اسماعيل مظهر
الحوار المتمدن-العدد: 198 - 2002 / 7 / 23 - 08:17
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عمد الرجعيون الى اتخاذ القول بأن النساء ناقصات عقل ودين وانهن قد خلقن من ضلع أعوج، مبررا لان تكون المرأة تبعا للرجل. تبعا لارادته وجزءا من متاعه، وانها لنقص الدين وصغر العقل وخلقها من ضلع أعوج، لا ينبغي أن يكون لها حق الحرية أو حق الحياة الا بقدر ما يبيح لها الرجل من الحرية ومن الحياة الانسانية.
اول شيء لا استطيع عقلا ان اسلم بأن ذلك القول قد صدر عن النبي صلاة الله عليه وسلامه، وانها من قبيل ما نقل الينا من الاحاديث التي لا يقبل عقل انها صدرت عن النبي، لشدة الفارق بين صغر ما نقل وعظمة المنقول عنه. فهل اعقل مثلا ان النبي قد قال <<من أكل فليلعق اصابعه او يلعقها غيره>>؟ كلا. من المستحيل ان اعتقد ان ذلك القول قد صدر عن النبي ولو صح سنده. ومثله القول بإن النساء ناقصات عقل ودين، في الوقت الذي تواتر فيه ان كبار الصحابة قد اخذوا عن عائشة ثلثي الدين. وما عائشة الا من النساء. فكيف نوفق بين هذا القول وبين اقبال كبار الصحابة على عائشة يأخذون عنها ثلثي الدين بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام، مع انه قد كان بين عائشة والصحابة تلك الوشائج التي نعرفها، من حيث العلاقة ومن حيث الزمن.
اما ان النساء قد خلقن من ضلع اعوج، فكلام لا يستقيم مع الواقع. لأن كل الضلوع بها عوج. والقول بأنهن خلقن من ضلع اعوج يوجب وجود ضلوع مستقيمة. وهذا تناقض لا يصدر عن النبي. وكذلك فيه تناف مع حقائق العلم الحديث، لان نظرية خلق الانواع خلقا مستقلا قد افسحت الطريق لنظرية التطور العضوي، فلم يصبح لها من الشأن ما يصح ان يحتج به لا في العلم ولا في غير العلم.
(المرأة في عصر الديموقراطية)