أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - في التيار الديمقراطي (2)














المزيد.....

تأملات - في التيار الديمقراطي (2)


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 01:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في سياق تحديد طبيعة وجود ودور التيار الديمقراطي يتعين علينا أن ندقق، أولاً، مفهوم هذا التيار. وبوسعنا القول إن أخطر خلل في الجانب المفاهيمي تمثل في النظر الى نخبوية هذا التيار وإغفال بعده المجتمعي. فقد كنا نتحدث عن التيار الديمقراطي على نحو قاصر، فنختزله الى تنظيمات وشخصيات ديمقراطية، يسارية أو ليبرالية، متجاهلين محتواه الاجتماعي. وقد ترتب على هذا الاغفال التقليل من دور الحركات الاجتماعية، وبالأخص القوى الحية الكامنة في المجتمع، والتي تتمتع بدور أساسي في تحقيق أي مشروع ديمقراطي، وهي القوى الممثلة بحركات الطلاب والشباب والنساء والمثقفين، ناهيكم عن العمال والفلاحين، أي، بايجاز، كل ذوي المصلحة الحقيقية في انجاز المشروع الوطني الديمقراطي.
ومن المعلوم أن هذه القوى يمكن، إذا ما جرت تعبئتها في إطار حركة اجتماعية على أساس مشروع وطني ديمقراطي، أن تستعيد مكانة وموقع التيار الديمقراطي في الحركة السياسية، ليس انطلاقاً من نوستالجيا، وإنما من واقع يجسد كون التيار حركة ناهضة واعدة.
وبغض النظر عما يبدو من ضآلة ما حققه التيار الديمقراطي حتى الآن، فان أبواب فرص تنفتح أمامه على نحو أوسع في الظرف الراهن. فالأزمة التي تعيشها التيارات الأخرى، متجلية في وضع القوى المتنفذة في الحكم وخارجه، وتعثر مشاريع هذه التيارات والقوى، هذا الواقع بحد ذاته يوفر فرصة لطرح مشاريع بديلة. ويضع أمام التيار الديمقراطي، بالتالي، مهمة طرح مشروعه ورؤيته المميزة للبديل المنتظر منه إخراج البلاد من أزمتها الخانقة. وهذا التيار هو المعول عليه لاعادة بناء هوية وطنية، إذ يمكن اعتباره مشروعاً وطنياً لمواجهة مخاطر التفتيت الطائفي والقومي.
وليس مجانبة للحقيقة القول إن للتيار الديمقراطي وجوداً موضوعياً. ومما لاريب فيه أنه لا يمكن التفكير، في واقع العراق الملموس على الأقل، بديمقراطية حقيقية، ببعديها السياسي والاجتماعي وبناء دولة مدنية حديثة، بدون تيار ديمقراطي.
وتتجلى هذه الحقيقة، بشكل ساطع، بل وصارخ، الآن، بعد انقضاء سبع سنوات على سقوط الدكتاتورية وفرض الاحتلال وما ترتب على ذلك من عواقب وآثار.
إن وجهة تطور المجتمع وطبيعة واتجاهات الصراع الاجتماعي والسياسي والمعركة الدائرة حول مستقبل هذا الصراع، كلها عوامل أساسية تبرر وجود التيار الديمقراطي. فهذا الوجود ضرورة تفرضها المرحلة الاستثنائية التي تمر بها بلادنا. بل وليس من غير الدقيق القول إن هذا التيار هو القوة الوحيدة القادرة على إنقاذ البلاد من مأزقها وإبعادها عن الحرب الأهلية والطائفية.
وتكشف تجربة الأشهر الماضية التي أعقبت الانتخابات الأخيرة عن هشاشة النظام السياسي الذي جاء بعد عام 2003، وما يسمى بالعملية السياسية والأسس التي قامت عليها. ومن المؤكد أن مخاطر هذا الوضع ستتعاظم ارتباطاً بدخول المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات المحتلة وفق ما نصت عليه الاتفاقية الأمنية العراقية الأميركية، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تزايد التدخلات الخارجية، وخصوصاً الاقليمية ذات التوجهات المتعارضة مع المصالح الوطنية العليا لشعبنا وبلادنا.
غير أنه من ناحية أخرى لابد من النظر، بايجاز، الى تلك العوامل التي تقف وراء تشتت التيار الديمقراطي وإخفاقه في القيام بدوره المنشود حتى الآن (وهو ما نسعى الى تناوله بتفصيل في تأملات الأسبوع المقبل). على أننا نستطيع الاشارة، في السياق الحالي، الى أن بعض هذه العوامل يرتبط بحملات القمع والإبادة التي تعرض لها حزبنا وسائر القوى الديمقراطية على يد الدكتاتورية الفاشية، بينما يرتبط البعض الآخر بما جرى من تحولات عميقة في المجتمع العراقي خلال العقود الماضية جراء الحروب والاستبداد، وما أعقب ذلك من احتلال وإدخال للبلاد في أزمة "مابعد التحرير" عبر وسيلة الحرب، وما أفرزته هذه العقود من انهيار في البنية الاقتصادية والاجتماعية، وانسحاق للطبقة الوسطى ومكانتها. هذا ناهيكم عن ضعف قوى التيار الديمقراطي نفسه من ناحية، والآثار السلبية لانهيار "الاشتراكية" على الحركة الديمقراطية العالمية، واليسارية منها على وجه التحديد.
وإذا ما أرادت قوى التيار الديمقرطي استعادة دوره وتفعيله فلابد أن تدرك هذا الواقع، مثلما يتعين عليها أن تدرك حقيقة أن وحدة التيار الديمقراطي ليست قضية إرادوية، بل عملية نضالية مديدة، مرتبطة، من ناحية، بقدرة قوى التيار ووضوح رؤيتها واستعدادها للحوار البناء العميق والعمل الدؤوب المشترك، ومن ناحية ثانية بالواقع وخصائصه وتطوراته.
* * *
ما من سبيل أمام قوى التيار الديمقراطي سوى رؤية طيف مكوناته وحقائق وجوده ومهماته الراهنة ودوره وآفاقه الحقيقية ارتباطاً بواقع بلادنا ووجهة تطورها ومستقبلها. وعلى قوى التيار أن تفهم وحدته على نحو ملموس يخرجه من أزمته البنيوية ويعيده الى مكانته كقوة فاعلة في المشهد السياسي.
كان الشيوعيون، على الدوام، في طليعة المناضلين الديمقراطيين لاستنهاض قوى المجتمع الحية. وهم اليوم يتصدون لهذه المهمة الجليلة، مهمة تفعيل قوى التيار الديمقراطي، وتحويله الى بديل اجتماعي حقيقي للتغيير. وليست لديهم، في هذا الشأن، أوهام حول مصاعب هذا المسعى، لكنهم مفعمون أملاً بأن هذا التحدي الذي اختاروه سيفضي الى غايات ساميات.


طريق الشعب 13/7/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !
- تأملات - بِمَ نبدأ ؟
- تأملات - جوهر الصراع لم يتغير
- تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد
- تأملات - سخط نستثمره وضفاف نسعى إليها
- تأملات - في إضاءة الواقع الموضوعي
- تأملات - في مديح نقد الذات
- تأملات - تزييف الوعي
- تأملات - توازن التقييم
- تأملات - التباس المحاصصة مرة أخرى !
- تأملات - لا يريدون للأجراس أن تقرع !
- تأملات - غياب المصداقية .. إخفاق الوعود
- تأملات - في نفق التنافس الانتخابي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - في التيار الديمقراطي (2)