أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الدين ابوالحب - السلفية، الارهاب، وزبائن اسرائيل وامريكا















المزيد.....

السلفية، الارهاب، وزبائن اسرائيل وامريكا


سعد الدين ابوالحب

الحوار المتمدن-العدد: 931 - 2004 / 8 / 20 - 11:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ انتهاء الحرب الباردة وانفراد الولايات المتحدة بالمشهد العسكري الدولي وخاصة بعد اقدامها على مغامرات الهيمنة والاعتداء المباشر والسافر في الشرق الاوسط الاسلامي تحت ذرائع الديمقراطية والتعددية، باشرت الادارة الامريكية، عبر تخطيط تكتيكي ماكر منظم ومكشوف، في عرض خدمات اجهزة مخابراتها التخريبية وماكنتها الحربية المتقدمة كاداة ضاربة "مجانية" لكل من هب ودب من الحكومات والطوائف والحركات والقبائل المنهمكة في تصفية حاساباتها المحلية لسبب او لاخر ولحق او باطل مقابل استعداد الاخيرة بالقبول ببعض الشروط المسبقة كالسماح بوجود القواعد الامركية والخضوع لجملة من المطاليب السياسية والاقتصادية والاعلامية الامريكية تحت ذرائع ومسميات مختلفة. ولان المشروع الامريكي في الظاهر، هو مشروع الصهيونية العالمية ومصالحها اصلا وتفصيلا، سارع بعض "الاذكياء" سياسيا لحاجتهم الشديدة والماسة لخدمات تصفية حساباتهم المحلية في تجاوز تجار الموت الامريكان وطرق ابواب عرابي الادارة الامريكية في تل ابيب مباشرة لتحقيق اغراضهم. لقد تلقفوها هؤلاء التجار شديدي "الفطنة" وهي طائرة كما يذهب المثل العراقي واختصرو الطريق لتوظيف الدعم العسكري الامريكي باقل التكاليف. فاصبحت ارتيريا القاحلة، البلد "المحرَّر" توا بفعل يد اسرائيل الخفية، بين ليلة وضحاها قوة الاعتداء الاقليمي "العظمى" في القرن الافريقي. وبدأ "عبقارة" التعددية والتمدن في كردستان العراق ينظّرون للعرب والفرس والاتراك عن حضارتهم الزردشتية القديمة و حضارتهم الآرية القادمة ودورهم في قمع الارهاب. وكرد فعل لاستنجاد الاكراد باسرائيل، سارع العلمانيون حتى النخاع في انقرة باعلان تحالفهم الستراتيجي مع سادة واشنطن في تل ابيب وطلبو من الجميع وضع القضية الكردية في تركيا في "خانة" الارهاب المزدحمة او المجازفة بمجابهة الغضب الصهيوني. اما تجار الهند البارعين والعارفين افضل من العرب والعجم "من اين تؤكل الكتف" فقد فتحو ابواب المتطرفين الهندوس في نيودلهي على مصراعيها للحبيب شمعون بيريز وبقية خبراء اسرائيل المتمرسين في ارهاب "الارهابين المسلمين" في كشمير.

اليوم وبعد ان اصبحت طوابير الطارقين على ابواب اسرائيل وجيشها الامريكي المطيع، لاستجداء العون في تحقيق غاياتهم المحلية الضيقة على اختلافاتها، طويلة جدا. حتى انها اخذت تضم اضافة الى الحركات والحكومات والاحزاب، الكتاب والشعراء من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ومن مختلف الاديان السماوية والغير سماوية بل وحتى حكومة موريتانيا التي اخفقت للان في مواجهة الجراد وحكومة السيد حازم الشعلان المخصية بالمعنى الكامل للكلمة. فبعد كل هذا الزحام الهائل اصبح من الضروري على ما يبدو وضع شروط جديدة لتنظيم هذه الطوابير. وفي مقدمة هذه الشروط اعتناق وترويج زبائنها الجدد والقدامى لشعارات وتنظيرات مناوئة لبضعة مفردات ومصطلحات مطاطة فارغة يستحيل تعريفها، مثل "الارهاب" او "السلفية"، وذلك كخطوة اولى للتأهيل. حيث اصبحت هذه الكلمات بمثابة كلمات الدخول السرية للطارقين على ابواب كرم الحماية الصهيونية.

فاما الارهاب، والذي حاول المرحوم الدكتور محمد تقي مهدي جاهدا تعريفه منتصف التسعينيات من القرن الماضي في كتابه: "الارهاب: لماذا امريكا هي الهدف؟" على انه سلاح الضعيف عسكريا في مقاومة التفوق العسكري المفرط للاخر، فقد اصبح اليوم كلمة السر المفضلة التي يحاول الجميع استخدامها لفتح ابواب الجنة الامريكية والغمز للعم سام او لاثبات التمدن او لاستهداف الاخر وتخويفه او لمجرد طلب الرزق العادي. حتى ان البعض خرج علينا بمصطلحات تافهة من قبيل :"الفضائيات الارهابية" و"الكتاب الارهابيون" و"المواقع الارهابية" ومن يعلم ربما يقوم احد المختصين المولعين بهذا المصطلح الفارغ باكتشاف جينات جديدة للانسان الارهابي المزعوم! الا ان الحقيقة التي ستبقى حقيقة ابدية هي ان الحروب النظامية والغير النظامية مها كانت اهدافها وبغض النظر عن هوية القائمين بها لابد وان تسبب ارهاب المدنيين وقتل الابرياء من كلا الطرفين المتحاربين. فطبيعة السلاح المستخدم لقتل الاخرين لاتحدد عدالة او بطلان القضايا المتنازع عليها والتي لابد من مناقشتها وتداولها كما هي وبدون رتوش سيف الاتهام بمصطلح الارهاب. ان ارهاب حصار المدنيين وقصف المدن الآمنة وتدمير اقتصادها لا يختلف ابدا عن ارهاب تفجيرات المدن والاغتيلات. لذا فان مصطلح الارهاب لا يحمل اية معنى سياسي او قيمة ايديولوجية. انما هو مفهوم عسكري بحت. فالحرب تولد الارهاب والارهاب وسيلة من وسائل الحرب.

واما كلمة السر الجديدة الاخرى لزبائن العم سام فهي على ما يبدو اتهام الاخرين بالسلفية واستخدام هذا الاتهام لتبرير تصفيتهم وقمعهم كما يدعو او ينوه العديد من الدمويين الفاشست عند تناولهم لمواقف حركات مقاومة الاحتلال والتسلط الاستعماري من النجف والفلوجة الى غزة. ورغم انني من المؤمنين بشدة بتفوق نموذج الحكم العلماني وفاعلية الدستور المدني بدون المبالغة في ايماني هذا الى حد الدعوة لفرض العلمانية بالقوة والابادة الجماعية على الشعوب الرافضة لها بالاغلبية الواضحة، كما تطبل وتزمر مجاميع المتاجرين بمفاهيم العلمانية الدموية من "ايلاف" وحتى "الحوار المتمدن". الا انني لابد ان اعترف ان السلفية الاسلامية، مثلا، لا تعني اكثر من التزام واعجاب مجموعة ما بتفسير امورها الدنيوية والدينية بما هو "مثبت" سالفا وتأريخيا من الاقوال والافعال حسب اعتقادها. ووفق تعريفنا هذا يمكن وصف اية فئة او طائفة اسلامية غير وهابية، كبعض المدارس الشيعية مثلا، بالسلفية ايضا مع الاعتراف بحقها في المعتقد في نفس الوقت. بل ويمكننا وصف الجماعات المسيحية واليهودية المختلفة، بما فيها جماعة الانجيليين المتطرفة التي ينتمي لها بوش الابن، بالسلفية واحترام اراءها. وماذا عن شيوعيو الامس؟ فالعديد منهم كان اكثر سلفيتا في تصرفاته وارائه من محمد بن عبد الوهاب! ان حديث البعض المسهب عن بعبع السلفية ليس اكثر من محاولة فاشلة لاستخدام الكلمة كصفة لغوية سحرية لاثبات جريمة الاخر المزعومة ولتغليف المواقف القمعية المعادية للديمقراطية وللانضواء تحت خيمة الحماية الامريكية الصهيونية. فالايمان بالسلفية كما هو الايمان بالصوفية او الماركسية او العولمة او غيرها ليست جريمة بحد ذاتها. الجريمة مرتبطة بالافعال وليس الايمان والرأي.



#سعد_الدين_ابوالحب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين شمولية الاحتلال وتعددية الهيمنة الامريكية الصهيون ...
- المنفى العراقي، رفحا، وسايكولوجيا العداء للوطنية
- أم الجرائم أو الحلقة المفقودة في محكمة صدام الامريكية
- موالاة الاحتلال بين العقلية الثأرية وانتهازية الفشل الحضاري


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الدين ابوالحب - السلفية، الارهاب، وزبائن اسرائيل وامريكا