|
زيارة رئيس الإقليم والتعبير الواقعي الصريح لعلاقات كوردستانية عربية مباشرة
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 11:57
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في سقف الزيارات الأخيرة لفخامة رئيس إقليم كوردستان العراق السيد مسعود بارزاني إلى عدد من الدول العربية الخليجية وغير الخليجية، انعقدت علاقات على المستوى الرسمي كان من بين دلالاتها ومفردات الأداء أنها أشارت إلى جسور جديدة تتفتح في العلاقة بين كوردستان والبلدان العربية في المستوى الدبلوماسي الرسمي.. ولم يكن هذا مفاجئا أو جديدا بقدر ما جاء بتوقيت مناسب للتعبير عن العلاقة التاريخية بين العرب والكورد تحالفا وطيدا ثابتا. وكانت تلك الزيارات قد أفضت إلى نتائج إيجابية الأثر لدائرة أبعد من حال العلاقة بين طرفي الحوار الرسميين. اليوم جاءت الزيارة إلى مصر وصيغة الدعوة وشكلها البروتوكولي (المميز) فضلا عن الدلالات التي تضمنتها لتؤكد العمق الاستراتيجي لهذه العلاقات ليس في مستواها الشعبي حسب وإنما في مستوى رسمي يمكن أن يشير من بين أداءاته إلى ردّ غير مباشر على بعض معطيات الواقع ومجرياته من تفاعلات سياسية حادة من أطراف إقليمية أخرى.. فإقليم كوردستان العراق يتعرض إلى استهداف عسكري مباشر لأمنه من دولتين إقليمتين باستمرار قصفهما الذي طاول قرى كوردستان ومدنها، والوضع العراقي بعامة يدخل اليوم في مطالب واستحقاقات تنتظر جهدا كوردستانيا معروف الحجم والأثر، وعمليات البناء في أقليم كوردستان تمضي بخطط تتطلع إلى تحول كيفي كبير يخدم أبناءه من جهة ويدخل في خدمة استقرار الأوضاع العامة عراقيا وتطورها ولربما احتاجت سوق العمل والبناء لمتغيرات منتظرة عند الضرورة في انعكاس لمتغيرات الآخر وتفاعلاته؛... ومن هنا تأتي الزيارة إلى مصر لتوكيد العلائق الثابتة (المباشرة) بين أقليم كوردستان والدول العربية المهمة في إدارة ملفات المنطقة، ولتشكل ردّا سلميا عميقا يقول: إنّ تحالفنا بمستويات نوعية لا تقف عند حدود الأسهام في عمليات بناء شكلية أو هامشية بل أبعد من ذلك فإن هذا (التحالف) يصل حدّ التحول للدفاع المشترك والردّ على ما يهدد الاستقرار والأمن والمصالح العليا إلى جانب تأمينه دعم جهود تشكيل الحكومة الوطنية ببرامج وحلول عراقية بحتة. كما أن الحوار الذي يدخل فيما هو أبعد من علائق تقليدية بروتوكولية، هو ما ذهب لإعلان متجدد من جهة الاعتراف بحجم نوعي مختلف لكوردستان وقيادتها في العراق الجديد وفي إدارة دفة المسيرة سلميا على أساس الخيار الفديرالي الديمقراطي الحر.. وطبعا الأمر يتجه لما هو أبعد من التطمينات للدلالة الأوضح على أن ما يمس أقليم كوردستان يمتلك تفاعلاته لا عراقيا حسب بل بمستويات عربية وشرق أوسطية بعيدة الغور والأثر... ويمكن أن تسجل طبيعة الزيارة لمصر عددا من الأمور التي تلخصها مسائل تتعلق بالتوقيت وبمجريات الأوضاع كوردستانيا وعراقيا وبجملة ما تمّ بحثه ومستويات البحث الرسمية العليا والاتفاقات التي صيغت وما يتوقع التحول إليه عمليا في المرحلة التالية بالتعاطي مع تطمين الأوضاع بكوردستان وحماية أمنها والأسهام الفعلي المميز في دخول عمليات البناء هناك. ومسائل من نمط افتتاح الجهد القنصلي ولربما انعقاد مؤتمرات رسمية إقليمية في أربيل كما القمة العربية وولوج الحوار المباشر مع الجامعة العربية والتحول للأمور الإجرائية الفعلية العملية، هي في الخلاصة ليست بحاجة لإيضاح دلالاتها.. من جهة أخرى لا يمكن إغفال الحجم الحقيقي لتعاطي الإعلامين الرسمي والشعبي سواء الفضائيات والإذاعات أم في الصحافة المصرية والعربية والعراقية.. في إشارة واضحة للاهتمام المخصوص بهذه الزيارة لأكثر من الدلالة البروتوكولوية الدبلوماسية مع حجمها النوعي الكبير. وهذا ما يكسر حالات التضليل والتشويش مزيحا ظلالا ثقيلة حاولت قوى بعينها أن تسبغ العلاقات مع الكورد بها.. ومن بعد فإن الزيارة لم تتحدث عن كوردستان العراق والظرف العراقي والعلاقات الكوردستانية العربية حسب بل حملت وتحدثت عن همّ القضية الكوردية نظرا لتاريخ العلاقة مع مصر وطبيعة تلك العلاقة في التعبير والدلالة.. وبعامة لا يمكن إلا أن تتوج تلك الزيارة حركة دبلوماسية مثابرة دائبة للقيادة الكوردستانية دوليا وإقليميا لتؤكد المكانة الحقة لجهدها في خدمة شعب كوردستان والقضية الكوردية ولتفصح عن المكانة الفعلية لكوردستان ودورها محليا وفي محيطها الإقليمي.. بمعنى ودلالة عميقين يعلنان الانعتاق النهائي من النظرة الاستعلائية التي عوملت بها كوردستان وشعبها وقضيته طوال عقود منصرمة.. ومباركة هذه الجهود التي تتقدم نحو ترسيخ مفاهيم جديدة في الحياة الدبلومساية والسياسية التي تعبر عن تطلعات شعوب المنطقة في العدل والتحرر والعيش الكريم وفي اتخاذ نهج علاقات التعايش السلمي بروح المساواة والإخاء طريقا لعالم الغد الأفضل. تبقى كلمة مهمة، حيث تاج العلاقة الكوردية العربية يمتلك جناحين للتحليق في فضاء التحالف الراسخ ومثلما هي مثابرة وجدية وروح مسؤول من جانب الكورد شعبا وقيادة تحررية تتجه الأصوات الشعبية والرسمية العربية للإعلان عن جوهر المسار التعاضدي العميق والاحترام المتبادل والعلاقات التي تقوم على المساواة والإخاء وعلى العمق التاريخي النزيه الذي نتجه به سويا ومعا نحو آفاق مستقبلية مشرقة.. ونزيح سويا ومعا أية غمامة محتملة للتشويش.. من هنا مواقف جمهرة كبيرة ومهمة ورئيسة على مستوى الشخصيات الثقافية والاجتماعية والسياسية العربية ومعهم أعلام الصحافة والفكر في التعاطي الإيجابي البناء مع القضية الكوردية ومع العلاقة الثابتة الوطيدة مع الحركة التحررية الكوردية وقيادتها التاريخية.. وسيقرأ المتابع هذه الحقيقة قريبا حيث تبادل لا العلاقات الدبلوماسية القنصلية وغيرها بل جسور الخطاب الإعلامي الشعبي والرسمي المفتوح من كلا جناحي العلاقة الأممية السليمة.. وهو ما عكسته وتعكسه أجهزة الإعلام والصحافة العربية ولكل العيون المتفتحة أن تقرأ الحقيقة المشرقة هذه لجديد العلاقات الكوردستانية العربية.. كما سينعكس الأمر ليس بعيدا في مؤتمرات تضامنية عربية ثقافية وسياسية في خيمة أربيل وجبالها الشماء وذلكم أول الغيث في نتائج زيارة التتويج للعلائق التاريخية..
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آليات العمل الحزبي الحكومي والمعارض في الحياة البرلمانية
-
آليات العمل الحزبي في الحياة البرلمانية
-
دور المعارضة في ضبط تطبيق الدستور .. ما العمل في مطب أزمة تش
...
-
موقع ألكتروني توثيقي للمنجز الأدبي الفني العراقي
-
حملات تنتظر مساهمات كل صوت وطني إنساني نبيل
-
مجلة الصوت الآخر... ترنيمة كوردستانية ملأى بالجمال، غنية بال
...
-
لمن ستذهب أصوات الهولنديين من أصول أجنبية؟
-
انسحاب القوات الأمريكية بين الأجندتين الأجنبية والمحلية.. في
...
-
بعض برامج الأنشطة الثقافية لمنظمات المجتمع المدني العربية في
...
-
مشروع جائزة الجواهري للشعر العربي
-
قراءات في ضوء مجريات الأوضاع العراقية العامة اليوم
-
عقدة تأليف حكومة الشراكة الوطنية
-
استراتيجية السلام العربية ومستلزمات التفعيل
-
دلالات توديع كوكبة أخرى من الأطفال ضحايا جريمة جينوسايد الأن
...
-
رسالة المسرحيين العراقيين بيوم المسرح العالمي2010
-
حول فكرة حصر المناصب السيادية بتوزيع عرقي طائفي؟
-
تقرير البرلمان الثقافي العراقي في المهجر بشأن الانتخابات الب
...
-
رسالة مفتوحة: من أجل حل مشكلات الطلبة الجزائريين حلا عاجلا و
...
-
لننتخب البديل الديموقراطي القادر على التغيير
-
يوم لاحتفالية سنوية تكريمية للمسرح العراقي
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|