محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 00:57
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
النجاح بالتمرير!!
يقول المثل الشعبي: "يوم الامتحان يكرم المرء أو يُهان"؛ ولكن أصبح المثل الآن" "يوم الامتحان لابد أن يكرم المرء"، ويمكن القول "من جد أو لم يجد فهو ناجح – ناجح"، فلم تعد لجان الامتحانات لجان لاختبار التلاميذ بل هي عملية روتينية تنظيمية في الهيكل التنظيمي للعملية التعليمية، حتى يكون هناك ورقة أسئلة و مراقبين على الامتحانات وكنترولات للتصحيح، يحصل المعلمين في وزارة التربية والتعليم على مكافآت الامتحانات مقابل تلك الأعمال.
ولكن ماذا يحدث داخل لجان الامتحانات يحدث شيئين، الشيء الأول وهو ترك الطلاب يتعاونون سوياً ويجلسون بجوار بعضهم وينقل كل واحد من الآخر، وهذا الأمر قد يكون غير مجدي بالنسبة للطلاب، لأنهم إذا نقلوا من بعضهم سوف تكون إجاباتهم خاطئة، لأنهم لا يقرؤون ولا يكتبون، وبالتالي إذا تركوا يجيبون على أسئلة هذا الاختبار أو ذاك، دون تدخل المعلمين والمراقبين لسوف يكون الرسوب هو الشيء المحقق، وعليه يكون الخيار الثاني حيث يقوم المراقب المتواجد داخل لجنة الامتحان بكتابة الإجابة لكل سؤال على السبورة، حتى يقوم الطلاب بنقلها كما هي داخل كراسة الإجابة، وهذه العملية لا تسمى نقلاً بل يمكن تسميتها رسماً أو زخرفتاً، حيث يقوم التلميذ برسم ما كُتب له، فهو لا يفهم هذا النقش لأنه لا يقرأ، وفي كثير من الأحيان لا يستطيع كل التلاميذ حتى رسم ما هو مكتوب أمامه، لأنه لم يتعود على مسك القلم والكتابة به لأنه لا يجيد الكتابة!!
- كل ما سبق ليس مهماً....!!
- كيف؟!
- بكل بساطة، إذا نجح التلميذ، شيء جميل، وإذا لم ينجح فسوف يعيد نفس السنة الدراسية مرة أخرى، فإذا نجح في الإعادة فنقول "في الإعادة إفادة"، أما إذا رسب للمرة الثانية، فلا داعي للقلق لأن التلميذ ينقل إجبارياً بحكم قانون التعليم إلى الصف الدراسي التالي، بشكل أوتوماتيكي، وتسمى هذه العملية بالنجاح بالتمرير، فمصر هي الدولة الوحيدة تقريباً التي يتم فيها هذا النوع من النجاح الإجباري!!
وأكبر دليل على ذلك ما حدث في نتائج الدبلومات الفنية، والثانوية العامة للعام الدراسي 2009/2010، حيث تم تسجيل أسوأ نسب نجاح، سوأ من حيث الكم والكيف، في تاريخ التعليم المصري على مر العصور، وذلك نتيجة طبيعية لما حدث من انحدار مستوى التعليم خلال العشرين عاماً الأخيرة، وبالتالي من المتوقع أن يحدث خلل في سوق العمل المصري خلال السنوات القادمة، بسبب مخرجات التعليم السيئة!
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟