الثورة ام التنمية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 14:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

التنمية قبل الثورة
Evolution before Revolution
جاء شهر تموز للتطرق الى الثورة العفنة من جديد. انتشار مفهوم الثورة في البلدان العربية ابتداءا بثورة جمال عبدالناصر في 22 تموز 1952 عندما اطاح بالملكية في مصر و السودان و انقلاب عبد الكريم قاسم في العراق في 14 تموز 1958 في الحقيقة لم تكن ثورات بل انقلابات عسكرية بمعزل عن شعوبها لما يسمى بالضباط الاحرار(ضبط – يضبط - ضابط) و اصبح شهر تموز الحار الشهر المفضل للعسكرعلى غرار الثورة الفرنسية. نعم كانت هناك ثورات حقيقية بمشاركة طبقات الشعب في مصر و العراق قبل عبدالناصر و قاسم.

من الملاحظ ان مفهوم العسكر و الجندي دخيل على العربية لان العرب لم تعرف غير حملات الغزو و الفتوحات الاسلامية انتهاءا بمنظمة الفتح الفلسطينية. كلمة العسكر هي تشويه للكلمة اللاتيينية exercitus اي الجيش و كلمة جندي من الفارسية و جميع الرتب العكسرية و انظمتها ليست الا اقتباسات و ترجمات حرفية. كلمة razia الاسبانية و الالمانية التي تستعملها الشرطة عند الهجوم جاءت من كلمة غزو العربية.

بعد تكرار الثورات في البلدان العربية فقدت مفهوم الثورة محتواه بثورات عبث البعث في سوريا و العراق و اصبحت الثورة مرادف لاحتكار الحكم و الاعدامات و الاستهتار بخيرات بلدانها و شعوبها من قبل عدد من الضباط او عصابة دموية بحيث تطور لكلمة الامن بسبب اجهزة الامن القمعية معنى جديد و اصبح يعني السجن و التعذيب والقتل.

من الجدير بالذكر ان هذه الثورات العربية جاءت بعد انتقال فرنسا الى مرحلة الى ما بعد الثورة لان الثورة دائما دليل على وجود مياه آسنة راكدة و عفنة و ان الحزب الشيوعي لم يقم بالثورات تيمنا بثورة اكتوبرالشيوعية في روسيا و لغاية انحطاط الاتحاد السوفيتي. اختارت بعض الدول العربية لنفسها الثورة بدل التطور و التنمية evolution revolution before ولكن الشعوب التي تتقدم و تنمو ليست في حاجة الى ثورة لان التنمية عملية تدريجية غير فجائية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات