أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - نجاح العلي - الكتابة للاطفال هي الاصعب!














المزيد.....

الكتابة للاطفال هي الاصعب!


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 15:34
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في معرض لرسوم الاطفال أقامته وزارة التربية واثناء ابداء بعض الملاحظات على مضامين هذه الرسوم وهل يتناغم محتواها عقل وفكر الطفل هذا الكائن الذي لايمكن لاحد ان يسبر غور عقليته مهما امتلك من مقومات العلم والادب، عرض علي الكتابة في بعض الاصدارات التي تقوم بطبعها وزارة التربية والتي تخاطب الطفل العراقي، وفعلا لبيت الدعوة بعد تردد كبير لان الكتابة للاطفال من اصعب انواع الكتابة _ من وجهة نظري على الاقل _ لان الطفل لديه رؤية في التفكير تختلف عن رؤية الكبار كما ان هذه الرؤية تختلف من طفل لاخر بل قد يفاجؤك طفل بسؤال وتحليلات حيرت الفلاسفة والعلماء مثل: اين يذهب الكائن انسان او غير ذلك عندما يموت؟ فكيف نوصل الجواب بتعقيداته الى الطفل بدون تضليل او خداع لان الطفل يتقبل كل شيء ويختزن ما نزوده به من معلومات حتى لو كانت خاطئة والتي ستشكل جءا من منظومته الفكرية وقاعدة بياناته في عقله عند تحليل الاشياء وهنا تكمن الخطورة ان تم التلاعب بهذه البيانات.
الكتابة للاطفال موهبة تغنيها الخبرات والثقافة والمعايشة، لهم لعالمهم الحافل بالالوان والرؤى والآمال، تستمد موادها من الواقع الغني بالابتكار والخيال والشفافية وبطريقة ادبية ذات خصوصية توصل الابتكار والمعرفة الى عالم الطفل وعقله المتحفزان دائماً للتلقي واستلهام كل مايقدم له بشغف ورغبة.
ومن خلال ملاحظة بعض الاصدارات العراقية المختصة بالطفل وجدنا ان هناك استسهالا كبيرا من قبل البعض عند الكتابة للطفل فبعض الكتابات والقصص لا تحتوي على فكرة او ثيمة معينة مجرد سرد حكائي دون قيمة فكرية او اخلاقية، كما يمكن ملاحظة ان المفردات لايتم انتقائها بعناية ففي احد ملاحق الاطفال التي تصدر عن جريدة الصباح الحكومية الذي صدر منتصف شهر حزيران من العام الحالي نجد ان هناك تعليقا على الرسوم وقد ظهرت صورة كلاب سائبة وكان نص التعليق (يلة شباب ناكل كباب) فهل تصح تسمية شباب على الكلاب وهذا ما لايرتضيه الكبير فكيف الحال بالصغير!! كما ان الكتابة للأطفال قليلة نسبيا في بلادنا، وهناك ابداعات متميزة، ولكن في الغالب هناك كتابات سطحية وكيفية والتي يتم نشرها نتيجة "المحسوبيات" دون الأخذ بعين الاعتبار مدى جودة ما ينشر أو عدمه، فضلا عن عدم وجود أو قلّة وجود رسامين مختصين للأطفال، فبعض الكتابات الجيدة صاحبتها رسومات رديئة، كما ان اخراج كتب الأطفال ليس بالمستوى المطلوب، ولايراعي المواصفات المطلوبة التي تحفز الطفل على القراءة.
ان من أهم اشتراطات الكتابة للاطفال تحديد الفئة العمرية المخاطبة، وصياغة العبارات والرسوم بشكل يتواءم واستيعابهم، وعادة يتم تقسيم مرحلة الطفولة لثلاث فئات من 2 الى 5 سنوات مرحلة الحضانة والروضة ومن 6 الى 12 سنة مرحلة الدراسة الابتدائية ومن 12 الى 17 سنة مرحلة الصبا والمراهقة وعلى هذا الاساس يتم اصدار المطبوعات وتجدر الاشارة هنا ان الاصدارات العراقية الرسمية وغيرها تركز على الفئة العمرية من 6 الى 12 سنة مع اهمال الفئات العمرية الاخرى او تكاد تكون منعدمة خاصة الفئة العمرية من 2 الى 5 سنوات.
والشرط الاخر والمهم ان تكون الكتابة تحمل فكرة ومضمونا واقعيا كان يكون حقيقة علمية او الحث على مكارم الاخلاق وليس فلسفيا يصعب فهمه او استيعابه مثل اصل الكون ونشوء الحياة.
ومن المهم مراعاة مستوي الطفل ودرجة نموه، واختيار الألفاظ السهلة الواضحة، الغنية بالصور البصرية والمعاني الحسية واستعمال أسلوب التكرار في الكتابة لتوضيح المعنى واستخدام اسلوب التشويق لجلب إهتمام الطفل وكتابة الفكرة الواحدة بأساليب متنوعة يُراعى فيها مستوى الطفل ومن الضروري الابتعاد عن اسلوب الوعظ والإرشاد والنصح المباشر واختيار العناوين المؤثرة وان تكون أسماء أبطال القصص مناسبة ومعبرة ومتداولة في التراث الشعبي.
كما لابد قبل الشروع بالكتابة للاطفال مراعاة إختيار مفردات واضحة وبسيطة وغير حمالة الاوجه تتناغم مع الصور المرفقة وتلائم الفئة العمرية المقصودة ومدى إستيعابهم لها، كما يفضل أخذ مجموعة من الاطفال (الفوكس كروب المعتمدة علميا سبعة أشخاص) وعرض المادة عليهم قبل النشر ومن ثم متابعة ردود الافعال وجوانب الغموض او سوء الفهم التي تكتنفها ثم القيام باعادة صياغتها بشكل يتلاءم منظومة الطفل اللغوية والمفاهيمية.
*اعلامي واكاديمي
[email protected]



#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء العراقية تدخل موسوعة غينيس!!
- الخيار الدستوري هو الحل للخروج من الازمة السياسية
- القمر الصناعي (عراق سات) ضرورة ملحة وليس ترفا
- هل العراقيون يعيشون في كوكب آخر؟
- السرقة الصحفية في الصحافة العراقية
- العراق بحاجة الى سياسيو قراط
- نظرة من داخل أروقة إلاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
- ما بعد العلمانية وامكانية تحقيقها في عالمنا العربي
- القضاء على الامية في العراق
- تنظيم عمل شركات الانترنت وليس منعها
- مفارقات في نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي
- قراءة في نتائج الانتخابات العراقية
- المشككون في نتائج الانتخابات .. التهنئة والمصافحة ام الشتم و ...
- يا ليتهم يتعضون ويجربوا حياة الفقراء!!
- إدارة الأزمات في عالم متغير.. كتاب جديد للدكتور إدريس لكريني
- قانون المساءلة والعدالة.. ملفات مؤجلة !
- أحلام من أبي .. كتاب يوثق سيرة حياة اوباما
- هل سيكون رئيس الوزراء المقبل من بغداد؟
- غياب البرنامج السياسي الواضح للتكتلات السياسية العراقية
- سن قانون للاحزاب في العراق هو استكمال للعملية الديمقراطية


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - نجاح العلي - الكتابة للاطفال هي الاصعب!