أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي















المزيد.....

السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 198 - 2002 / 7 / 23 - 08:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

      في العرف العسكري الجنرال المتقاعد ليس جنرالا. ومن هو خارج المعركة ليس بمحارب . اما مجموعة الجنرالات الهاربون من بطش نظاما كانوا يوما ما دعامته القمعية واداته المستبدة في قطع رؤوس المخالفين لحكومة صدام يحاولون اليوم ان يعيدوا كتابة تاريخا  سطر بجماجم المعارضين الذين اهلكوا في دوالايب التعذيب الدموية لحكومة دافعوا عنها بمخالبهم واسنانهم. لكن كتابة التاريخ في هذه المرة ليس بالخازوق الوطني ولا بالفلقة البغدادية ولابالتيار الكهربائي لمصفى الدورة او محطات بيجي او دبس ولا بالتعليق بالمرواح الاسكندرية .انها بالادوات المستوردة الامريكية .

مجموعة الجنرالات الهاربون يعرفون جيدا ليس فقط النظام الذين خدموه يطالب محاكمتهم بتهمة الخيانة والتآمر مع الاجنبي بل هناك جماهير يعد بالملايين من العراقيين الذين ساقوا اولادهم وفلذات اكبادهم الى محرقة قادسية صدام وام المعارك ليتحولوا الى رماد تتطايرتها الهواء الشرقية  .اولئك الذين اعدموا اولادهم في الجبهات الخلفية بنهمة الجبن والهروب من المعركة . هذه الجماهير تطالب اليوم محاسبتهم الى جانب عناصر النظام .

مجموعة الجنرالات الهاربون يريدون ان يقفوا كعصي في عجلة التاريخ للحيلولة دون دورانها . انهم يريدون ان ينقذوا رؤوسهم من السقوط عن طريق اعطاء ادوار لانفسهم وهم يعرفون لا حول لهم ولا قوة . فكيف لجنرال متقاعد باستطاعته ان يحرك وحدات عسكرية خارج امرته . اليس هذه اضحوكة وسخرية لم يعرفها التاريخ بعد . بل الذي يزيد الطابع الكوميدي لمؤتمر الجنرالات الهاربين والمتقاعدين هو الاطراء الذي تتناقله الابواق الاعلامية لاحزاب المعارضة العراقية مثل الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وغيرهم. وفي الحقيقة لولا مشاركة ممثلي الخارجية والبنتاغون والبيت الابيض الامريكي في "مؤتمر الجنرالات الهاربين من العدالة الانسانية" لكان هذا المؤتمر هو مقدمة لتشكيل نادي المحاربين القدماء في المنفى على غرار النادي نفسه في المحافظات العراقية اكثر مما هو مكان لنقاش مستقبل العراق ودور المتقاعدين والهاربين من الجنرالات فيه.

فأذا كان عقد المؤتمر بالنسبة لهؤلاء الهاربين هو محاولة فاشلة لاعادة الاعتبار والهيبة والدور الموهوم لهم في صياغة مستقبل العراق الا بالنسبة لامريكا التي تعي جيدا ان المتقاعد والهارب والمعوق له نفس الدور في المعركة لكن مشاركتها تقع ضمن التصعيد الاعلامي والسياسي ضد حكومة صدام اضافة الى انها تبغي ارسال اشارة انها تعول على الانقلاب العسكري والجنرالات العاملة في الخدمة العسكرية حاليا في ادارة الحكم في العراق وليس على الاحزاب المعارضة العراقية .

ان امريكا ومن اجل الحفاظ على هيمنتها على العالم لا تتورع ان ترتكب اكبر المجازر في العراق. انها تعي جيدا ان سياستها ستضفي الى تحويل العراق الى دويلات للطوائف والقوميات والنعرات العنصرية . وان كل دولة من دول المنطقة تنتظر نصيبها من تداعيات السياسة الامريكية . ويمكن ذكر على سبيل المثال بوعود المسؤولين الامريكان في انقرة بتسليح التركمان لموازنتهم مع المليشيات الكردية في حالة شن القوات الامريكية هجومها على العراق هذا اضافة الى  ما يسمى ببيان الشيعة الموقع من 130 نفرا الذي يطالب بحصة "الشيعة" في السلطة ما بعد صدام .

ان السياسة الامريكية تجاه العراق لها خياران اما انقلابا عسكريا دمويا مدعوما لوجستيا وعسكريا وسياسيا من قبل امريكا وفرض حالة الطوارئ كالانقلابات العسكرية في دول امريكا اللاتينية وتركيا وباكستان في القرن الماضي على سبيل المثال او حربا اهلية وتحويل العراق الى دويلات المناطق والطوائف والقوميات .فعلى الذين يحلمون بالتخلص من كابوس الدكتاتورية عن طريق التعويل على السياسات الامريكية فلسوف يجد امامه غدا لا يقل ظلاما عن يوم الذي حكمه النظام الفاشي لصدام . ان جميع الاحزاب المعارضة العراقية (القومية،الدينية) تتعهد في بياناتها على عدم تقسيم العراق ونبذ الطائفية ..الخ لكنها جميعها تعول على السياسة الامريكية بشكل او بآخر.

بيد ان هذا المستقبل غير محتم على العراقيين والمجتمع العراقي اذا تكاتفت القوى الانسانية والتحررية على صعيد العالم وعلى صعيد العراقيين انفسهم  في الداخل او في الخارج .ليعرف العالم بأن المجتمع العراقي ليس مجلس الاعلى او حزب الدعوة او جلبي او الضباط الفارين من العدالة الانسانية.     



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالفات المعارضة العراقية والمشروع الامريكي والمجتمع العراقي
- شباب العراق وقود التيار القومي
- الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي
- الارهاب في الفكر القومي
- ثقافة العنف وثقافة حقوق الانسان ..حقوق الانسان من منظور الحز ...
- امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي