقية الاحزاب التي كافحت نظام صدام . شرعية الصدر آتية من السلاح, الذي يمثله جيش المهدي, أولا , ثم وبشكل ثانوي من ارثه العائلي (كون والده الصادق وبعض أقاربه قتلوا تحت نظام البعث). ومجابهته مع الولايات المتحدة جعلته يبدو البطل العراقي الجديد في نظر كل الذين ساءتهم ظروف الفوضى التي أعقبت التدخل. ومالبث الصدر أن أصبح زعيما شعبيا. يكفي أن نذكر بأنه في شهر ماي/ ايار الماضي أنجزت أجهزة سلطة التحالف المؤقتة سبرا للآراء بشأن الصدر, تبين منه أن 81 بالمائة من المستجوبين يساندونه. هذا ما جعل منه رقما في المعادلة. وهذا ما جعل المسؤولين السياسيين العراقيين يسعون للتفاوض معه.
بقي أن نتساءل : هل سيدرك الصدر ما هي حدود قوته في الوضع الحالي , أم تراه سيتصور أنه أصبح " لا يمس " ؟ هذا ما ستقوله لنا الأيام.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - مشكلة الصدر