أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - من يتحمل مسؤولية التغيير ؟














المزيد.....

من يتحمل مسؤولية التغيير ؟


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 17:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لن تمر العلمانية المسالمة المتوازنة في العالم العربي المدجج بأسلحة الاسلام المستنفر وتستقر، الا بلجم هذا الإسلام المستفحل تدخلا في كل امر.
ويا لعجائب هذا الزمان حتى النوم في السرير مع الشريك بطمأنينة وسلام، او الدخول براحة نفسية الى الحمام بحاجة ماسة الى فتاوى مشايخ الإسلام!
كيف لا:
والرِّجل اليمين الى الأمام واليسار عليها الملام،
واليد اليمين لها المقام واليسار بنت حرام،
والثدي اليمين لارضاع الكبير والشمال للطفل الصغير،
وهكذا دواليك الى العين والأذن وثقب الأنف الأيمن .... الى ان نصل الى الكتف اليمين الذي يجلس عليه ملاك تسجيل حسنات الانسان وارسالها الى الله، واليسار الذي يجلس عليه ملاك تسجيل السيئات وارسالها الى رب السماء. وكأن الله العليم والذي حسب البقرة:
"يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" 77 ، لن يستطيع ان يعلم شيئا دون ملائكة ومساعدين وأمناء أسرار على الأكتاف يسجلون التقارير اليومية ويرسلونها اليه، وكأننا في دولة مخابرات الهية تذكرنا بدول المخابرات العربية.
أي ان مهمة الاسلام الأساسية في هذا العصر اصبحت ليس حل المشاكل وتطوير المجتمع، انما تعقيدها واغراق المجتمع بفتاوي تحول حياة الانسان الى متاهة بلا قعر!
والاسلام المستبد لن يلجم ويعود الى الجامع راضيا بما كسبت يداه، الا باشتعال مشاعل التنوير عبر اقلام الفكر الحر تُلهب الصفحات بكلمات من جمر!
وعندها الحقيقة ستنتصر والزيف سيندثر!
وانتصار الحق على الزيف مسألة وقت!
نحن نعيش في عصر العلم والسرعة واختراق عالم الموت.
وإن لم يحدث التغيير فاننا سنسير حتما الى الهاوية حفاة الاقدام على المسامير نسير والدماء تسيل دون شعور بالم او وخز في الضمير.
وهل يشعر بالم من دخل في غيبوبة التخدير؟
ولهذا فالتغيير قادم لا محال. فالشمس في السماء مشرقة ابد الدهر، وغيوم الجهل المستفحل بالشر ومهما حجبت نور الحقيقة بسلاح الضبابية والغوغائية الكذب والدجل والمكر، فلن تستطيع كسر بصيص نور الحق محملا على شعاع بالأمل.
طاقة الشمس في توهج لاهب مستمر، ولا بد لشعاع من اشعتها ان ينفذ الى الوكر وينير كهوف الظلام ويبدد الجهل!
ولن تمر الديمقراطية البهية الا بانحناءة الاسلام المتكبر المتعالي، المتعجرف المتصابي كشيخ بلغ أرذل العمر، يسير على عكازتين مهزوز الجسد منحني الظهر، ويعتقد انه ما زال شابا غريدا اغر يريد اللهو مع الفراشات ومناجاة الطير، والقفز بين الحدائق لمعاكسة الصبايا في تجديد لماض قد أفل.
والاسلام المتكبر سينحني امام مشاعل التنوير وهي تبهر البصر ليصبح اسلاما انسانيا وسطيا معتدل!
ولا إصلاح ديني في الأفق المظلم إلا بانتصار ثقافة التنوير على ثقافة الجهل المطبق!
لا ثوابت على هذه الارض والتغيير هو سنة من سنن الحياة وميزة من ميزات الطبيعة والمجتمع والانسان.
و من يتحمل مسؤولية التغيير الجذري المطلوب في العالم العربي المنكوب للخروج به من هذه الورطة التاريخية المزمنة التي لا مثيل لها بين الشعوب؟
هل هو الله العلي الأعلى القادر القدير الخبير البصير الرحمن الرحيم المنتقم الرؤوف؟
أم رجال الدين المتحجرين الرؤوس، المرتفعين الأنوف، المنتفخين الصدور، الممتلئين الكروش، المعصومين كالقرآن من الأخطاء والعيوب؟
أم الحكام الجالسين بحماية العسكر والمخابرات من المهد الى اللحد على العروش؟
أم الشعب المنهك المتعب المغلوب على أمره المصلوب على خشبة رجال الدين والسياسيين الحاكمين؟
أم الأحزاب والتيارات والحركات والكيانات السياسية، العاجزة عن التمرد فكريا وثوريا واجتماعيا وسياسيا على قوالب التقليدي والمألوف؟
أم المفكرين المثقفين المتالمين العارفين الكاشفين المستنيرين على هدى العقل، الحالمين حقا بالتغيير الجذري المطلوب؟
لا بد من منقذين مفكرين مثقفين متالمين عارفين كاشفين مستنيرين يأخذون بأيدي التائهين، والا فالج لا تعالج، وسندور في نفس الدوائر الى أن نذوي ونذوب؟
وسيبقى التخبط الأعمى بين التوق في انطلاق ثقافة الحياة نحو العقلانية واستمرار خنقها بآفة ثقافة الموت الغيبية الجاهلة هو المسيطر على العقول ولن يحدث التغيير نحو الافضل وبشهادة القرآن الذي يخاطب معشر المسلمين في س. الرعد، قائلا:
"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" 11
الكلام القرآني صريح وواضح وشفاف ولا يحتاج الى جهابذة الفقه والتفسير وهو ويؤكد بشكل قاطع ان التغيير هي مهمة الانسان نعم الانسان المسلم وليست مهمة الله الذي ليست مهمته ان يغير بل ان يتفرج بعد ان اراح نفسه من اوجاع امم الأرض ومشاكلهم وسفك دمائهم.
الله لا يغير! وكما يقولها صراحة القرآن. ولن يغير. وربما ليس بمقدوره ان يغير، والا لكان غير!
مسؤولية التغيير يتحملها فقط المنقذون المفكرون المثقفون المتالمون العارفون الكاشفون المستنيرون، وهي قادمة رغم انف الظلاميون



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برهانٌ جديدٌ على أن القرآنَ من صنعِ محمد
- رسالة السيدة ثورة الأخيرة: شريعة أم مشرحة؟
- رسالة من السيدة ثورة: اضربوهن!
- لماذا ينفخ نصرالله في الصور؟
- رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (2)
- رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (1)
- أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: إشكاليةُ المطر!
- نور الدين ينتقد علم الدين ورجال الدين
- احترموا أنفسكم اولا يا مسلمين !
- تَخَبُّطٌ فِكْرِيٌّ في سورَةِ البَقَرَةِ(2) والأخير
- تَخَبُّطٌ فِكْرِيٌّ في سورَةِ البَقَرَةِ(1)
- رسالة السيدةُ ثورة
- أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: هل حقا السَّماءُ فوق الأرضِ؟
- شتان ثم شتان بين تركيا وايران!
- من مسخ العقل العربي؟
- أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: إشكاليةُ الْماء
- الديمقراطية هي الحل!
- لماذا لا يبسط الله الرزق لعباده؟
- أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: إشكاليةُ الشَّمْسِ
- هل سيختارُ الله خليفةَ حسني مبارك؟


المزيد.....




- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - من يتحمل مسؤولية التغيير ؟